حال استمر الوضع على حاله..

خبر مختصون لـ « فلسطين اليوم »: القطاع سيشهد المزيد من الجرائم النوعية

الساعة 02:20 م|23 ابريل 2017

فلسطين اليوم

أثارت جرائم القتل البشعة التي ارتكبت في قطاع غزة منذ أيام، ضجة كبيرة في الشارع الغزي ومواقع التواصل الاجتماعي، وزادت قلق المواطنين من استمرار الجرائم، وعدم معالجة الأسباب الحقيقية التي تقف وراءها.

يشار، إلى أن قطاع غزة، شهد منذ يناير الماضي نحو 6 جرائم نوعية، كانت حديث الشارع لأيام عدة.

مختصون نفسيون واجتماعيون أكدوا لـ « فلسطين اليوم » أن القطاع سيشهد استمراراً في جرائم القتل، بأنواع لم يعهدها المواطنون من قبل، حال بقاء الوضع على حاله في قطاع غزة.

ومع زيادة الجرائم بشكل واضح طُرحت تساؤلات عدة أهمها، ما الأسباب التي تقف وراء الجريمة رغم أن الفقر ليس حالة جديدة؟، وهل فعلاً ما يُشاع من انتشار عقاقير مخدرة من نوع « الثور » في القطاع تؤدي لغياب العقل؟.

يذكر، أن الأيام الأربعة الماضية، شهدت ثلاث جرائم بشعة، منها « قتل مواطنة في النصيرات بسبب السرقة، ومقتل مواطنة على يد زوجها لأسباب مجهولة، ومقتل مسن في تل الهوى بعد السطو على شقته ».

ارتفاع عدد الجرائم بأنواع مختلفة

المختص النفسي الدكتور فضل أبو هين أكد، أن قطاع غزة سيشهد ارتفاع عدد الجرائم وظهور جرائم بأنواع لم يعهدها المواطن الغزي من قبل، حال استمر الوضع في القطاع على حاله، ولم تُعالج القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والنفسية، التي يعاني منها قطاع غزة على مدار السنوات الماضية.

وأوضح أبو هين، في تصريح خاص لـ « فلسطين اليوم »، أن ما يجري في القطاع من جرائم واضحة، هي حلقة في سلسلة متكاملة من الجرائم، فكلما زادت ضغوط الحياة والضيق على الناس، كلما أخرج الانسان طاقاته السلبية للتعبير عما يغضبه.

وشدد على أن تراكم الفقر واليأس لدى الانسان الغزي من أزمة الكهرباء المتفاقمة والبطالة والخريجين وانعدام فرص العمل، وحالة العدم والمعاناة التي يعيشها بسبب انسداد الأفق، كل ذلك يؤدي إلى تراكم الأزمة داخل الانسان، حينها ينتظر الإنسان حدوث موقف ما ليعبر عن موقفه باتباع سلوك انحرافي كما حدث في عمليات القتل.

وقال: المواطن الغزي عبر عما في داخله من ضيق ويأس، بالهجرة للخارج والتي أدت لغرق عدد من المواطنين في البحر منذ سنوات، ثم انتشرت المخدرات وعقار الترمادول، وزادت نسبة الطلاق في المجتمع وارتفعت حالات الانتحار والآن نشهد زيادة في حالات القتل بين الناس« .

ويرى أبو هين، أن تفكك الأسرة الفلسطينية سبب من أسباب الانحراف الأخلاقي والاجتماعي التي انتشرت بين المواطنين في القطاع، فالأسرة كان لها دور كبير في الاهتمام بأبنائها ومراقبتهم وعلاج مشاكلهم وكانت تهيئ لهم الدفء النفسي والاجتماعي، أما اليوم فالأسرة أصبحت مفككة بسبب التقدم التكنولوجي فانعدمت المتابعة والانسجام بين أفراد العائلة.

وأمضى يقول: كلما زاد الضيق في حياة الناس كلما انبثقت مشاكل لم تكن موجودة من قبل ذلك، وكلما أصبح المجتمع عرضة لمزيد من المشاكل التي لم يعرفها المواطن قبل، ومعنى ذلك إذا لم تحل هذه القضايا ويرتاح المواطنون فإننا مقبلون على حجم من المشاكل لا يعلمها إلا الله ».

وأشار إلى أن المجرم يتفنن في استخدام وسيلة لارتكاب جريمة لم يكتشفها القانون من قبل، كما القانوني تماماً الذي يستخدم عقله في إيقاع عقوبة للمجرم.

أنواع السرقة

من جهته قسِّمْ الأخصائي الاجتماعي د. صفوت دياب السرقة إلى مجموعة من الأنواع حسب دوافعها فمنها: (السرقة المرضية) وتصنف على أنها إحدى الاضطرابات النفسية التي يكون فيها المريض مدفوعاً إلى سرقة الأشياء البسيطة غير باهظة الثمن.

وأوضح الأخصائي أبو دياب في حديث لـ « فلسطين اليوم » أن (السرقة الانتقامية) هي ثاني أنواع السرقة وفقاً للدوافع، وهي سرقة تكون بدافع الانتقام من الشخص المستهدف.

ويشير أبو دياب أن النوع الثالث وهو الأخطر والمنتشر في قطاع غزة هو (سرقة الحاجة) كأن يسرق اللص لتلبية حاجات أساسية أو كمالية بالنسبة له أو عائلته، وينسحب على ذلك النوع سرقة مدمن المخدرات والكحول الأموال والأشياء لتلبية رغباته، لافتاً إلى أن هذا النوع هو الأكثر انتشارا في قطاع غزة.

العقاقير سبب انتشار الجرائم

بينما يرى الاخصائي النفسي الدكتور منذر دلول، أن استخدام العقاقير المخدرة لدى فئة الشباب هي من أسباب زيادة الجرائم في القطاع، إضافة إلى أسباب شخصية بين طرفين متخاصمين قد تؤدي إلى القتل.

وقال دلول لـ « فلسطين اليوم »: عندما يغضب الانسان فإنه يستخدم سلوك سلبي للدفاع عن نفسه، وربما تكون ردة فعله غير متوقعة، خاصة وأن العقل يكون لحظتها غائبا عن الوعي وغير مدرك للأفعال التي يرتكبها« .

عقار الثور

وحول ما يشاع عن توفر حبوب مخدرة في القطاع كحبة الفيل الأزرق أو حبة الثور أو ما تعرف بتجربة الموت أو حبوب أخرى تؤدي الى ارتكاب جرائم قتل، قال الرائد أنور حماد: إن هذا كلام ليس له أساس من الصحة وما يُشيعه بعض المتربصين بقطاع غزة ».

وأضاف: هذه الحبوب حقيقية ولكن غير متوفرة نهائياً في القطاع، لا سيما بعد شح وجفاف الأترمال والحشيش بشكل غير مسبوق في القطاع".

ويخشى المواطنون من ارتفاع نسبة الجرائم في ظل الظروف العصيبة التي ينتظرها قطاع غزة خلال المرحلة القادمة، من تشديد الخناق عليه من قبل السلطة في حال رفض حركة حماس تسليم القطاع لحكومة الوفاق الوطني كما طلبت.

كلمات دلالية