خبر بعد سرقة صناعتها من نابلس..« الطحينة » الإسرائيلية" تكتسح

الساعة 09:45 ص|21 مايو 2017

فلسطين اليوم

اكتشفت إسرائيل الطحينة قبل عقود قليلة فقط، ولكنها أصحبت في وقتنا هذا تُنتج آلاف الأطنان منها، وباتت تتنافس مع جاراتها في الشرق الأوسط على الأسواق ما وراء البحار

كيف نحضّر الطحينة؟ هذا هو السؤال الأكثر انتشارا في جوجل إسرائيل.

ولكن لا ينبغي على الإسرائيليين معرفة كيف يطحنون حبوب السمسم في منازلهم، فبدلا من ذلك يشترون الطحينة الخام في شبكات الأطعمة بكميات هائلة. اشترى الإسرائيليون أكثر من ‏6,580‏ طنا من الطحينة في عام ‏2016‏. ووصلت عائدات بيع الطحينة في السوق الإسرائيلي في العام ذاته إلى أكثر من ‏40‏ مليون دولار.

« إضافة إلى الحمص، يحضرون من الطحينة كعكا، كعكات صغيرة، وحتى البوظة »

في المطاعم الكثيرة المعدة لبيع الحمص التي يمكن العثور عليها في كل حدب وصوب في إسرائيل، أُضيفَت وجبة أخرى في قائمة الوجبات بسبب الطلب الكثير عليها وهي الطحينة. أُضيفَت وجبة من الطحينة وحدها فقط. هناك من يتناولها مع  رغيف خبز وهناك من يأكلها بمعلقة كبيرة. لكن الإسرائيليين لا يكتفون بتناول الطحينة العادية التي تتم إضافة الليمون، الثوم، والماء إليها فحسب،  فإضافة إلى الحمص، يحضرون من الطحينة كعكا، كعكات صغيرة، وحتى البوظة. يمكن القول إن عملية إدمان الإسرائيليين على الطحينة وصلت ذروتها. لم يكن الحال هكذا دائمًا.

بدأت تُستخدم الطحينة في إسرائيل بعد حرب عام 1967. أحب الإسرائيليون الطحينة الفلسطينية المصنعة في نابلس بشكل خاصّ، وبعد أن تعلموا من المحترفين النابلسيين كيفية إعدادها وأسرارها، ودمجوا هذه الخبرة بالتطورات التكنولوجية الإسرائيلية، بدأت تُفتح مصانع الطحينة الواحد تلو الآخر في إسرائيل في نهاية الثمانينيات.

وفق التقديرات، تستورد إسرائيل نحو 50 ألف طن من السمسم سنويا، لا سيّما من إثيوبيا. « حتى إذا زرعنا كل أراضي دولة إسرائيل بالسمسم، تكاد تكفي الكمية ليوم واحد تقريبا »، وفق أقوال إبراهيم بشير من أم الفحم لموقع « كلكليست » الإسرائيلي.

يعرف بشير المناطق الإفريقية التي تستورد إسرائيل منها عشرات آلاف الأطنان من السمسم لتوفير احتياجات الطحينة لسكانها. بشير هو مستورد السمسم الأكبر في إسرائيل، وصاحب إحدى شركات الطحينة الرائدة في البلاد، طحينة « بركة ». في عام 2014، حصل المصنع على جائزة من قبل اتحاد الصناعات الغذائية في إسرائيل، بفضل نشاطه في مجال الطحينة. إلا أن بشير تعلم أسرار المهنة في الضفة الغربية أيضًا حيث أرسله والده طيلة عامين للعمل في مصنع تقليدي لصنع الطحينة في نابلس.

« حتى إذا زرعنا كل أراضي دولة إسرائيل بالسمسم، تكاد تكفي الكمية ليوم واحد تقريبا »

باتت تتخطى الطحينة الإسرائيلية حدود إسرائيل، إذ أنها وصلت إلى الأسواق الأمريكية أيضا. في ظل صرعة الأطعمة الصحية، يحاول الأمريكيون تناول أطعمة صحية جديدة معروضة بصفتها تلبي هذه المواصفات. في السنوات الماضية، إضافة إلى الطحينة المصنّعة في السعودية، لبنان، تركيا، واليونان، كان يمكن العثور في حوانيت في نيويورك على أنواع طحينة مصنّعة في إسرائيل. يؤمن مصنعو الطحينة الإسرائيليون أن الطحينة الإسرائيلية أفضل من الأنواع الأخرى المسوّقة في الأسواق الأمريكية، وأنهم سينجحون أكثر في تسويقها في الأسواق خارج البلاد.

فقد نجح الإسرائيليون في تسويق الحمص، وأصبح الحمص الإسرائيلي « صبرا » يحتل %60 من أسواق الحمص في أمريكا، ويباع بمبلغ 760 ملايين دولار سنويا.

إن تصدير الطحينة الإسرائيلية لم يحقق ذاته كاملا ولكنه آخذ بالازدياد تدريجيا. تصدّر الشركة المصنّعة للطحينة الأكبر في إسرائيل وحدها في وقتنا هذا نحو 1.500 طن من الطحينة الخام سنويا، حيث تصدّر نحو 1.000 طن إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.

ولكن مستهلكي الطحينة الإسرائيليين لا يتضررون إزاء تصديرها إلى الأسواق العالمية. فهناك عشرات المصانع المحلية، في الأراضي الإسرائيلية والفلسطينية، تقترح أنواع طحينة مصنّعة من السمسم الكامل، من السمسم العضوي، وطحينة مصنّعة من أنواع سمسم خاصة، وغيرها. يمكن العثور في كل منزل إسرائيلي على علبة طحينة خام إلا أنها تؤكل سريعا. كمية الطحينة التي يستهلكها الإسرائيليون آخذة بالازدياد باطراد. يبدو أن صرعة الطحينة أصبحت حقيقة دامغة في مجال الطبخ في إسرائيل، بدءا من المطاعم الفاخرة وحتى الوصفات المنزلية، ويبدو أنها لن تختفي أبدا.

كلمات دلالية