بالصور « ديانا الصباغ » تشتكي قلة زوارها

الساعة 01:29 م|13 مايو 2017

فلسطين اليوم

رغم أهمية المكان وما يوفره من كنزٍ للباحثين والدارسين، إلا أنك حينما تدخله تشعر وكأنك تزور مكاناً أثرياً؛ من كثرة الغبار الذي يكسو تلك الكتب العلمية القيمة التي تم جمع كتبها البالغة 20.000 كتابٍ من شتى البلدان في مكتبة « ديانا صباغ » بمدينة غزة.

ولوحظ أن المكتبة التي من المفترض أن تكون مزاراً للقراء والمهتمين بشكل يومي، أنها شبه خالية من الزوار، وفي ساعات الذروة قد لا تجد سوى زائراً أو اثنين أجبروا على زيارتها لإتمام أبحاث علمية.

حال مكتبة « ديانا صباغ » لا يختلف عن غالبية المكاتب العامة في قطاع غزة، الأمر الذي دفع القائمون على المكتبة بإطلاق حملة للتوعية بالقراءة.

وتمثل القراءة همزة الوصل التي تربط الثقافات المتعددة والحضارات ببعضها البعض، الأمر الذي يجعل القارئ دائمًا منفتح الذهن وله عوالمه الخاصة بين كتبه، فإن كنت ما تقرأه يومياً ينحصر فيما ينشر على مواقع التواصل كالفيسبوك وتوتير مثلاً، فقد ضيعت على نفسك الكثير من المتعة والفائدة التي لا تشعر بها إلا عند قراءة الكتب المختلفة.

وللوهلة الأولى يندهش المستمع لاسم « ديانا الصباغ »، ومن تكون ديانا ؟.. هنا انطلقت مكتبة ديانا الصباغ بحملات عدة للتعريف بالمكتبة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور والزوار والمنتسبين لتنشيط دورها والاستفادة الواسعة منها في المجتمع.

المهندس عماد صيام، مدير عام الشؤون والمراكز الثقافية في بلدية غزة، أوضح أن « ديانا تماري الصباغ » هي زوجة رجل مقدسي يدعى حسيب الصباغ، الذي كان يحب زوجته كثيراً، وعندما توفيت أهدى هذه الكتب وفاء لزوجته، وتأسست عام 1988 في مركز رشاد الشوا الثقافي، حيث تضمّ نحو 20000 كتاب، تتنوع ما بين مجالات علميّة وثقافيّة مختلفة، كما تقع في مكان مميّز قريب من المؤسسات والجامعات وعلى شوارع رئيسية، كما يتمتع المبنى بتصميم معماري فريد للحفاظ على الهدوء داخل المكتبة.

وأوضح صيام لـ وكالة « فلسطين اليوم » الإخبارية، أن مكتبة « ديانا » لها دوراً مهماً جداً، بما أنها تجمع المراجع الأساسية الموثوق بها، مشيراً إلى أن الكتب تجمع بين ضفتيها خبرة الكاتب وفكره وثقافته.

وأضاف أنه تم إقامة العديد من ورشات والندوات واللقاءات الأدبية والعلمية في المكتبة، وقمنا بتكثيف ودعم هذه الفعاليات لتعريف الجمهور بالمكتبة من خلال عمل حفلات توقيع الأدباء، حتى وإن كانوا جدد لتشجيعهم على صقل الهوية الثقافية الفلسطينية.

وعن المعيقات الرئيسية التي تواجه مكتبة الصباغ، ذكر المهندس صيام، أن الحصار « الإسرائيلي » المفروض على القطاع ألقى بظلاله على الجانب الثقافي في غزة بشكل عام، فلم يتم تحديث الكتب منذ (11 عاماً)، مبيناً أن هناك محاولات لتوفير كتب جديدة من خلال السوق المحلي، لكي يكون القارئ على تطور دائم بالمعلومات.

كما ولفت إلى أنه دار النشر في الدول العربية تصدر كتباً بشكل يومي وشهري، والتي لا نستطيع إدخالها للقطاع بسبب التعمد « الإسرائيلي » في إخماد الجانب الثقافي وطمس الهوية الفلسطينية، كما أن المكتبات التجارية في القطاع بالكاد تستطيع إدخال الكتب التي تضمن بيعها، مشيراً إلى أن الكتب الموجودة ليس كما يجب.

وأكد أن الحصار « الإسرائيلي » قد أثَّر بشكل سلبي على الناحية الاقتصادية للمواطن الفلسطيني الذي يجابه الصعوبات بحثاً عن لقمة عيشه، الأمر الذي يلقي به بعيداً عن الجانب الثقافي، إلا أن هناك بعض المهتمين من الذين وهبوا أنفسهم للثقافة والقراءة.

وقال: هناك عزوف عن القراءة يتزايد مع لجوء المواطن إلى بدائل تكنولوجية سريعة، الأمر ساعد في وأد الإقبال على المكتبة، في حين أن معلومات الانترنت تحتاج إلى تدقيق وغير موثوق بها.

ولفت إلى أن دار النشر في الدول العربية تصدر كتباً بشكل يومي وشهري، والتي لا نستطيع إدخالها للقطاع أما المكتبات التجارية في القطاع بالكاد تستطيع إدخال الكتب التي تضمن بيعها والكتب الموجودة ليس كما يجب، الحصار سلبي على الناحية الاقتصادية للمواطن الذي يلقي بكاهله للبحث عن لقمة عيشه ولا يفكر في الجانب الثقافية، بخلاف المهتمين من وهب نفسه للثقافة والقراءة.

وناشد صيام المؤسسات والجهات الحكوميّة المعنية، بالإسراع في تحديث الكتب والمساعدة في رفع مستوى الثقافة الفلسطينية، مضيفاً أن المكتبة مفتوحة للقراءة أمام الجميع مجانياً بدون أي رسوم واشتراك، وقدمنا لاشتراكات مجانية في بعض المواسم لتشجيع الجمهور على ارتياد المكتبات العامة.

وقال: نلمس تقدماً في عدد الزائرين للمكتبة، رغم بطء سير عملية التعريف على المكتبة، فنحن نحتاج إلى جهد كبير رغم قلة الإمكانيات التي لن تثنينا عن هدفنا حتى يعود الناس إلى معين القراءة، وكلنا أمل أن تنشهر المكتبة وتصل لأكبر شريحة في المجتمع.

ومن جانبها، أكدت سفيرة مكتبة ديانا الصباغ، وفاء خليل الكحلوت، أنها أخذت على عاتقها التعريف بالمكتبة، خاصة في عملها كمحاضِرة في كلية مجتمع الأقصى، الأمر الذي يسهل عليها مهمتها، بحملة التشجيع على القراءة وكسر الحاجز ما بين الطالب والكتب الورقية في ظل عصر الثورة التكنولوجية التي لا تلغي دور الكتب كمرجع أساسي.

وأوضحت الكحلوت لـوكالة « فلسطين اليوم » الإخبارية، أنها بدأت الحملة في جامعة الأقصى لكسر الحاجر ما بين الطالب والقراءة، بالإضافة إلى خصومات مجانية للتسجيل في المكتبة والقراءة، مشيرة إلى مكتبة ديانا تستقطب جميع الفئات العمرية وأبدت استعدادها لعقد الدورات والمناقشات لاحتوائها على قاعة مخصصة لذلك.

وحول فوائد القراءة، ذكرت الكحلوت أن لها رونق فريد من نوعه فهي غذاء العقول والجسد وترقى بالنفس وبالإنسان وتوسع مداركه اللغوية، كما أنها تنمي القدرات الابداعية في دفعه للتقدم نحو الازدهار، فالإنسان القارئ والمثقف يختلف كلياً عن غيره في المستوى الفكري والثقافي.

وأضافت أن القراءة تفتح المجال للشخص للمناقشة مع الآخرين في كافة مجالات الحياة، بالإضافة إلى أنها تساعد الشخص في التعامل مع جميع الفئات، وتعمل على تحسين المهارات الكتابة وتحفيز الذهن، مشيرة إلى أن هذه الفوائد يجب أن تكون دافعًا للاستمرار في القراءة، أو البدء بها إن يكن القارئً دائم القراءة.

بكر الضابوس، مؤسس مبادرة « ديانا تجمعنا » أوضح أنهم بصدد الكشف عن حملة جديدة تهدف إلى تجديد محتوى المكتبة لتوفير جميع الكتب الحديثة التي يريدها القارئ، بحيث يتم شراء أي كتاب جديد عن طريق ممولين واضافته لرصيد المكتبة، وتعزيز وجود الزوار باستمرار على المدى البعيد، مشيراً إلى أن توجه الشباب يتجه نحو الروايات والكتب الحديثة التي لا توجد في المكتبة.

وأوضح، أن من أهم المعيقات التي تواجه المكتبة، هو غياب الوعي الثقافي لدى الجمهور، علماً أن المكتبة مفتوحة للجميع وبالإمكان زيارتها في أي وقت، لافتاً إلى أنه بات من الضروري أن تنتشر ثقافة أن الكتاب صديقك.

وأشار، إلى أن تغيير ثقافة مجتمع نحو الأفضل يحتاج إلى جهد كبير متكامل لتوصيل الرسالة لعامة الناس بأن القراءة هي المستقبل الذي سيعمل على تطوير الأفكار وفتح آفاق جديدة للتفكير والتعامل مع الناس.

وأشار الضابوس إلى أن الحملة السابقة « #ديانا_تجمعنا » هدفها هو تعريف الناس على المكتبة ورجوعهم للكتب ومشاركة أصدقائهم بالقراءة مع بعضهم، وللتعرف على الكتاب والشعراء والبعد عن التكنولوجيا؛ لأن التكنولوجيا هيا سبب بٌعد الناس عن الكتب.



٢٠١٧٠٥٠٣_١٣٤٣١١

٢٠١٧٠٥٠٣_١٣٤٥٤٩

٢٠١٧٠٥٠٣_١٣٤٥٤٢

٢٠١٧٠٥٠٣_١٣٤٣٥٢

٢٠١٧٠٥٠٣_١٣٤٣٥٢

٢٠١٧٠٥٠٣_١٣٤٣٤٨

٢٠١٧٠٥٠٣_١٣٤٣٣٢

٢٠١٧٠٥٠٣_١٣٤٦٤٠

٢٠١٧٠٥٠٣_١٣٤٧٠٣

كلمات دلالية