من وسط الجماهير الغفيرة، وضجيج مكبرات الصوت، وكثرة الرايات والصور، أعلنت عدد من أمهات الأسرى الإضراب المفتوح عن الطعام، لمساندة أبنائهن القابعين خلف قضبان الاحتلال « الإسرائيلي » حتى تحقيق مطالبهم العادلة.
« أم ضياء الأغا، وأم رامي عنبر، وغيرهن من أمهات الأسرى، عقدن النية للإضراب عن الطعام والاعتصام في خيمة التضامن التي أقيمت في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، ولن ينتهي اضرابهن إلا بانتهاء إضراب أبنائهن في سجون الاحتلال.
يُشار إلى أن حركة الجهاد الإسلامي والفصائل الفلسطينية في غزة أقاموا خيمة اعتصام، دعماً وإسناداً لمطالب الأسرى، علماً بأن نحو 1500 إلى 2000 أسير من جميع الفصائل الفلسطينية بدأوا اليوم الاثنين الإضراب المفتوح عن الطعام تزامناً مع ذكرى يوم الأسير الفلسطيني (17 نيسان)، لإنهاء العزل الانفرادي، وإنهاء الاعتقال الإداري، وتحسين الظروف الصحية والانسانية والحياتية داخل سجون المحتلة.
»أم ضياء« تقول لمراسل »فلسطين اليوم الإخبارية« : سأبقى هنا في خيمة الاعتصام وسأُضرب عن الطعام ولن أفك إضرابي حتى يفك الأسرى إضرابهم عن الطعام؛ فإما تحقيق مطالبهم العادلة، وإما الشهادة في سبيل الحرية والكرامة ».
وأضافت ام ضياء: سأدعو جميع أمهات الأسرى للجلوس في خيمة الاعتصام، والدعاء إلى الله عز وجل بصوت واحد بالفرج القريب لكافة الأسرى« ، مشيرة إلى أن الأوضاع التي يعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال مأساوية، وأعداد المرضى بينهم كبيرة جداً.
وعن مخاطر إضرابها عن الطعام، أكدت أنها تعلم جيداً خطورة الإضراب على صحتها، لكن واجبها كأم تحب الحياة لأبنها، وقفت إلى جانبه وأعلنت الإضراب عن الطعام والاعتصام داخل خيمة الإضراب في غزة.
وأشارت إلى أنها لن تعود إلى منزلها في خانيونس جنوب قطاع غزة، إلا وقد حقق الأسرى مطالبهم وفكوا الإضراب عن الطعام.
واعتقل ضياء في 10 أكتوبر 1992 على خلفية قيامه بتنفيذ عملية فدائية في مغتصبة »جانيتال« بمجمع غوش قطيف »الإسرائيلي« آنذاك ما أسفر عن مقتل ضابط »إسرائيلي« كان قد شارك في اغتيال شهداء الفردان القادة الثلاث »كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار« ومحكوم بمدى الحياة.
بينما أم رامي عنبر دعت، جميع أمهات الأسرى للإضراب عن الطعام كي ينال أبنائهم الحرية والكرامة، قائلة: أسرانا وحدهم يقاتلون السجان الإسرائيلي بأمعائهم الخاوية لذلك وجب علينا مساندتهم ورفع أصواتهم عالية حتى تحقيق مطالبهم الإنسانية.
وطالبت عنبر عبر »وكالة فلسطين اليوم« ، أبناء شعبنا الفلسطيني لدعم أسرانا من خلال التضامن في خيمة الاعتصام، والقيام بهبة جماهيرية واحدة، فلا يجوز أن يبقى أسرانا وحدهم في مواجهة السجان »الإسرائيلي« .
وقالت: الأسرى دخلوا السجون الإسرائيلية لأنهم دافعوا عن فلسطين وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية، فيجب على جميع أبناء شعبنا أن يقف إلى جانب الأسرى في معركتهم ضد المحتل ».
وكانت قوات الاحتلال « الإسرائيلي » اعتقلت رامي عنبر على « حاجز أبو هولي » سابقاً بتاريخ 30/5/2002 وهو متزوج ولديه طفلة اسمها « ريم » ويصادف ميلاد رامي مع ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، وولد الأسير بتاريخ (17/ نيسان/ 1980).