خبر منظمة « صامدون » الدولية والاحتفال بـ « لينا الجربوني »

الساعة 09:06 ص|26 ابريل 2017

فلسطين اليوم

أطلس للدراسات

كتب يشاي فريدمان في صحيفة « معاريف » مقالًا يقطر سمًا ولوعة وأسفًا ان هناك من العالم الأبيض والشقراوات من يحتفلن بإطلاق سراح مناضلة فلسطينية كلينا الجربوني، الأسيرة الأقدم من بين السجينات الفلسطينيات، وعلي حد تعبيره « مخربة ساعدت مخربين »، ومعتبرًا ان الخطيئة الأكبر هي تجمع بعض النساء الأمريكيات من منظمة « صامدون » في يوم المرأة العالمي، وفي إحدى الميادين في نيويورك، ملوحات بالأعلام الفلسطينية، مستنكرًا على المتضامنات أنهن لم يذكرن السبب الذي أدخل الجربوني إلى السجن، ومتجاهلًا ان لينا من مخيم جنين الذي أبيد عن بكرة أبيه بجرافات الاحتلال خلال عملية « السور الواقي ».

إطلاق سراح الجربوني تحول إلى احتفالية تامة لدى أعضاء « صامدون »، وساهم جيدًا في الحملة الإعلامية للإضراب عن الطعام الذي أعلن عنه الأسرى الفلسطينيون. واجهة هذه المنظمة هي المحامية الكندية شارلوت كيتس، إلى جانبها يقف زوجها عضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فلسطيني منفي اسمه خالد بركات.

كيتس ونشطاء آخرون في المنظمة المناهضة لإسرائيل التي تديرها قرروا أن يكرسوا حياتهم لصالح الأسرى ممّن يقبعون في السجون الإسرائيلية، يدور الحديث عن إحدى المنظمات الأكثر نشاطًا وفاعلية، والتي نهضت لصالح الأسرى الفلسطينيين، الذين يراهم فريدمان ذوي أيدٍ ملطخة بدماء الإسرائيليين، متناسيًا ان الشعب الفلسطيني حلت به كارثة ستسطر من أفظع الكوارث التي ارتكبها الشعب اليهودي على مدار التاريخ، فلا يوجد رجل أمن إسرائيلي إلا قتل أو شارك في قتل فلسطيني أو على الأقل شارك في تدمير بيت أو اعتداء على كهل أو عجوز فلسطينية.

ويضيف باستغراب وقح ان « شخصية ناعمة ممكن ان تعادي دولة إسرائيل »، ويبدو لي أنه شعر بأن المرتبة الملائكية هي التي تبوأتها إسرائيل وكل ما هو متناقض معها لا يمكن أن يكون ملائكيًا « يصعب تخيل حجم الكراهية والبغضاء التي تكنها السيدة كيتس تجاه دولة إسرائيل، ذلك الوجه الملائكي (الناشطة الكندية)، شعر أشقر قصير وعيون زرقاء حوراء وابتسامة دائمة، للوهلة الأولى تبدو شارلوت وكأنها طالبة عادية من إحدى دوائر العلوم الإنسانية.

خطابات كيتس ملؤها رثاء دراماتيكي مثير، وكلمات عظيمة مثل الحرية والعدل والحقوق، ولكنك لست بحاجة إلى التعمق لتفهم ما تسعى إليه هي وأصدقائها، »سنحرر فلسطين من النهر إلى البحر« تصرخ باكية بصوت أجش في المظاهرات المناهضة لإسرائيل في كندا، »تسقط الصهيونية ويسقط التمييز العنصري« تصيح بحماس، يقف وراء صيحات »الحرية لشعب فلسطين« الرغبة في اختفاء دولة اليهود.

ملتحفة كوفية حمراء حول عنقها، تشرح كيتس في شريط فيديو على »يوتيوب« ان الحل لجميع الصراعات القمعية في العالم يبدأ بالحرب على إسرائيل، »ليس هذا مجرد كفاح من أجل الشعب الفلسطيني وحده« خطبت كيتس بحماس في المؤتمر الذي انعقد بالحرم الجامعي في نيوجيرسي »الكفاح من أجل تحرير الشعب الفلسطيني هو أيضًا كفاح من أجل تحريرنا، تحرير العبيد هنا في الولايات المتحدة، الناس الملونين الذين يميزون كل يوم حتى عندما يدخلون إلى الفنادق بعد دفعهم آلاف الدولارات، إنه كفاح يشكل أسوة أيضًا لمن يكافح من أجل حقوق العمال والنساء اللاتي يقاتلن من أجل العدالة بين الجنسين في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم. فلسطين ستكون حرة وسنقف معها متضامنين، وسنكون نحن أيضًا أحرارًا".

كيتس لا تستطيع ان تفرق بين أبناء الفصائل الفلسطينية، فهي تتضامن مع كل الأسرى لأنها تؤمن بعدالة القضية ولا يهمها ما تقوله الفصائل وما تبرر له من أفكار؛ بل يهمها ان الأسرى انتموا إلى فصائل، لأنها فصائل تسعى للتحرير والانعتاق، وربما هذا الأمر يستوجب منا ان نتوقف عند تلك النقطة، ونبحث عن فلسطينيتنا بين كلمات وصرخات تلك الشقراء الكندية.

كلمات دلالية