بين تهديد السلطة و الاحتلال

خبر ما السيناريو المتوقع للمرحلة المقبلة في قطاع غزة؟

الساعة 03:17 م|28 ابريل 2017

فلسطين اليوم

يخضع قطاع غزة لتهديدات متواصلة من قبل الاحتلال الاسرائيلي في الآونة الأخيرة، حيث قال ضابط في جيش الاحتلال: « إن الجيش الاسرائيلي اعد اطناناً من المواد الناسفة ضد الانفاق في قطاع غزة »، مشيراً الى أن جبهة غزة هي الجبهة القابلة للاشتعال في أي وقت« .

الا أن التهديد الأخطر الذي يواجهه القطاع المحاصر براً  و بحراً و جواً  منذ أكثر من 10 سنوات هو ما أطلقه رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، خلال الأيام الفائتة، و التي توعد خلالها باتخاذ اجراءات غير مسبوقة لاستعادة قطاع غزة، و بدأ فعلياً بتطبيق ما هدد به من خلال المصادقة على قانون التقاعد المبكر لموظفي السلطة العسكريين، و ايعازه بعدم ارسال شحنات الأدوية الى القطاع، بذريعة أن حماس تقوم ببيع ما يصل من أدوية بالمجان لقطاع غزة.

هذه التهديدات مجتمعة أثارت تساؤلات عدة حول السيناريوهات المتوقعة للمرحلة المقبلة في القطاع، و أين ستنفجر هذه الأزمات التي تتلاحم في مواجهة المواطنين الغزيين الذين يعيشون أوضاعاً مأساوية على جميع الأصعدة، الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية.. الخ.

المحلل السياسي، و الخبير العسكري اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي لم يستبعد أن ينفجر المواطنون في القطاع المحاصر في وجه الاحتلال، فيما أسماه »دفاع الروح« ، للتعبير عن غضبهم من الإجراءات التي تتخذها السلطة الفلسطينية، و استمرار الخروقات و التهديدات الاسرائيلية.

و أشار الشرقاوي في حديث لــ »وكالة فلسطين اليوم الاخبارية« الى أن غزة مهما وجه لها من تهديدات فإن قدرها الصمود، و أن تهديدات السلطة لها لا تخدم القضية الفلسطينية، بل تخدم الاحتلال و مشاريعه التهويدية و الاستيطانية، التي تتسارع حدتها، و كان آخرها قرار المصادقة على بناء 2500 وحدة استيطانية على طرفي »الخط الأخضر« .

و أكد بأنه على القيادة الفلسطينية أن تراجع حساباتها، و ألا تنصاع للضغوط الخارجية التي هدفها اضعاف طرفي الانقسام الفلسطيني، لافتاً الى أن ما يجري في الضفة لا يقل خطورة عما يجري في قطاع غزة، حيث أن الضفة يراد لها أن تبتلع وهم أمريكا، التي تدعي بأنها تريد ايجاد حل للقضية الفلسطينية.

و أكد المحلل بأن على الطرفين أن يجلسوا للحوار مرة و مرات أخرى، متسائلاً: »كيف تجلس السلطة للمفاوضات مع الاحتلال بعد فشل جلسات كل المفاوضات السابقة، و لا تستطيع أن تجلس مع حركة حماس..؟«

و تسائل أيضاً: »اذا كان الرئيس عباس يريد غزة بعد كل هذه السنين، ما هي الشروط؟ و اذا سلمت حماس القطاع للسلطة، فما مصير سلاح المقاومة؟« ، مشيراً الى حديث الرئيس عباس عندما استلم الرئاسة، حيث قال: »بأن سلاح المقاومة بالحوار و سلاح الفلتان بالقانون« .

و دعا المحلل لتغليب لغة الحوار و ليس لغة التهديد، و أن يتحاور الكل الفلسطيني و ايجاد مخرج لهذه الأزمات، و أن يكون هناك محاورة روحية لأن الضفة مستهدفة كما هي غزة و القضية الفلسطينية برمتها، و تجنيب البلد الحروب الأهلية.

و حذر مما أسماه »هزيمة المنتصر"، في إشارة لمحاولات صنع انتصار للضفة على غزة أو لغزة على الضفة.

كلمات دلالية