خبر على ماذا يعول الأسرى في إضرابهم الجماعي الأطول؟

الساعة 02:46 م|24 مايو 2017

فلسطين اليوم

بعد مرور 38 يوماً على إضراب الأسرى الفلسطينيين المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لم يبق الكثير في التعويل عليه لنصرتهم وتحقيق الضغط الحقيقي على حكومة الاحتلال بمزيد من صبرهم وتحرك فاعل في الخارج.

وكان المراقبون يأملون بالتوصل لاتفاق لفك إضرابهم عن الطعام قبيل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة، من خلال الضغط على حكومة الاحتلال للاستجابة لمطالبهم، إلا أن الزيارة تجاوزت الأسرى الذين باتوا في مرحلة الخطر الشديد وحالهم يتهدد بوقوع شهداء بينهم، كما قال رئيس هيئة شؤون الأسرى في مقال له:« لا تجعلوني استقبل جثثا من سجون الاحتلال ».

ويحاول الاحتلال من خلال نشر أنباء حول خلافات داخلية بين أطراف من المستوى السياسي للسلطة، وقيادة الأسرى المتمثلة في مروان البرغوثي، التنصل من مسؤوليتها في التفاوض مع الأسرى، والسعي للتفاوض مع جهات فلسطينية خارج السجون، وهو ما يرفضه الأسرى المضربين ويصرون على التفاوض مع قيادة الإضراب في داخل السجون.

الأسير المحرر عصمت منصور، والمتابع لقضية الأضراب منذ بدايته يقول لـ « فلسطين اليوم »:« إن عمر هذا الإضراب طال أكثر من كل التوقعات لدينا وهو ما يجعلنا نعمل في الوقت الضائع، فالأوضاع الصحية للأسرى باتت صعبة للغاية ».

وبحسب منصور فإن التحرك الآن يجب أن يكون تحركا مباشراً مؤثراً وعاجلاً وفاعلاً من قبل أعلى مستوى سياسي لحماية الإضراب من الفشل، ففي العادة عندما يدخل هذا العدد من الأسرى في الإضراب الأصل أن لا يطول الإضراب، ورغم الصمود و بطولات الأسرى المضربين إلا أن طول فترة الإضراب يعطي نقطة لإدارة السجون على الأسرى.

وقال منصور إن الأخطر من ذلك، إن طول فترة الإضراب يعني أن أي إضراب قادم سيطول عمره أيضا، وهو ما يمكن أن يحول فكرة الإضراب إلى وسيلة غير مجدية للأسرى.

وأشار منصور إلى إن « إسرائيل » تحاول التركيز على الخلافات الداخلية بين قيادة الإضراب والمستوى السياسي وقامت بالتنصل من مسؤولياتها، واعتبرت إن هذا الإضراب هو تصفيه خلافات داخلية، وهو ما عزز بالرغم من عدم صحته، بعدم اتخاذ السلطة والمستوى السياسي الرسمي أية إجراءات من قبلهم، بما يتواءم بما يواجهه الأسرى من إجراءات من قبل الحكومة اليمينية « الإسرائيلية » كالتي نشهدها اليوم.

وحول وضع الأسرى الداخلي قال منصور إن الأسرى في خطر شديد، وهذا ما يدلل عليه الأعداد الكبيرة من الأسرى الذين ينتقلوا إلى المستشفيات في المرحلة الأخيرة، وتقارير الأطباء ومن بينهم تقرير الأطباء العسكريين الذي أشار إلى عدم وجود معدات ولا أيه ظروف ملائمة لمعالجة الأسرى في حال انتكاسة أوضاعهم الصحية.

وحول قدرة الأسرى على الاستمرار في إضرابهم قال منصور:« الأسرى لن يتراجعوا عن إضرابهم وهذا ما لمسناه من رسائلهم »، متوقعا استمرار الإضراب خلال شهر رمضان المبارك.

وقال « يجب أن يكون هذا التاريخ حافزا لنا في الخارج للعمل الضاغط لتقصير عمر الإضراب قدر الإمكان ».

يشار إلى أن أكثر من 1500 أسير يخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي للشهر الثاني على التوالي، للمطالبة بحقوقهم التي كفلتها لهم القوانين والمواثيق الدولية واتفاقيات جنيف، والتي سلبها الاحتلال الإسرائيلي منهم، ورغم صعوبة أوضاعهم إلا أن الاحتلال يتنصل ولا يستجب لمطالبهم حتى الآن، إضافة إلى عدم تفاعل المؤسسات الحقوقية الدولية مع قضيتهم العادلة.

كلمات دلالية