خبر دراسة: « إسرائيل » هي الرابح الأكبر من السياسة الخارجية لواشنطن

الساعة 07:54 ص|05 مايو 2017

فلسطين اليوم

توصلت دراسة جديدة لمركز أبحاث الأمن القوميّ التابع لجامع « تل أبيب »، بأنّ « إسرائيل » هي الرابح الأكبر من السياسة الخارجيّة لواشنطن، لأنّها مدعومة جدًا من قبل صنّاع القرار في الإدارة الأمريكية الجديدة، ومن الرئيس نفسه دونالد ترامب، علاوة على الدعم من الكونغرس ومجلس السينات.

وقد نشرت الدراسة لمركز أبحاث الأمن القومي، بمناسبة مرور مائة يوم على دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وبرأي الدراسة فإنّ الـ”عناق” العلنيّ للحليفات التاريخيات للولايات المتحدّة في الشرق الأوسط نابعٌ من فهم ترامب بأنّه بحاجة إليهن في محاربة “داعش” ووقف التمدّد الإيرانيّ في المنطقة، ولكن مع ذلك، ومن أجل التأكيد على أنّه لن يترك الأصدقاء كما فعل الرئيس السابق أوباما مع السعوديّة ومصر ودولٍ عربيّةٍ أخرى، يُشدّد ترامب في أحاديثه.

وأضافت الدراسة، على أنّه مُقابل حماية هذه الدول، فإنّها ملزمة بدفع الأموال لتغطية تكاليف الحماية، مثل السعوديّة، مصر، الأردن، ودول الخليج، بالإضافة إلى أنّ هذه الدول، برأي ترامب، يجب أنْ تكون فعالّة جدًا في محاربة الإرهاب، وبالمُقابل على إسرائيل أنْ “تدفع″ عبر التفاهمات مع الفلسطينيين.

ولفتت الدراسة إلى أنّ « الدولة العبريّة » تتمتّع بدعمٍ منقطع النظير من قبل الإدارة الأمريكيّة الجديدة، إذْ أنّ صنّاع القرار في واشنطن يرَوَنْ فيها الحليفة الاستراتيجية الأكثر أهميّةً، ومن هنا فإنّ الولايات المُتحدّة تُقدّم لها المعونات الاقتصاديّة، وتقوم بدعمها في المحافل الدوليّة، وتحديدًا في هيئات الأمم المُتحدّة، حيث تقود هذه الجهود السفيرة الأمريكيّة في المنظمة الدوليّة، نيكي هييلي، على حدّ قول الدراسة.

إلى ذلك، رأى مُحلل الشؤون السياسيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة أنّه بعد بيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما، فإنّ دونالد ترامب هو الرئيس الرابع الذي يحاول تحقيق اتفاق سلام تاريخيّ بين « إسرائيل » والفلسطينيين، وأيضًا هو الرئيس الرابع الذي يطلب من « إسرائيل » كبح البناء في المستوطنات، والذي يعين مبعوثًا خاصًا بعملية « السلام »، ويلتقي رئيس الوزراء الإسرائيليّ ورئيس السلطة الفلسطينيّة، ويدعوهما إلى استئناف المفاوضات المباشرة بينهما، ويسعى للتوسط بين الطرفين.

وبحسبه، يشير سلوك ترامب حيال الموضوع الإسرائيلي –الفلسطيني على مدى 110 أيام منذ استلامه منصبه إلى أنّه لم يخترع شيئًا جديدًا ولم يغير قواعد اللعبة، ذلك أنّه يحاول الدفع قدمًا بعملية السلام بالأسلوب عينه وبالوسائل ذاتها وبحماسة الذين سبقوه إلى هذه المهمة نفسها.

ويبدو أنّ مبادرة ترامب للسلام، التي لا تزال مكوناتها غامضة، لا تعدو أنْ تكون جولة أخرى من المفاوضات المباشرة والثنائية بوساطةٍ أمريكيّةٍ في محاولةٍ لتحقيق تسويةٍ دائمةٍ تنهي النزاع الإسرائيليّ- الفلسطينيّ.

وتابع أنّه حتى الكلام عن مبادرة « سلام » إقليمية يبدو على الأقل في هذه المرحلة وصفًا مبالغًا فيه غايته الحصول على تأييد دول عربيّة للمفاوضات، هذا التأييد الذي حاول كل من كلينتون وبوش وأوباما الحصول عليه ولم ينجحوا.

وتابع المُحلل أنّ الناطق بلسان البيت الأبيض على حقٍّ، فمقارنة بالذين سبقوه، تبدو لهجة ترامب الخطابية مختلفة ومريحة أكثر بالنسبة إلى اليمين الإسرائيليّ، فهو يتحدث عن “اتفاق سلام” لا عن “دولة فلسطينية”، وعن “كبح” البناء في المستوطنات لا عن “تجميده”، ويتطرق علنًا إلى مشاكل فضلّت الإدارات السابقة مناقشتها مع الفلسطينيين من خلال أحاديث لم يُكشف النقاب عنها، مثل تحويل أموال إلى عائلات الـ”مخربين” أو محاربة التحريض. وشدّدّ على أنّ هذا التغير في الأسلوب ليس سيئًا بالضرورة، ولكن بعد مرور عدّة أشهر سيضطر أعضاء مجوعات الضغط المؤيدة للمستوطنين في الحكومة وفي الكنيست وفي الإعلام إلى التعود على أنّ عملية السلام لن تقود إلى أي مكان حاليًا.

وبحسب المُحلل، فإنّ التغير على الأقّل في هذه المرحلة هو حجم الهراوة التي يعتقد كلٍّ من نتنياهو وعبّاس أنّ ترامب يحتفظ فيها تحت الطاولة في المكتب البيضاوي. لافتًا إلى أنّ نتنياهو وعبّاس يشعران بالردع، وترامب يدرك ذلك جيدً، وأنّه من المحتمل أنْ يفتح له هذا الردع نافذة فرص لإحداث انعطافة لم ينجح الذين سبقوه في تحقيقها.

وشدّدّ المحلل على أنّه في الواقع، لا نتنياهو ولا موظفوه متأكدين ممّا يريد ترامب فعله، وما هي استراتيجية الرئيس الأمريكيّ بشأن الموضوع الإسرائيلي- الفلسطيني، وحتى مصير زيارة ترامب إلى المنطقة غير واضح بعد، ومن المنتظر أنْ يعطي البيت الأبيض جوابه في نهاية هذا الأسبوع.

ولكن، أضاف، ما يعرفونه في « تل أبيب » ورام الله أيضًا أنّ القوة التي تقف خلف الرغبة في الدفع قدمًا بعملية « السلام » هي ترامب نفسه.

وفي جميع الاجتماعات التي أجراها مستشارو نتنياهو وعباس مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض في الأسابيع الأخيرة سمع هؤلاء الرسالة نفسها: إنّ الرئيس يولي هذه القضية أولوية كبرى.

واختتم المُحلل قائلاً إنّه في نهاية المؤتمر الصحافي مع عباس قال ترامب إنّه سمع طوال سنوات أنّ الصفقة الأكثر صعوبة هي تلك التي بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وخلص إلى القول: دعونا نرى إذا كنّا سننجح ونثبت أنّ من قال ذلك كان على خطأ"، إذا أراد ترامب أنْ يفعل ذلك بجديّةٍ، عليه بلورة استراتيجية واضحة في وقت قريب جدًا، بحسب قول المُحلل.

كلمات دلالية