خبر اضراب الأسرى والمعركة المزدوجة .. فريح أبو مدين

الساعة 11:04 ص|24 مايو 2017

بادئ ذي بدا الحركة الأسيرة هي الشمعة التي يحملها الشهداء الأحياء للاستمرار في انارة الطريق للعمل الوطني واستمرار المقاومة للاحتلال ولا أزيد .

لقد كان القرار الشجاع في ظل الظلام السائد علي فلسطين وجوارها وشعبها وقضيتها وتعرضها للتصفية بأن انتفضوا مقاتلين بامعائهم الخاوية ببطولة يعجز القادة عن ادراك معناها بل ليس عدم الادراك هو المشكلة فقط بل الوقوف في خندق التخاذل المعادي لخطوة الأضراب , وشواهدي كثيرة وسأكتفي بالقليل ففي حين تعلن تسفي لفني ممثله اسرائيل في محفل دولي أن الأسري ارهابيين ولا تجد من يرد عليها ماذا يعني هذا ؟؟؟؟

وحين يقرر ترامب للقادة العرب والمسلمين ( واسف لاستعمال كلمة قاده ) أن حركات المقاومة ارهابية ولم يجد من يرد عليه من خمسين ملك ورئيس الا بهز الرؤوس موافقة وكأنهم نعاج والدتي يرحمها الله في حوش الغنم فماذا يعني هذا !!؟؟

فلا لوم علي لفني وترامب .

ولولا أن المجالس أمانات وحرصا علي المسيرة لأفصحت عن فحوى بعض أحاديث من هم علي خط التماس في معركة الأمعاء , ولعدم صرف النظر عن الاضراب أبتعد عن هذا الجانب بصفتي عارفا ومدركا كيف تجري الأمور وأقول أن الحال مختلف عن الاضرابات السابقة , فالقتال الأن علي جبهتين بعد أن كان سابقا مع السجان وحكومة اسرائيل وكان الاصطفاف خلف الأسرى مطلق من رفح الي جنين , ولكن الأن الخذلان واضح فاذا كان القائد مروان البرغوثي فتحاوي فليس من حماس الا بعض التأييد اللفظي والشكلي وعدم مشاركة حقيقية .

واذا كان هناك تباين سياسي مع المقاطعة فمروان وفتح السجون يشكلون تقاطع محرج مع مسيرة ترامب , ولذا لن يكون هناك اسناد الا فردي وربما تكون هناك اتصالات شبه رسمية مع الجانب الاسرائيلي لمحاصرة الموقف لتبييض الوجه مع ترامب ليس الا .

وهنا أقول ان هذا ليس من حقهم أن يتجاوزوا الأسرى .

كل ما سبق يعطي اسرائيل فرصة أكبر في مواجهة الأسرى ولسان الحال اذا كانت منابتهم وهياكل السياسة عندهم تخذلهم فلماذا نفكر في الاستجابة لطلباتهم الانسانية والقانونية ولا ضير في العودة الي الاضرابات السابقة ونذكر ويذكر كل الأسرى تلك المرحلة من كل التيارات والتنظيمات كيف كان الكل مشاركا بفعاليات هزت الاحتلال في الضفة وغزة وكيف كانت تليفونات نقابة المحامين بغزة لا تكف عن الرنين بالسؤال من المرحوم ياسر عرفات عن حالة الصمود وقدرة الأسرى علي الاستمرار ( ونري الأن المناضلة فدوي زوجة مروان تلوذ بقبره محاصرة ) .

وعلي الجانب الاحتلالي كانت الاتصالات أيضا محمومة علي أعلي مستوي بعد أن رفض الأسرى التعاطي معهم لعلهم يجدوا ثغرة في جدار الاصطفاف ولكن هيهات وكانت أيام مجيدة التحم الكل بالكل أين منها حالنا الأن والحديث يطول .

أكتب والقلم يرتجف كيف الحال بعد خمسة أسابيع ؟

ما أعرفه وأدركه أن القرار بالاستمرار مؤكد ولا رجعة عنه حتي ولو تجاوزوا التجربة الايرلندية والتي كتب عنها الزميل جواد بولص والقرار حصرا بيد القائد مروان وسيستمر وأوصى بذلك حتي ولو عزل وحوصر فطوبى له وهناك القائد سعدات يسند قيادة البرعوثي .

أضيف هنا أن أطول اضراب كان حوالي خمسة وخمسون يوما تخلله فترة قصيرة للبعض من القادة في مناورة للتجمع في سجن الرملة بغرض الاستمرار وبقي الكل في المعركة حتي تحققت معظم المطالب .

وأخيرا أقول للمتخاذلين اذا تساقط الشهداء وهذا ليس مستبعد فلقد كان هناك شهداء للاضرابات السابقة فالشهادة شرف لن يناله المتفرجون والمتخاذلون ولكن دماء الشهداء ستصرخ والشعب معها الي الجحيم بألقابكم ومواقعكم وسنزيل تاريخكم وحكمكم أنتم وغيركم والأيام بيننا كما يقول الصديق عبد الباري عطوان .

ولا نامت أعين الجبناء والنصر للأسرى وفلسطين .

محامي ووزير عدل فلسطيني سابق

كلمات دلالية