حركة الجهاد قادرة على مواجهة المتغيرات

خبر كاتب لبناني: خطاب شلَّح ورسالة السرايا تثبتان قدرة المقاومة على فرض وقائع جديدة

الساعة 07:20 م|15 مايو 2017

فلسطين اليوم

أكد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني قاسم قصير أن المبادئ والمواقف التي شدَّدَ عليها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور رمضان شلح « أبو عبدالله » في ذكرى النكبة 69، ورسالة الجناح العسكري للحركة « سرايا القدس » الموجهة للعدو الإسرائيلي « تُثبتُ أن المقاومة قادرة على فرض سياسيات ووقائع جديدة على الأرض في إطار الصراع مع العدو الإسرائيلي ».

وأوضح قصير في حوارٍ مع « فلسطين اليوم » أن المبادئ والمواقف التي شدَّدَ عليها الدكتور رمضان شلح، تؤكد على صوابية نهج الجهاد والمقاومة، مؤكداً أن حركة الجهاد الإسلامي قادرة على مواجهة المتغيرات الراهنة التي تعصف بالقضية، وقادرة على صون الثوابت الفلسطينية وإفشال خطط التصفية التي تستهدف فلسطين أرضاً وشعباً من خلال تمسك الحركة بمبادئها السليمة والرصينة التي لا تتبدل ولا تتحول بفعل المنعطفات والظروف.

المواقف التي شدَّدَ عليها الدكتور رمضان شلح تأتي للتأكيد على مبادئ ومواقف الجهاد الإسلامي الثابتة من القضية الفلسطينية بكافة ابعادها

وقال: المواقف التي شدَّدَ عليها الدكتور رمضان شلح تأتي للتأكيد على مبادئ ومواقف الجهاد الإسلامي الثابتة من القضية الفلسطينية بكافة ابعادها، وتأكيداً على مبادئ الحركة من الصراع مع العدو الإسرائيلي، وعدم ايمان الحركة بالحلول المرحلية والترقيعية.

  وأضاف: خطاب الدكتور شلح يؤكد تمسك الجهاد بمبدأ عدم الاعتراف بإسرائيل، وعدم التفريط باي شبرٍ من فلسطين، والتشديد على تلك المبادئ إنما هو رد صريح وواضح على أي فصيل فلسطيني يقدم تنازلات وتسويات تحت أي ظرف أو مسمى.

ويرى قصير أن حركة الجهاد الإسلامي تبذلُ جهوداً كبيرةً على صعيد تحقيق المصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام، وتقريب وجهات النظر على قاعدة الحفاظ على القضية الفلسطينية، قائلاً « الجهاد الإسلامي تحاول منذ بداية الانقسام الفلسطيني عام 2006 تحقيق الوحدة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح، وتحاول أن تجمع شمل كل الفلسطينيين على رؤيةٍ مُوحدةٍ وقواعدّ ثابتة ضمن استراتيجية تجمع ولا تُفرق ».

وأشار قصير إلى ان ما يطرحه الأمين العام من مبادرات تأتي في سياق رؤيته لإنقاذ الوضع الفلسطيني من المأزق الكبير الذي تمرُ فيه القضية، غير أن قصير شكك في جهوزية (حماس) و(فتح) للتعاطي مع تلك الرؤى التي قد تشكل مخرجاً من المأزق الراهن.

وعن تهديدات الأمين العام أن المقاومة لن تترك الأسرى فريسة الموت نتيجة العناد الصهيوني، قال: تصريحات الدكتور شلح بخصوص اضراب الأسرى تأكيد على أن الأسرى على رأس أولويات الجهاد الإسلامي، وان سرايا القدس ومعها المقاومة الفلسطينية قادرة على فرض إرادتها في ملف الأسرى، مشدداً على أن « المقاومة جادة ووفية لتضحيات الاسرى ».

 ما يطرحه الأمين العام من مبادرات تأتي في سياق رؤيته لإنقاذ الوضع الفلسطيني من المأزق الكبير الذي تمرُ فيه القضية

وفيما يتعلق بتصريحات الدكتور شلح التي قال فيها « قطاع غزة برميل بارود على وشك الانفجار، وإذا انفجر، فلن يبقي ولن يذر! »، قال قصير « التهديد واضح ان استمرار استهداف قطاع غزة، سيؤدي لانفجار الأوضاع، خاصة في ظل الحديث من أن المرحلة المقبلة قد تشهد عدواناً شديداً على قوى المقاومة في فلسطين ولبنان، وهناك معطيات تشير أن »الإسرائيليين« يحضرون لحربٍ جديدة بدعم وغطاء امريكي تستهدف لبنان او قطاع غزة في إطار إعادة ترتيب الأوراق، وللرد على استمرار نضال الشعب الفلسطيني الذي يأخذ أشكالاً متعددة منها المقاومة المسلحة ».

ويرى قصير أن سرايا القدس نجحت في تطوير قدراتها الصاروخية والميدانية في قطاع غزة، وان الحرب الأخيرة صيف 2014 أثبتت عدم قدرة الاحتلال على مواجهة المقاومة، مشيراً إلى أن المقاومة تتطور يوماً بعد يوم وتتقدم في ميدان الإعداد، الأمر الذي يؤهلها لفرض الوقائع على الأرض وحماية فلسطين من مشاريع التسوية والتصفية« .

كما، ويرى قصير ان وجود حركة الجهاد الإسلامي وتطور قدراتها العسكرية على الأرض »مؤشر إيجابي« على ديمومة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وعدم قدرة أي جهة على فرض أي حلول أو مشاريع تنتقص من الحقوق والثوابت الفلسطينية.

وعن مشاريع تصفية القضية وزيارة ترامب للمنطقة، شدد على ان المقاومة قادرة على كسر أي معادلة قد تفرض لتذويب القضية، من خلال جهوزيتها العالية، وجديتها موضع ثقة الجميع، قائلاً »المقاومة والتاريخ النضالي الفلسطيني دائماً عودنا على المفاجآت كلما وصلت الأوضاع الفلسطينية إلى حائط مسدود« .

المقاومة قادرة على كسر أي معادلة قد تفرض لتذويب القضية، من خلال جهوزيتها العالية، وجديتها موضع ثقة الجميع

وقال: ما يجري الآن على المستوى الفلسطيني في ظل انسداد أفق التسوية، وفي ظل الإدارة الامريكية برئاسة دونالد ترامب التي تريد أن تفرض التنازلات على الشعب الفلسطيني من خلال السلطة، سيدفع الفلسطينيون للرد على تلك السياسيات التصفوية من خلال تفعيل ادوات النضال الفلسطيني، ولا يمكن تقدير الشكل النضالي القادم للشعب الفلسطيني بقواه الحية، وأعتقد ان كل الخيارات ستكون مفتوحة لدى المقاومة الفلسطينية والقوى الحية.

وأضاف: الإسرائيليون لم ولن يقدموا أي شيء حقيقي وملموس للسلطة منذ بدأ مسار التسوية، وجميع ما قدموه في المفاوضات السابقة عبارة عن تنازلات شكلية لا قيمة لها عند الشعب الفلسطيني، وعبارة عن تنازلات نظرية لا يمكن تحويلها لوقائع عملية على الأرض، ولن يُقدموا للمنظمة والسلطة لا في الماضي ولا في المستقبل دولة فلسطينية على حدود 4/حزيران/1967.

وحذر قصير من خطورة عودة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير لمفاوضات التسوية أو القبول بحلول قد تفرضها الإدارة الامريكية في ظل الوضع الفلسطيني والعربي المترهل، موضحاً ان الحد الأقصى مما ستقدمه »إسرائيل« والإدارة الأمريكية لا يتناسب مع الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية.

حذر قصير من خطورة عودة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير لمفاوضات التسوية أو القبول بحلول قد تفرضها الإدارة الامريكية في ظل الوضع الفلسطيني والعربي المترهل

وذكر أن الشعب الفلسطيني في ظل أصعب وأسوأ الظروف ومحدودية الخيارات التي عاشتها القضية الفلسطينية ابان توقيع اتفاق (أوسلو) في تاريخ 13/سبتمبر/1993 نجح في مواجهة الضغوط الدولية والإسرائيلية، ولم يكن وقتها يملكُ من الخيارات التي يملكها في الوقت الحالي.

وذكر أنه »في حال وصلت الامور لفرض تنازلات في إطار تصفية القضية، واستمرار الإعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، فإن المقاومة في قطاع غزة ومناطق أخرى من فلسطين، قادرة على قلب الطاولة، ودفع الأوضاع الى مستوى جديدة من النضال« .

وكان الدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي اليوم الاثنين، اكد أن حركته لن تقف مكتوفة الأيدي، وتترك الأسرى في سجون الاحتلال »الإسرائيلي«  فريسة الموت نتيجة عناد الصهيونية والعنصرية المتوحشة ، مشدداً على أن للمقاومة كلمة وأن خياراتها مفتوحة.

كما شدد الدكتور شلح، في كلمة متلفزة له بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لنكبة فلسطين، أن حركته ستبقى متمترسة عند خيار »التحرير الكامل« ، مهما كان الثمن والتضحيات.

وقال: إننا لن نلقي السلاح، ولن نعترف بالوجود الصهيوني على أي شبر من أرض فلسطين، ولن نساوم على ذرة من تراب القدس، لأن الاعتراف «بإسرائيل» يعني لنا الاعتراف بإلغاء فلسطين وأصحابها الأصليين.

كما أكد، في ذكرى النكبة، على ضرورة تفعيل الانتفاضة وتصعيدها على نطاق جماهيري واسع، دفاعاً عن القدس والمسجد الأقصى المهدد بخطر الهدم، وانتصاراً للأسرى الأبطال وتضامناً مع مطالبهم المشروعة في معركة الحرية والكرامة.

ودعا د. شلح، إلى صياغة ميثاق وطني فلسطيني جامع، بعد تخلي منظمة التحرير عن الميثاق الوطني، الذي تم إلغاء بنود أساسية منه استجابة لضغوط وإملاءات أمريكية «إسرائيلية».

وقال: نحن بحاجة إلى ميثاق وطني، يحدد لنا ما هي الثوابت، وما هي المرجعيات التاريخية والقانونية لكامل حقنا في وطننا فلسطين، ويضبط مسيرتنا وخياراتنا، ونريد الميثاق الجامع، كي نخرج من حالة البلبلة والفوضى الفكرية والسياسية، الرسمية والفصائلية، التي باتت تهدد مستقبل شعبنا وقضيتنا.

وأوضح د. شلح، أنه لا يمكن تحقيق الوحدة الفلسطينية، ولا حتى المصالحة وإنهاء الانقسام، دون سحب اعتراف منظمة التحرير »بإسرائيل« ، والقطع مع مسار أوسلو الذي أبقى على الاحتلال باسم جديد، وجعله أقل تكلفة للعدو.

وقال: »طالما أن « الشيطان الإسرائيلي » في بيتنا، وفي « عش التنسيق الأمني المقدس »، فلن تقوم لهذا البيت قائمة، ولن نفلح في إعادة بنائه وترتيبه بأي حال".

نص كلمة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح

 

 

كلمات دلالية