خبر الفرق بين مسودة وثيقة حركة حماس ونسختها النهائية- هآرتس

الساعة 08:16 ص|04 مايو 2017

فلسطين اليوم

بقلم: عميرة هاس

يظهر من الفرق بين مسودة وثيقة حماس وبين الوثيقة النهائية أن هناك أصوات جديدة وأفكار لافتة لكن الحصار الاسرائيلي والاوروبي يخنقان هذه الاصوات

جملة واحدة في مسودة وثيقة مباديء حماس التي تسربت قبل شهر، برزت في اختلافها عن الحوار الفلسطيني المعتاد.

الجملة توجد في البند الذي يتعلق باللاسامية و”مشكلة اليهود” ومطاردتهم. وهذه الجملة تقول إن هذه ظاهرة مرتبطة بتاريخ اوروبا، وليس بالتاريخ العربي والاسلامي. “ظاهرة اللاسامية كانت السبب الرئيس في ظهور الحركة الصهيونية”، كُتب هناك والباقي معروف: “الحركة الصهيونية استطاعت احتلال فلسطين بدعم من الامبريالية الغربية، وهي النوع الاكثر خطورة للاحتلال الكولونيالي الذي تلاشى من معظم انحاء العالم، ويجب أن يختفي أيضا من فلسطين”.

ربما سنعرف ذات يوم من الذي اقترح هذه الجملة: الذين يؤيدون الغرب؟ أو اعضاء الحركة المحاصرون في غزة حيث أن استخدام الانترنت هو حرية الحركة بالنسبة لهم تجاه أفكار الآخرين؟ أو مؤرخون مقربون من حماس؟ أو خالد مشعل؟.

لقد استمرت صيغة وثيقة المباديء السياسية الجديدة حوالي اربع سنوات مع اطلاع عدد كبير من القراء والمُعدلين. لدى حماس قدرة مثبتة على اجراء عمليات ديمقراطية من المشاركة. وهذه الجملة – التي تقترح تفسيرا لافتا للتسلسل التاريخي، مثلما يظهر في الوصف الفلسطيني الثابت، لا تظهر في الصياغة الاخيرة. فهل خاف أحد ما.

الالغاء المؤسف يشير رغم ذلك الى عملية التفكير التي سبقت الكتابة. يمكن أن نستنتج أن من طلب شطب هذه الجملة، قد فهمها على أنها تنازل وتضامن عاطفي لا حاجة اليه، وتعبيرا عن شيء من الفهم لوجود الصهيونية اليهودية في البلاد. لقد اعتقدوا كما يبدو أن استثناء الصهيونية من الكولونيالية الدولية سيعتبر تناقضا يضعف الادعاء ويضعف طابع الحركة الصهيونية التي هي من أخطر انواع الاحتلال الكولونيالي.

هناك تغيير جوهري آخر وجدته بين النسختين، وهو موجود في البند الذي يقول إن حماس تميز بين الصهيونية وبين اليهود. وقد كتب في المسودة أن حركة حماس “تميز بين اليهود كأهل الكتاب واليهودية كدين من جهة، وبين الاحتلال والمشروع الصهيوني من جهة اخرى”.

في الصياغة النهائية بقي التمييز بشكل سلبي، بأن الصراع هو المشروع الصهيوني وليس بسبب الدين.

هل كان هناك من هو مستعد لالغاء تعريف اساسي من القرآن بأن اليهود مثل النصارى هم “أهل الكتاب” بشرط أن لا يحدث تنازل عاطفي سياسي في اظهار التعاطي الايجابي.

فرق ثالث يخص الجزء الذي يتعلق بالموقف من الاحتلال والاتفاقات السياسية. وقد جاء في المسودة: “ليس من المعقول أن يعتمد السلام في فلسطين على ظلم الفلسطينيين ومصادرة اراضيهم وطردهم منها”. أما في الصياغة النهائية فقد جاء: “التسبب بالاجحاف للشعب الفلسطيني ومصادرة اراضيه، كل ذلك لا يمكن أن يكون تعبيرا عن السلام”. الفرق دقيق ومحدد: في المسودة السلام هو موضوع وقد يكون هذا هو الطموح، رغم أن هناك شروط قاطعة. أما في الصياغة النهائية فان السلام هو أمر مفروض ومعروف مسبقا بأنه لا يجدي نفعا.

من ناحية عدم الموافقة على الوجود اليهودي في البلاد، بقيت الوثيقة متشددة مثل ميثاق حماس. تواجه اسرائيل هذه المواقف بالمزيد من التدمير والاغلاق والملاحقة. كلما صادرت وقتلت كلما زادت قدرة حماس على اقناع باقي أبناء الشعب في الاعتماد عليها والقبول بمباديء وثيقتها.

وثيقة حماس تُبين أن هناك تفكير مختلف. وقد انبثق النقاش من خلال التعرف على اصوات اخرى. العزلة التي فرضتها اوروبا على حماس كمساعدة غبية لا مسؤولة للحصار الاسرائيلي، تقلل من تعرض اعضاء حماس للمواقف والفرضيات الجديدة.

 

كلمات دلالية