خبر كيف قرأت « إسرائيل » انتخاب هنية رئيساً لحماس؟

الساعة 03:20 م|07 مايو 2017

فلسطين اليوم

تابعت « إسرائيل » نتائج انتخابات المكتب السياسي لحركة حماس، والتي انتهت بفوز إسماعيل هنية رئيساً خلفاً لخالد مشعل، بأهمية عالية، وانشغل المحللون « الإسرائيليون » الذين يعتمدون على مصادر أمنيّة وسياسيّة رفيعة في تل أبيب، بتفسير هذا التغيير في قيادة حماس، وتبعاته وتداعياته على استراتيجيّة الحركة في العهد الجديد، وعلاقتها بـ « إسرائيل » وبالمجتمع الدوليّ.

وعلى الرغم من أنّ هناك إجماعًا في دوائر صنع القرار في دولة الاحتلال، بأنّ انتخاب هنيّة لن يُغيّر شيئًا في تكتيكات واستراتيجيات الحركة بالنسبة للصراع مع « إسرائيل »، إلّا أنّ المصادر الرسميّة في « إسرائيل »، كما أفاد المُحلل العسكريّ في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، رأت أنّ انتخاب هنية لهذا المنصب الرفيع سيُعيد حركة حماس إلى الواجهة وستتصدّر الأجندة السياسيّة في الشارع الفلسطينيّ، على حدّ تعبيره، كما أنّ هذا التغيير سيُعيد مكانة قطاع غزّة إلى دائرة الاهتمام الدوليّ، الإقليميّ وأيضًا العربيّ والإسلاميّ.

مع ذلك، نقل المُحلل عن الاستخبارات « الإسرائيليّة » تقديرها بأنّ فوز هنيّة بالمنصب الرفيع، لن يُلغي تمامًا تأثير رئيس الدائرة السياسيّة المُنتهية ولايته، خالد مشعل، الذي قام في السنة الأخيرة بتمرير هنية دورة تحضير استعدادًا لتعيينه وريثه، وبحسب المصادر عينها، فإنّ هذه الدورة شملت فيما شملت لقاءات مع زعماء كثر من الوطن العربيّ.

وتابعت المصادر قائلةً إنّ هنية سيكون منذ الآن الوجه الرسميّ لحركة حماس، ولكن من المُحتمل جدًا أنّ تأثير مشعل على مجريات الأمور سيبقى كما كان، ولكن من وراء الكواليس، على حدّ قول دوائر التقدير في المخابرات « الإسرائيليّة ».

وتابعت المصادر عينها قائلةً إنّ هنية في منصبه الجديد سيُحاول أنْ يُدير سياسته بحذرٍ شديدٍ بين الدول التي تُحاول أنْ تفرض أجندتها السياسيّة على حماس، وفي موازاة ذلك، أكّد أنّ خالد مشعل، على خلفية الهزّة التي تعصف بالعالم العربيّ منذ ستّة أعوام، اضطر لأنْ يُبعد تنظيم حماس عن المحور الإيرانيّ-السوريّ لكي يُحافظ على علاقاته الوطيدة مع الدول العربيّة السُنيّة الكبيرة وعلى رأسها المملكة العربيّة السعوديّة، وإلى حدٍّ ماء جمهورية مصر العربيّة.

ولكنّ المصادر « الإسرائيليّة » شدّدّت بحسب الصحيفة العبريّة، بقيادة يحيى السنوار ومحمد ضيف، لم تكُن شريكةً في هذه السياسة في السنتين الأخيرتين، بل بالعكس، قامت بتجديد علاقاتها مع الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، على الرغم من الخطر المحفوف بذلك أنْ تُتهّم حماس بالانضمام إلى ما أسمته المصادر الأمنيّة في تل أبيب بالمحور الشيعيّ.

ونتيجة لتجديد العلاقات بين طهران والجناح العسكريّ في حماس، فقد عادت إيران وباشرت بتقديم المعونات الماديّة وغيرها للحركة، ولكن بحجمٍ أقّل عمّا كانت تُرسله لها في الأيام الخوالي، وعليه اضطرت حماس، كما حدث في السلطة الفلسطينيّة في رام الله، بالاكتفاء بالمُساعدات الماديّة القليلة، مُقارنةً مع الأموال التي كانت تصل إليها قبل اندلاع أحداث « الربيع العربيّ »، كما أكّدت المصادر الأمنيّة في تل أبيب.

وزعمت المصادر أيضًا أنّ حصّة الأسد من المُساعدات الإيرانيّة للجناح العسكريّ لحركة حماس تمّ استغلالها من أجل التعظيم العسكريّ للترسانة التي تملكها حماس.

علاوةً على ذلك، شدّدّت المصادر الأمنيّة « الإسرائيليّة »، كما أفادت الصحيفة على أنّ هنيّة سيضطر إلى إخفاء الخلافات بين خالد مشعل وبين الجناح العسكريّ لحركة حماس، وتحديدًا بعد انتخاب يحيى السنوار قائدًا لحماس في غزّة قبل شهرين، إذْ أنّه برأيها توجد هوّةً شاسعةً بين موافق مشعل وبين مواقف السنوار في كلّ ما يتعلّق بالجهاد ضدّ « إسرائيل »، فالسنوار هو رجل متطرّف بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، حتى أنّه في حماس نفسها يعتبرونه متطرفًا فيما يتعلّق بالجهاد ضدّ « إسرائيل »، ويرى في المقاومة الشعلة التي يجب حملها دائمًا في النزاع مع « إسرائيل »، فيما مشعل أقّل تزمتًا منه في هذا الموضوع، خصوصًا وأنّه يعيش في إمارة قطر، على حدّ وصف المصادر الأمنيّة في تل أبيب. من هنا، زادت المصادر سيضطر هنية إلى إيجاد توافق بين القطبين، الجناح العسكريّ من ناحية ومشعل من الجهة الأخرى، لكي لا تؤثر الخلافات بينهما على مستقبل الحركة.

وشدّدّت المصادر ذاتها، بحسب المُحلل العسكريّ هارئيل، على أنّ « إسرائيل » ستُواكب هنيّة من الآن أكثر من أيّ وقتٍ مضى، كما أنّها ستهتّم كثيرًا في المكان الذي سيسكن فيه: هل سيبقى في قطاع غزّة؟ وإذا بقي فيها فإنّه سيحصل على شعبيّةٍ كبيرةٍ من الشارع الفلسطينيّ في القطاع، ولكن من الناحية الأخرى، تابعت المصادر قائلةً إنّه إذا اختار غزّة للإقامة فيها، فإنّه بسرعةٍ فائقةٍ سيجد نفسه أسيرًا في سجنٍ كبيرٍ، الأمر الذي سيُصعّب عليه حريّة التنقل بين الدول العربيّة والإسلاميّة التي سيقوم بزيارتها للاجتماع مع قادتها.

كما أشارت المصادر إلى أنّ الموقف الرسميّ المصريّ من حركة حماس لم يتغيّر بالمرّة، فالجنرالات الذين يحكمون القاهرة ما زالوا على موقفه المُشكك بنوايا حركة حماس، كما أكّدت المصادر « الإسرائيليّة ».

وخلُصت المصادر إلى القول إنّ هناك عاملين اثنين سيؤثران جدًا على سلطة حماس في القطاع: الأوّل، توقف السلطة الفلسطينيّة عن دفع رواتب الموظفين التابعين للسلطة، والذين يعملون في القطاع، والعامل الثاني يتمثل في أنّ « إسرائيل » ستبدأ عمّا قريب بالأعمال الهندسيّة واسعة النطاق على الحدود مع غزّة لبناء السور الذي يحميها من أنفاق حماس الهجوميّة.

وهذا العاملان، اختتمت المصادر، سيؤديان إلى إقلاق حركة حماس جدًا بزعامة هنيّة.

كلمات دلالية