خبر صحيفة:السلطة ترفض إضراب الأسرى وهجوم على صحيفة أمريكية

الساعة 07:13 ص|19 ابريل 2017

فلسطين اليوم

في يوم الأسير الفلسطيني السابع عشر من نيسان الحالي، بدأ 1300 أسير في سجون الاحتلال « الإسرائيليّ »، بقيادة عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” مروان البرغوثي، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، وقدّموا إلى مصلحة السجون « الإسرائيلية » لائحة بمطالبهم، ومنها: إنهاء سياسة الإهمال الطبي، إطلاق سراح الأسرى المرضى، خاصة ذوي الإعاقات والأمراض المستعصية، إنهاء سياسة العزل الانفرادي، إنهاء سياسة الاعتقال الإداري.

وقبل إعلان الأسرى إضرابهم عن الطعام، توجّه البرغوثي برسالة إليهم، دعاهم فيها إلى التوقف عن الحوار أوْ التفاوض مع مصلحة السجون أو ممثلي الإدارة في أي سجن، بالإضافة إلى ذلك، أصدرت “الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس″ في السجون « الإسرائيليّة » بيانًا أعلنت فيه مشاركة أسراها الكاملة في سجن « هداريم » إلى جانب إخوانهم من مختلف الفصائل في هذا الإضراب، محذرةً مصلحة السجون من المساس بالأسرى المضربين.

من جهة أخرى، عكست إجراءات قيادة دولة الاحتلال وأجهزته منسوب الخوف إزاء إضراب الأسرى والمعتقلين، وما يمكن أنْ يترتب عليه في الشارع الفلسطينيّ، باعتبار أنّ الأسرى الفلسطينيين وقضاياهم يُشكلون أحد أهم العوامل المحركة للجمهور الفلسطيني. وقد أثبت العديد من المحطات السابقة أنّ من شأن قضايا الأسرى لمّ شمل كافة التيارات والأحزاب والتحوّل إلى قوة دافعة للشارع الفلسطينيّ.

على هذه الخلفية، وبالرغم من أنّ العنوان الرئيسيّ للإضراب يتصّل بتحسين ظروف المعتقلين السياسيين، التي ترفض مصلحة السجون « الإسرائيلية » الاستجابة لها، ترى المؤسستان الإسرائيليتان، السياسية والاستخبارية، في الإضراب امتدادًا للانتفاضة الفلسطينية ضدّ الاحتلال وإجراءاته.

وهذه القراءة التي تبلورت في وعي صنّاع القرار في « تل أبيب » وأجهزته التنفيذية، دفعتهم إلى التعبير بشكلٍ مباشرٍ، كما ورد في وسائل إعلام « إسرائيليّة »، والتحذير من أنْ يؤثر الإضراب في الشارع الفلسطيني، لا سيما لجهة تنفيذ الاحتجاجات والمظاهرات ومسيرات دعم الأسرى الفلسطينيين.

في المقابل، حاولت جهات استخبارية حصر الإضراب في أبعاد سياسية بالمعنى الضيّق للكلمة، عبر القول إن السبب الرئيسيّ للإضراب هو رغبة مروان البرغوثي في تعزيز قوته السياسية. كذلك، في خطوة تهدف إلى احتواء مفاعيل الإضراب والضغط على الأسرى، أوعز ما يسمى وزير الأمن الداخلي، غلعاد اردان، بإقامة مستشفى ميداني خارج جدران سجن كتسيعوت بهدف منع إخلاء الأسرى إلى المستشفيات العامة وتوفير العلاج الطبي للمضربين عن الطعام عند الحاجة. وهو ما رأت فيه وسائل إعلام « إسرائيلية » خطوة استباقية للإضراب وتوجيه رسالة لمحركيه وقادته بأنهم لن يتمكنوا من إرباك المستشفيات بعد الآن.

وكما لو أنّها في مواجهة ميدانية ضد مقاومين فلسطينيين، تلقّت قوات مصلحة السجون تعليمات لإجراء تفتيشات مكثفة في السجن، للتأكد من عدم التواصل بين الأسرى الذين عادة ما يكون لهم الأثر الكبير في تنظيم حركة الإضراب وتعزيزه. ومن أجل تفادي هذه المفاعيل، تلجأ مصلحة السجون إلى نقل الأسرى بين السجون المختلفة.

ومع نهاية اليوم الثاني من إضراب الأسرى، نقلت مصلحة السجون الأسير البرغوثي إلى سجن الجلمة، بحجة نشره مقالاً في صحيفة “نيويورك تايمز″ الأميركية أول أمس، يشرح فيه أسباب الإضراب.

وكان نشر المقال في الصحيفة الأمريكيّة المُعتبرة جدًا قد دفع « إسرائيل » إلى القيام بحملةٍ شرسةٍ ضدّ الصحيفة الأمريكيّة، زاعمةً أنّها تجاهلت عن سبق الإصرار والترصّد بأنّ البرغوثي، أُدين في محكمةٍ « إسرائيليّةٍ » بقتل مئات « الإسرائيليين »، وأنّ الحديث يدور عن مقاوم من الدرجة الخطيرة.

علاوة على ذلك، وبهدف صرف الأنظار عن إضراب الأسرى ومفاعيله، اختارت صحيفة (يديعوت أحرونوت) أنْ تًعنون صفحتها الأولى بكلمة المُحرّض عن مروان البرغوثي، والهجوم بشكلٍ سافرٍ على الصحيفة الأمريكيّة، التي قامت بتذييل مقال البرغوثي بأنّه سياسيّ فلسطينيّ وعضو برلمان، الأمر الذي أثار حفيظة « الإسرائيليين »، قادةً وشعبًا.

ونقل موقع (YNET) « الإسرائيليّ »-العبريّ عن مصادر أمنيّة رفيعة المُستوى في « تل أبيب » قولها إنّ مصلحة السجون « الإسرائيليّة » تقوم بإجراء فحصٍ حول مقال البرغوثي، وفيما إذا تمّ نقله من السجن إلى الصحيفة الأمريكيّة عن طريق محاميه، أوْ أنّ زوجته قامت بكتابته وإرساله للصحيفة. وتابعت المصادر قائلةً إنّه بعد الانتهاء من التحقيق ستتخّذ مصلحة السجون قرارًا فيما إذا بنيتها تقديم البرغوثي للمحاكمة التأديبيّة، على حدّ تعبيرها.

ونشرت الصحيفة أيضًا مقالاً بقلم المُحلل بن درور يميني، هاجم فيه البرغوثي، وقال إنّه ليس نيلسون مانديلا، وزعم الكاتب أنّ الظروف التي يتمتّع بها الأسرى الفلسطينيون في السجون « الإسرائيليّة » ممتازة، ولا توجد دولةً في العالم تُعامل الأسرى بهذه الطريقة الإنسانيّة على حدّ تعبيرها. بالإضافة إلى ذلك، زعمت الصحيفة، نقلاً عن مصادر زعمت أنّها في السلطة الفلسطينيّة في رام الله، بأنّ رئيس السلطة محمود عبّاس والقيادة المُحيطة به ليسوا راضين عن الإضراب بالمرّة لأنّ من شأن ذلك أنْ يؤثّر سلبًا على اللقاء المُزمع عقده بين الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب وعبّاس في وقتٍ لاحقٍ.

كلمات دلالية