لدواعي أمنية...

خبر لماذا السفارة « الإسرائيلية » في القاهرة خالية من الموظفين؟

الساعة 03:09 م|07 مايو 2017

فلسطين اليوم

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها الأحد، أن سفارة الاحتلال « الإسرائيلي » في العاصمة المصرية القاهرة خالية من الموظفين، وأن موظفي السفارة وعلى رأسهم السفير نفسه، دافيد غوفرين، يعملون في الواقع من القدس المحتلة، وأنه لا أحد من موظفيها في القاهرة.

وأضافت الصحيفة: هذا الأمر نابع من الإنذارات الأمنية، والخوف من تعرض السفارة أو موظفيها للخطر« وفقاً لقول الصحيفة.

وأشارت في تقرير خاص لمراسلتها سمدار بيري، أنه يمكن في الواقع القول بأنه تم إخلاء السفارة كليا من العاملين فيها.

وأضافت في هذا السياق أن مستخدمي السفارة تلقوا إخطارا من قسم المالية والرواتب أنهم لن يحصلوا على علاوة الخدمة في الخارج عن الأشهر التي مكثوا فيها في »إسرائيل« وعملوا منها.

وجاء في البلاغ المذكور أن سبب إلغاء العلاوة لأن الحديث يدور عن »سفارة تم إخلاؤها من الدولة التي يفترض أن تنشط منها« .

إلى ذلك يبين التقرير أن »إسرائيل« لم تجدد عقود العمل للموظفين المصريين الذين كانوا يعملون في السفارة ويصل عددهم إلى 30 موظفا، كما لم يتم تجديد عقد استئجار مقر السفارة القائم في حي المعادي منذ أربعة أشهر، وألغت السفارة »الإسرائيلية« برنامج الحفل الذي كانت تعتزم إقامته نهاية الشهر الحالي بمناسبة ذكرى تأسيس »إسرائيل« .

ونقلت الصحيفة عن مسؤول مصري رفيع المستوى، قوله إن »السلوك الإسرائيلي فيما يتعلق بقضية السفارة في القاهرة غريب وغير مفهوم، فبعد أن وضعت « إسرائيل » عدة شروط لإعادة السفير والطاقم الدبلوماسي والأمني للقاهرة ووافقت القاهرة على تنفيذها، لم يتم مع ذلك إعادة السفير ولا يوجد موعد لغاية الآن لإعادة فتح السفارة« .

وبحسب الصحيفة فإن دبلوماسيين غربيين أبدوا استغرابهم من التصرف »الإسرائيلي« في هذا المضمار، ولا سيما أن »إسرائيل« والنظام المصري يحتفظان بعلاقات ممتازة، بما في ذلك في مجال التنسيق الأمني.

ووفقا للمسؤول المصري، فإنه كان من المقرر قبل أسابيع أن تعلن إسرائيل عن إعادة السفير وطاقم السفارة للقاهرة، ولكنها تراجعت عن ذلك بعد الاعتداءات التي استهدفت الكنائس القبطية في مصر الشهر الماضي. 

ورفض المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، عيمانويل نحشون، التطرق إلى ما جاء في الخبر واكتفى بالقول إن الوزارة لا تتطرق إلى تقارير تتعلق بأمن السفارات أو أمن موفدي الدولة.

وعندما اعيد فتح السفارة »الإسرائيلية« في القاهرة في أيلول (سبتمبر) عام 2015 وسط احتفال رسمي محدود، وبحضور السفيرين الإسرائيلي (ديفيد عوفرين) والامريكي، الى جانب دوري غولد، مدير وزارة الخارجية الإسرائيلية في حينها (كان معروفا بلقاءاته مع الامير تركي الفيصل، مدير المخابرات السعودي الأسبق، واللواء أنور عشقي) وموظف في الخارجية المصرية، قوبلت هذه الخطوة باستهجان ومعارضة شرسة من النخبة السياسية المصرية والاوساط الشعبية المصرية، رغم ان التنسيق الأمني بين الحكومة المصرية وحكومة الاحتلال »الإسرائيلي« .

يُشار إلى أن السفير »الإسرائيلي« في القاهرة الذي يحمل درجة الدكتوراه في الشؤون (الشرق أوسطية)، ويعرف مصر جيدا، وجد نفسه معزولا، ويرفض الكثيرون اللقاء به، وقبول دعواته، خاصة من قبل المسؤولين الكبار في الدولة، حتى أن صاحب قناة “الفراعين” الدكتور توفيق عكاشة تعرض للطرد من البرلمان المصري بطريقة مهينة لأنه دعا هذا السفير (ديفيد غوفرين) الى حفل عشاء أقامه على شرفه في منزله، أي منزل عكاشة.

فيما أن الأوساط »الإسرائيلية« تبرر غلق السفارة، وعدم تجديد عقود موظفيها، الى جانب عدم تجديد عقد ايجار منزل السفير في المعادي، لأسباب أمنية، ولان السلطات المصرية لم تلب شروطا وطلبات »إسرائيلية« تكفل حماية السفارة وموظفيها، وربما تكون هذه الذريعة صحيحة، ولكن السبب الأهم في رأينا هو رفض معظم المصريين على كل المستويات اللقاء مع السفير الذي غادر القاهرة الى غير رجعة قبل سبعة أشهر.

يذكر أن »السفارة الإسرائيلية" في القاهرة تعرضت لافتحام من قبل متظاهرين مصريين التي كانت تتواجد فيها في الجيزة، وقرب جامعة القاهرة، في بداية الثورة المصرية ضد حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك في أيلول (سبتمبر) عام 2011، ونثر وثائقها ومحتوياتها في الفضاء، وتمترس العاملين فيها في أحد غرفها طلبا للسلامة، واستنجاد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بالرئيس باراك أوباما للتدخل لحماية ارواحهم، وتأمين خروج أمن لهم، وهذا ما حصل بعد تلكؤ مقصود من قبل المجلس العسكري المصري في حينها.

كلمات دلالية