خبر السادة والعبيد.. بقلم/ خالد صادق

الساعة 04:14 م|23 مايو 2017

فلسطين اليوم

في مشهد مثير ينم عن الحالة المتردية التي يعيشها عالمنا العربي والإسلامي, وبمنطق السادة والعبيد تداعي العديد من زعماء الدول العربية والإسلامية على العاصمة السعودية الرياض, للاجتماع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يمر الآن بمحنة كبيرة على المستوى الداخلي, تنذر بتنحيته عن سدة الحكم, ويبدو انه يسابق الزمن حتى يشعر بفترة ولايته للحكم حتى وان كانت قصيرة, وهل يمكن ان يشعر بأنه سيد هذا العالم, إلا عندما يحط في منطقتنا العربية, ويأتيه لفيف من زعماء العالم العربي والإسلامي ليقدموا له ولاءات السمع والطاعة ويتلقوا الأوامر والتعليمات, وينالوا الرضا والقبول.

ترامب جاء متسلحا بتصريحاته السياسية التي أعرب عنها بشكل واضح وصريح, ورؤيته لحل الصراع في المنطقة ونظرته للحل النهائي للقضية الفلسطينية, وهو يريد ان يفرض هذه الحلول بالقوة على الرسميين العرب, وحتى يوفروا عليه الجهد والوقت, دعاهم إلى بلاد الحرمين, ليقدموا الولاءات, ويستجيبوا للرغبات, وينفذوا الواجبات, فالرئيس الأمريكي يؤمن بنظرية البقاء للأقوى, ولا يرى غضاضة في ان يستجيب العالم العربي والإسلامي, لرغبة إسرائيل وتصورها للحل النهائي للقضية الفلسطينية, بعيدا عن قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

توافد الزعماء على الرياض طوعا أو كرها, بعد ان تملكتهم حالة الضعف وتمكنت منهم, واعتبروا ان ترامب هو القادر على حماية عروشهم, وهو القادر على إخماد ثورات شعوبهم, وهو القادر على حمايتهم من الأعداء الخارجيين المتربصين بهم, لذلك جاءت الاستجابة السريعة والسعيدة لنيل شرف مقابلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, والذي جاء محملا بعديد الملفات, وأولها الملف الفلسطيني, جاء ليحمل البشرى لنتنياهو بأن العرب وافقوا على كل اشتراطات « إسرائيل » للحل النهائي, وأنهم مستعدون للتطبيع وإقامة العلاقات والتعايش والسلام وفق رؤية ومنطق نتنياهو, جاء ليؤكد على رؤية الإدارة الأمريكية لحل المشكلات في سوريا وليبيا واليمن والعراق, ويضع مخطط الشرق الأوسط الجديد, ورؤيته في مواجهة من اسماهم بالحركات الإسلامية المتطرفة.

قد لا يسعف الوقت ترامب لتنفيذ سياساته العنجهية في المنطقة, حتى وان تخطى أزمته الداخلية, فان الشعوب العربية والشرق أوسطية, لا تثق كثيرا في الرؤى السياسية للإدارة الأمريكية, وتبقى في حالة مواجهة معها, فانعدام الثقة جاء نتيجة السياسات الأمريكية المنحازة والقائمة على مصالحها الذاتية, بعيدا عن مصلحة الشعوب المستضعفة, أمريكيا تطمع في خيرات الشعوب والبلدان, وتقوم سياستها على هذا المنطق, وهى بالتأكيد لا تحترم الضعفاء ولا تدافع عنهم للأبد, إنما تستخدمهم مرحليا حتى تصل لأهدافها, ثم سرعان ما تتخلى عنهم, هكذا أثبتت التجارب, وعلمتنا الأحداث, لكن هناك من لا يريد ان يستفيد من هذه التجارب, ولا يريد ان يتعلم منها, ويغمض عينه عن الحقيقة, لأنه لا يريد ان يكتشف ذاته وجبنه وعدم واقعيته.

نعم كلهم ينتظرون ترامب في قصر الرياض, ويسعون لشرف مقابلته, لكن الشعوب العربية والإسلامية لا يجتذبها المشهد الزائف, فعيونهم على القدس والمسجد الأقصى, عيونهم على الأسرى المضربين عن الطعام وهم يخوضون معركة الأمعاء الخاوية لليوم 36 على التوالي, عيونهم على غزة المحاصرة, وانين الأطفال في سورية وليبيا والعراق واليمن, ولن ينخدعوا بالتصريحات والبروتوكولات والابتسامات الزائفة, فالشعوب اقدر من حكامها على قراءة واقعية الأحداث.

كلمات دلالية