خبر صراع البقاء من أجل اللقاء .. خالد صادق

الساعة 10:25 ص|25 ابريل 2017

كي يسافر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى واشنطن, ويلاقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, كان عليه ان يتخذ عدة خطوات مؤلمة, كي يحظى بشرف مقابلة ترامب, التي تعني له الأمان والطمأنينة من غدر الزمان, وخيانة الطامعين والمتربصين, والتصدي للمعارضين والممتعضين, كان لزاماً على عباس ان يوافق على الشروط الأمريكية التسعة واقلها ان على السلطة محاربة المقاومة ضد « إسرائيل »، ولا يكفي صدور بيانات عامة تشجب المقاومة فقط, كان عليه ان يرفض إنهاء الانقسام, وعودة غزة إلى حضن السلطة مرة أخرى, إلا بترسيم سلاح المقاومة, ونبذ كل أشكالها بل وإدانتها, كان عليه ان يخصم 30% من رواتب الموظفين المستنكفين عن العمل بأوامره هو, كان عليه ان يحرم 65 ألف أسرة فقيرة من معونتها المالية التي تتقاضاها من وزارة الشؤون الاجتماعية, كان عليه ان يحرم وزارة الصحة, ووزارة التربية والتعليم من ميزانيتهما, والمساعدات المقدمة لهما, كان عليه ان يفرض ضريبة البلو على وقود محطة الكهرباء, ويحرم مليوني فلسطيني من نور الكهرباء, ويرفض إضراب الأسرى في سجون الاحتلال, ويدخل في خصومة مع الأسير المناضل مروان البرغوثي, الذي اتهم أبو مازن صراحة انه بخطواته هذه يحاول إفشال إضراب الأسرى, لأجل مقابلة ترامب فقط, كان عليه ان يوافق على شروط مؤتمر العقبة الذي أعطى دولا عربية بعينها حق التفاوض مع « إسرائيل » باسم الشعب الفلسطيني, وكان عليه ان يرفض كل الوساطات العربية لإنهاء الانقسام, ويهدد غزة بالويلات ويتوعدها بالمزيد من الإجراءات العقابية.

كل هذا من اجل مقابلة ترامب, فما بالكم لو أراد ان يحرك ملف التفاوض مع الاحتلال, ويطالب بحل الدولتين, وشرقي القدس عاصمة لدولة فلسطين, أو طالب بعدم نقل السفارة الأمريكية للقدس, ماذا يمكن ان يقدم.

أبو مازن أصبحت عيناه لا تغفوان إلا على أوجاع غزة وآلامها وآهاتها, وكأنه يعاقب غزة كلها على « الانقسام », أصبح يتعامل معها على أنها إقليم متمرد, وتستحق العقاب, لذلك بدأ يقدم التنازلات المؤلمة لصالح الاحتلال, ويبحث عن نجاحات وهمية لا تحقق شيئا للفلسطينيين, فتارة يحتفل بقبول فلسطين عضواً مراقباً, وإمكانية ملاحقة قادة الاحتلال في المحاكم الدولية, وتارة يحتفل بانضمامها لمنظمة اليونسكو, وتارة يهلل لعرب أيدل ومحمد عساف ويعقوب شاهين, والمعلمة الفلسطينية حنان الحروب, ولا يرى لفلسطين ومقاومتها أي انتصار, بل يعتبر ان المقاومة أعادت القضية الفلسطينية للوراء عشرات السنين.

نعم غزة مستهدفة, لأنها أربكت المشهد, وحققت الانتصار, وأزالت الأقنعة عن الوجوه الزائفة, وبينت الغث من الثمين, لم يكسرها عشر سنوات من الحصار, فكان لزاما عليهم ان يشددوا الخناق عليها بشكل اكبر, ويغيروا المشهد, ويعمقوا الخلاف, بدأت الحملات على وسائل الإعلام المختلفة, وخرجت الهاشتاقات على الفيسبوك, وتداعى الأكلة على نهش غزة وافتراس لحمها, لكن غزة دائما تنتصر, وستمر المحنة وتنتهي دون ان يصلوا لأهدافهم, فغزة بقعة الأرض الطاهرة والتي تتكسر على صخرتها دائما كل المؤامرات.

كلمات دلالية