خبر بموافقة عربية: اليونسكو تعدل قرارها الخاص بالقدس المحتلة

الساعة 10:38 ص|30 ابريل 2017

فلسطين اليوم

أطلس للدراسات

عندما تحيي إسرائيل « يوم الاستقلال »، الثلاثاء، سيجري في اللجنة التنفيذية لليونسكو تصويت في موضوع القدس. وبخلاف قرارات سابقة كان فيها تجاهل لصلة اليهود بالحرم، بل وتشكيك بصلة اليهود بالحائط الغربي (البراق)؛ فان القرار الحالي أكثر رقة، والسبب اتفاق مع الفلسطينيين والدول العربية توصل إليه سفير الاتحاد الأوروبي في اليونسكو بدعم وتشجيع ألماني.

في إطار « الصفقة »، وافق الفلسطينيون والعرب على تنازلات هامة، وعلى رأسها إسقاط كل ذكر أو تناول للمسجد الأقصى أو الحرم الشريف من صيغة القرار، والأجزاء التي أزيلت من القرار هي بالضبط تلك التي أغضبت إسرائيل وجعلتها تجمّد التعاون مع اليونسكو، كما أضيفت لصيغة القرار جملة تقول بأن القدس هامة للأديان التوحيدية الثلاثة: اليهودية، المسيحية والإسلام.

ورغم الترقيق الهام للقرار، في إسرائيل لم يستطيبوا « الصفقة » بين الأوروبيين والعرب، والسبب الأول لذلك أن القرار بقي سياسيًا، ولا يزال يتضمن انتقادًا لإسرائيل، فالقرار لا يزال يصف إسرائيل كـ « قوة احتلال » في كل ما يتعلق بالقدس، لا يعترف بضم شرقي القدس لإسرائيل، وينتقد الحفريات التي تنفذها إسرائيل شرقي القدس وفي محيط البلدة القديمة، الوضع في قطاع غزة وسلوك إسرائيل في الحرم الابراهيمي في الخليل وفي قبر راحيل في بيت لحم. سبب آخر - ولعله أهم للغضب الإسرائيلي - أن « الصفقة » تتضمن مردودًا في شكل قرار موحد من كل دول الاتحاد الأوروبي الـ 11 الأعضاء في اللجنة الإدارية لليونسكو للامتناع أو لتأييد القرار في التصويت الذي سيجرى الثلاثاء، ولكن عدم التصويت ضده؛ في مثل هذا الوضع سيقل بشكل دراماتيكي عدد الدول التي ستصوت ضد القرار، وبالتالي سيحظى بشرعية كبيرة.

مسؤولون في وزارة الخارجية أشاروا إلى أنهم في إسرائيل اعتقدوا بأنه مثلما في كل القرارات السابقة، في هذه المرة أيضًا ستعارض ألمانيا كل قرار مناهض لإسرائيل بأي صيغة كانت، بل وستساعد إسرائيل على تجنيد المزيد من الدول الأوروبية للمعارضة؛ غير أن الألمان قرروا العمل على الحل الوسط مع العرب وبلورة إجماع أوروبي، الأمر الذي قلص دراماتيكيًا مجال المناورة لإسرائيل قبيل التصويت.

جديرٌ بالذكر أن التوتر بين إسرائيل وألمانيا حول سياسة الحكومة في الموضوع الفلسطيني أخذ بالاحتدام في أعقاب الأزمة التي نشأت حول إلغاء اللقاء بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبين وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريئيل، على خلفية لقاء الأخير مندوبي منظمتي « بتسيلم » و« كسر الصمت ».

 

كلمات دلالية