بالصور مصابو التوحد في غزة..أعداد متزايدة وتهميش حكومي وأهلي

فلسطين اليوم

يُعاني المصابون بإضرابات التوحُد في قطاع غزة من الإهمال والتهميش والضياع التام؛ نظراً لغياب الاهتمام الحكومي الرسمي، وعدم وجود المؤسسات والمراكز المجانية المتخصصة في علاج هذه الفئة.

وتزايدت خلال السنوات الأخيرة في قطاع غزة الإصابة بإضرابات التوحُد –وفقاً لتقديرات مختصين- وسط تذمر ذويهم؛ في ظل غياب دور المؤسسات الحكومية والاهلية من متابعة علاجهم وتعديل سلوكهم وتأهيلهم.

ويعتبر مرض التوحد من الاضطرابات التي تؤثر على تطور القدرات العقلية عند الأطفال وطريقة تواصلهم مع الآخرين، ولا يستطيع الأشخاص الذين يعانون من تلك الإضرابات إقامة علاقات مع الآخرين ويعجزون أيضا عن فهم العالم حولهم.

ويعاني المصاب بالتوحد -الذي لم يتم تحديد أسبابه علميًا حتى الآن- من أعراض تتمثل في تشتت الانتباه والعصبية الشديدة وقصور في التواصل مع الآخرين.

وطالب مختصون الجهات الحكومية والأهلية بضرورة الاهتمام بفئة الأطفال الذي يعانون من اضطرابات التوحد، ومنحهم الحق في العلاج السلوكي، ودمجهم بالمجتمع الفلسطيني، من خلال سلسلة من الإجراءات التي تبدأ بإنشاء مراكز مختصة مجانية، وبإقرار قوانين تشريعية تخص تلك الفئة، جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها جمعية طيبة للأعمال الانسانية ومركز الارادة التخصصي لاضطرابات التوحد بعنوان « اطفال التوحد بين الضياع والتهميش في قطاع غزة ».

 مدير مركز الارادة التخصصي لاضطرابات التوحد إسلام بركات، أكد أن مرضى التوحد في قطاع غزة، يعانون من الضياع والتهميش على المستوى الحكومي والأهلي، مشيراً إلى أن التهميش وصل لغياب إحصائية دقيقة لعدد المرضى في القطاع، لافتاً إلى أن نسبة الإصابة العالمية تقدر بنحو (طفل واحد مقابل 80 طفلاً) يعانون من أعراض ‏مرض التوحد بدرجات مختلفة.

وقال: لا يوجد أي اهتمام بهذه الفئة في قطاع غزة سواء على الصعيد الحكومي أو الأهلي، وعندما يصاب طفل في اضطراب التوحد تلقى المسؤولية والحمل الثقيل على عائلته فقط.

وأضاف: المفترض أن يكون هناك اهتمام كبير في هذه الفئة المهمشة، وان يكون هناك ذوي اختصاص، ومراكز حكومية متخصصة في التعامل مع أطفال التوحد، وان تشترك غزة في برامج دولية.

كما، وقام بركات بشرح تفصيلي مفصل عن مرض التوحد بشكل موسع للصحفيين واطلاعهم على أنواع المرض الأربعة وهي (اضطراب التوحد الكلاسيكي، اسبرجر، اضطراب انفصال الطفولة، اضطراب ريت، اضطراب النمو العام).

وتطرق بركات إلى الأعراض العامة لمرضى التوحد، وهي (ضعف التواصل الاجتماعي، ضعف في التواصل اللغوي، الميل إلى العزلة والوحدة، صعوبة في الاتصال الشفهي، القيام بحركاتٍ غريبة في اليدين، العصبية الزائدة والبكاء الشديد دون سبب)، مشيراً إلى وجود أعراض خاصة بكل نوع من أنواع الاضطراب.

ودعا بركات الصحفيين إلى العمل الجاد من أجل خلق جو مناسب لهذه الفئة وتكثيف العمل الاعلامي الموحد، وإطلاق حملات صحفية موسعة في ذات السياق، والذي من شأنه التخفيف عن معاناة الاطفال المصابين بالتوحد.

وفي السياق، قال الباحث القانوني المستشار محمد علوش « إن كافة القوانين والمواثيق الدولية تنص على حماية ودعم ورعاية هذه الفئة من الأطفال »، مشيراً إلى أن « مجتمعنا الفلسطيني يعاني من الافتقار لمراكز الرعاية المتخصصة لعلاج هذه الفئة وقلة الامكانيات المتاحة ».

ودعا الجهات المعنية إلى الزام الجهات ذات العلاقة بحماية حقوق مرضى التوحد ومتلازمة داون واتخاذ الإجراءات اللازمة لتمكينهم من حقهم في العلاج، وضرورة سن تشريعات ضرورية تحمي تلك الفئة من الإهمال والتهميش والضياع.

كما ودعا وزارة التربية والتعليم والصحة إلى انشاء وحدات خاصة مهمتها الاهتمام بالأشخاص المصابين باضطرابات التوحد ومتلازمة داون، مطالباً وزارة الشؤون الاجتماعية بتخصيص مبالغ مالية شهرية كافية لمصروفات العلاج.

من جانبه، أكد رئيس جمعية طيبة محمود الصوير أن هذه الورشة جاءت للالتقاء بالصحفيين والعمل على إطلاق حملة إعلامية لتأسيس مركز متخصص لأطفال التوحد على مستوى قطاع غزة، مشدداً على أهمية تضافر الجهود الاعلامية التي تصب في مصلحة هذه الشريحة المهمشة داخل المجتمع الفلسطيني.

وأشار الصوير إلى قلة أعداد المراكز المتخصصة في قطاع غزة التي تهتم بهذه الشريحة، وأن المراكز الموجودة جميعها ربحية، داعيا الصحفيين لإبراز هذه القضية في وسائلهم الاعلامية والترويج لجلب الدعم اللازم لإقامة مشروع يهتم في هذه الشريحة بدون مقابل.

ودعا إلى ضرورة تسليط الضوء الاعلامي على هؤلاء الاطفال ونقل معانتهم للحكومة والمؤسسات المحلية والدولية، والعمل على التركيز على قضاياهم بشكل اعلامي موسع.