خبر الرفاعي: لو قدم العرب لفلسطين 1% مما قدموه لأمريكا لحفظوا كرامتهم

الساعة 01:05 م|22 مايو 2017

فلسطين اليوم

أكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، أبو عماد الرفاعي، أن الساعين لإقامة حلف عربي – صهيوني « يقدمون ثقافة الاستسلام بديلاً عن ثقافة المقاومة، والتقاتل المذهبي بديلاً عن قتال العدو، والتطبيع بديلاً عن تحرير المقدسات وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، ويقدمون الاعتراف بالعدو بديلاً عن تحرير الأرض ».

جاء ذلك خلال كلمة للحاج الرفاعي في الاحتفال السنوي الذي أقامته جمعية قولنا والعمل، بمناسبة يوم المقاومة والتحرير، في شتورا، أمس الأحد.

وتساءل الرفاعي: « هل يظن أولئك أنّ الإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني يريدان فعلاً نصر السّنة على الشيعة، أو نصر العرب على الفرس؟ أم أن مخططهما هو استنزاف الأمة بأسرها، السّنة قبل الشيعة، والعرب قبل الفرس، في حرب لا تبقي ولا تذر، وأن يتصارع أبناء الأمة لإضعافها وتمزيقها وقتل أبنائها، ثمّ تكون لهما الغلبة والسيطرة، ولشركاتهما إعادة الإعمار »؟!

ورأى الرفاعي أن انتصار عام 2000 والانتصارات التي تحققت بعده، في لبنان وغزة، « كشفت تآمر بعض النظام العربي الرسمي، وتواطؤه ضد مصالح الأمة، حفاظاً على مصالح أقلية مرتبطة بالغرب ».

وقال: « أثبت انتصار الخامس والعشرين من أيار عام 2000، أن الانتصار على المشروع الصهيوني في فلسطين ممكن، رغم كل ما يتمتع به العدو من إمكانات عسكرية وتكنولوجية هائلة، ورغم كل الاحتضان الغربي له ».

وأضاف: « وهنا نسأل أولئك الذين يقولون إن العدو يبحث عن انتصار يزيل به عار هزيمة 2006: ألم يكن العدو في كل هذه الحروب يبحث عن محو عار هزيمته عام 2000؟  ألم يجرب العدو حظه ضد لبنان وغزة، طوال خمسة عشر عاماً، لمحو عار الهزيمة تلو الهزيمة، ليتمرغ فيها أكثر فأكثر؟! »

وذكّر الرفاعي بالخطة التي وضعتها الإدارة الأمريكية لتشويه صورة المقاومة، في لبنان وفي غزة، وخصّصت لأجل ذلك مليارات الدولارات، مؤكداً أن صمود المقاومة، وإصرارها وعزيمتها، هو الذي أفشل هذه الخطة.

وأضاف: « ها نحن اليوم نرى ونسمع سيد البيت الأبيض الأمريكي يطالب أتباعه بدفع الجزية لتمويل العجز في ميزانيته، على حساب أبناء أمتنا وشعوبنا الذين يرزحون تحت وطأة الفقر ومعاناة اللجوء والنزوح، ويغامرون بأرواحهم وأرواح عائلاتهم، ويرمون بأنفسهم في البحار، طلباً للهجرة والعيش الكريم، في وقت تنفق فيه الأنظمة مئات المليارات من الدولارات على أسلحة لا يحسنون لفظ مسمياتها ».

وتابع: « لو كان النظام العربي الرسمي يريد فعلاً تحرير فلسطين، لقدّم العون والمساعدة والدعم لشعبنا الفلسطيني.  وكان بإمكانه، لو أراد، احتضان انتفاضة القدس، ودعم صمود أهلنا في بيت المقدس، وإعادة إعمار جزء من قطاع غزة، والانتصار لقضية الأسرى الذين يدخلون شهرهم الثاني في إضراب مفتوح عن الطعام، ليس طلباً للحرية، بل لتحسين ظروف اعتقالهم ».

وأكد الرفاعي أن الشعب الفلسطيني « لا يطلب من تلك الأنظمة إعلان حرب ولا قطع علاقات، فتلك مطالب يئس منها شعبنا؛ لكن كان بإمكانهم تخصيص ولو 1% فقط مما يقدمونه جزية مذلة للإدارات الأمريكية التي تتفنن في اختراع قوانين نهب ثروات أمتنا.. ولو فعلوا ذلك لحافظوا على بعض كرامتهم في فلسطين. »

وأضاف: « لكنهم وللأسف، يمارسون الضغط على الجانب الفلسطيني لتقديم مزيد من التنازل، واللعب على الخلافات الفلسطينية الداخلية، والتآمر على المقاومة، لإراحة العدو الصهيوني، وهم يظنون أنهم بهذا يحفظون عروشهم وامتيازاتهم، وسيكتشفون عما قريب أنهم واهمون ».

وختم الرفاعي مؤكداً على أهمية فلسطين كقضية مركزية تحفظ وحدة الأمة بكل مكوناتها رداً على مشاريع الفتنة المذهبية والطائفية، وضرورة التمسك بثقافة المقاومة رداً على ثقافة الاستسلام.

كلمات دلالية