خبراء ومحللون يتحدثون

خبر ما لم يكشفه مؤتمر الداخلية في قضية مازن فُقها؟

الساعة 03:04 م|16 مايو 2017

فلسطين اليوم

أكد الخبير الأمني والاستراتيجي محمود العجرمي أن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة استطاعت ان تحقق إنجازاً استخباراتياً وامنيا كبيرا، واصابت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في مقتل من خلال كشفها للتفاصيل الدقيقة لاغتيال القائد في القسام مازن فقها.

وأوضح العجرمي لـ« فلسطين اليوم » أن المعلومات والحقائق التي أعلنتها وزارة الداخلية والأمن الوطني تدل ان عملية ضرب المنظومة الأمنية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة من خلال كشف العملاء، مشيراً إلى أن تصريحات اللواء توفيق أبو نعيم وكيل الوزارة تشي بأن الأجهزة الأمنية لازالت تتابع ببعض الخيوط في قضايا أخرى.

وقال العجرمي: واضح من مؤتمر الداخلية أن هناك الكثير والكثير مما يمكن ان يُقال لاحقاً في إطار كشف العملاء، وانهم على علمٍ بأشياء أكثر من التي وردت في المؤتمر، غير أن الاحتياطات الأمنية والاستخباراتية لدى وزارة الداخلية لا تسمح بالكشف عنها في الوقت الحالي.

العجرمي: اعتقد ان الأجهزة الأمنية على علمٍ بأشياء أكثر من التي وردت في المؤتمر غير أن الاحتياطات الأمنية والاستخباراتية لا تسمح بالكشف عنها في الوقت الحالي

وأشار العجرمي أن الشاباك اعتمد في طريقة تعامله مع المجموعة التي قتلت فُقها استراتيجية « العمل العنقودي »، لافتاً أن الاستراتيجية فصْل أفراد المجموعة عن بعضهم البعض، بحيث لا يعرف واحد منهم الآخر حتى لا يتساقطون جميع مثل « حجارة الدومينو » عند القبض على واحدٍ من افراد المجموعة.

وذكر أنه على الرغم من صعوبة كشف المجموعات الاستخبارية التي تعتمد على تلك النظرية إلا ان الأجهزة الأمنية في قطاع غزة استطاعت أن تحل اللغز وتكشف الشيفرة، وإلى جانبها قضايا أخرى.

وبين ان المقاومة نجحت في اختراق الخطوط الامامية للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، واستطاعت ان تكشف عن عديد العملاء قبل تنفيذ الجرائم بحق المقاومين، أو أثناء او بعد التنفيذ، الأمر الذي كان جلياً في حرب صيف 2014 عندما دخل الاحتلال أعمى في الحرب؛ نظراً لنجاح استراتيجية الأجهزة الأمنية في غزة في فقأ أعين « إسرائيل » من وقتٍ لآخر.

 الشاباك اعتمد في طريقة تعامله مع المجموعة التي قتلت فُقها استراتيجية « العمل العنقودي »

وشدد العجرمي على قوة تماسك ووعي الجبهة الداخلية في قطاع غزة لخطوة آفة العملاء، مشيراً إلى أن هناك جزء من المعلومات الأمنية التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية في غزة كانت من سكان المنطقة مثل الإبلاغ عن التحركات المشبوهة التي سبقت الجريمة، والإبلاغ عن أشخاص ترددوا على المنطقة من خارجها، مشيراً إلى ان ذلك دليل قاطع على وعي المواطنين في غزة.

وعن دخول ضباط الشاباك للعميل (أ.ل) القاتل المباشر لفقها تحت غطاء أفراد من الجماعات المتشددة ، قال العجرمي « الجماعات المتشددة إحدى مداخيل العدو الإسرائيلي لإسقاط العملاء، وهذا متوفر ومشاهد في عديد الدول العربية، إذ أن هناك جماعات أصبحت مكشوفة أنها تعمل لصالح اجندة مشبوهة ».

وحذر العجرمي من الجماعات المتشددة وأفكارها المتطرفة، مشيراً إلى أن أجهزة الاستخبارات العالمية استطاعت نشر الفوضى والصراع في المنطقة من خلال تلك الجماعات التي هي من صنيعتها.

جزء من المعلومات الأمنية التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية في غزة كانت من سكان المنطقة

ويرى العجرمي ان هذه المجموعات تم حصرها من قبل الأجهزة الأمنية، وأصبحت محل شك من الجمهور الفلسطيني بعد اعتراف احد العميل (أ . ل) أن ضباط الشاباك طلبوا منه تكوين مجموعات مسلحة في قطاع غزة.

وعن هروب العميل الرابع من قطاع غزة، « الهارب الوحيد من مجموعة اغتيال فقها قد يكون هرب في مكان قريب من السلك الشائك، وهذا لا يعيب دور الأجهزة الأمنية، إذ أنها استطاعت القبض على القتلة الثلاثة ».

وبين العجرمي أن اغتيال « فقها » وكشف الجريمة سيكون علامة فارقة في منظومة العمل الأمني، وسيكون لها ما بعدها، إذ ستستمر حواجز الداخلية في فرض الإجراءات الأمنية (حواجز طيارة – متابعة بعض المشبوهين – انتشار عناصر أمنية بشكل مكثف - تركيب كاميرات مراقبة في المناطق الحساسية).

الجماعات المتشددة إحدى مداخيل العدو الإسرائيلي لإسقاط العملاء

وعن تنفيذ الأحكام الثورية بحق قتلة فقها، قال: من المعروف أن المحاكم الثورية سريعة البت في القضايا المعروضة امامها، وأعتقد أنها ستنتهي قريباً من إجراءات المحاكمة، وبعدها سيتم تنفيذ الحُكم بشكل سريع بحق القتلة، وستأخذ الطابع الشعبي عند التنفيذ.

وتوقع أن يتم تنفيذ حكم الإعدام بحق قتلة فقها في الميادين العامة أمام مرأى الناس ليكونوا عبرة، خاصة ان قضية فُقها أصبحت قضية رأي عام.

ويرى العجرمي أن العلاج الأنجع لمواجهة ظاهرة العمالة، تكون ضمن استراتيجية متكاملة، يشترك فيها العامل الأمني، والتوعوي، والثقافي، والاقتصادي، وإزالة الأسباب التي تكون مدخل للأجهزة الأمنية الإسرائيلية للولوج إلى جبهتنا الداخلية.

 المحاكم الثورية سريعة البت في القضايا المعروضة امامها، وأعتقد أنها ستنتهي قريباً من إجراءات المحاكمة

وفي قراءةٍ للكاتب والمحلل السياسي اياد القرا قال « لأول مرة يعتمد الاحتلال على العملاء في تنفيذ عملية اغتيال بشكل مباشر، وهذا يرجع لخشية الاحتلال من الاغتيال المباشر الذي يمكن أن يجر مواجهة في المنطقة الجنوبية، وهو ما لا يرغب به حالياً، وكذلك حماس ».

وأضاف القرا « قوات الاحتلال يرى في الاسرى المحررين خطر شديد يستوجب التدخل السريع لوقف نشاطهم في الضفة المحتلة ».

وذكر القرا « أن الاحتلال خَسِرَ عدداً كبيراً وغير متوقع من العملاء على خلفية تلك العملية التي مثلت احراج وضربة قوية للأمن بغزة، وردت له عبر الصفعة ».

القرا: الداخلية لم تكشف عن المعلومات التفصيلية للعملاء الآخرين وكذلك تفاصيل العملية الدقيقة كي لا يقدم معلومات مجانية للاحتلال

وبين أن « الامن استعاد قوته سريعًا على الرغم من الضربة التي تلقاها، مما يدل على وجود ادارة مركزية متمرسة في العمل الامني لا تهتز تحت الضربات ويرجع ذلك لتجربتها خلال الحروب الثلاث »، مشيراً إلى الكشف عن العملية لا يمنع وقوع أعمال مشابه لكن سيكون أكثر حذرا وخشية.

وأوضح العجرمي ان الداخلية « لم تكشف عن المعلومات التفصيلية للعملاء الآخرين، وكذلك تفاصل العملية الدقيقة كي لا يقدم معلومات مجانية للاحتلال »،

وأشار إلى أن الرد على العملية يمكن أن يتم بنفس القدر وبطريقة مشابه، وليس بطريقة الرد المباشر، وأن صراع الأدمغة سيستمر.

كلمات دلالية