خبر فلسطين والقدس وازمة التمثيل السياسي.. عنان نجيب

الساعة 12:02 م|12 ابريل 2017

لن نختلف كثيرا ان قلنا بان الساحة الفلسطينية بمختلف المجالات السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية و .... تعيش أزمه حقيقة تهدد الوجود للقضية الفلسطينة تتمثل بالفراغ بالوسط السياسي وانعدام أي مرجعيه فلسطينيه متفق عليها ولو ضمنا وهي ازمه لم يسبق لها مثيل بالتاريخ الفلسطيني الحديث والسبب الرئيسي لهذه الازمه يعود الي حالة الانغماس والغرق الغير مجدي في مشاريع التسوية ابتدا من اتفاقيه اوسلو واخواتها التي حولت السلطه الفلسطينيه الى شركة حراسه اسرائيليه حيث لا هم ولا غاية لهذه السلطه سوى الحفاظ على امن الكيان ولو كان على حساب امن واستقرار ولقمه العيش للفلسطيني المغلوب على امره ليس هذا فحسب بل ان هذا الفراغ السياسي وانعدام المرجعيه كان السبب الرئيسي في حالة الانقسام الحاصله على الساحه الفلسطينيه فاليوم نلمس ونعيش حالة غير معقوله من الفرقه والانسلاخ ليس فقط بين حماس وفتح ، فالشتات الفلسطيني مثلا تم التغافل والقفز عن وجوده وسلبه أي من المقومات الماديه والسياسيه التي كان يتمتع بها قبل وصول السيد ابو مازن لقياده السلطه ومنظمة التحرير وحركة فتح اضافه الى ما لحق مخيم اليرموك من تدمير حيث كان اليرموك بمثابة عاصمة الشتات الفلسطيني ونقطه انطلاق الفعاليات وبناء المواقف السياسيه والماديه الرافضه بالمطلق لاي تسويه لا تضمن حق اللاجئ الفلسطيني بالعوده الى ارضه ورفض مشاريع التوطين و التعويضات , وكذا ايضا فيما يتعلق بقطاع غزه المحاصر من قبل الاخوه والاشقاء قبل الاعداء فبالنظر بعجالة لسياسات سلطة رام الله المنتهجه حيال قطاع غزه نراها ذاهبة باتجاه فصل القطاع وسلخه عن الضفه الغربيه والتي كان اخرها ازمه اقتطاع 30% عن رواتب موظفي القطاع تحت مبرر الازمه الماليه واما الداخل الفلسطيني المحتل منذ عام 48 فهذه المناطق الفلسطينيه المحتلة منسيه اصلا من اجندات وحسابات السلطه الفلسطينيه ولا نبالغ ان قلنا بانها مشطوبة من حسابات منظمة التحرير بعد ان قبلت بمشاريع التسوية الاممية وما الحالة الوطنية  الحاضره بروح ووجدان اهلنا بالداخل فهي بمجهوداتهم ونضالاتهم لوحدهم و ليس لاحد من المكونات الفلسطينيه الرسيمة والفصائلية ايما فضل بها .

 

اما ان تكلمنا عن القدس فالحديث يطول وسنقف حائرين من اين نبدا بسرد الفجيعه التي تعيشها القدس جراء ازمه انعدام المرجعية القادرة على ايجاد أي برنامج وطني او مكترثة بالقدس بعيدا عن مصالحها فالمسجد الاقصى المبارك مثلا اصبح تدنيسه امرا اعتياديا والمخطاتات الصهيونية لتقسيمه على غرار المسجد الابراهيمي بالخليل لم تعد تسترعي اهتمام احد سوى المقدسيين الذي دفعوا بالعشرات من ابنائهم شهداءا  وبالمئات اسرى والجرحى دفاعا عنه وفي المقابل فقد تنازلت السلطة الفلسطينية عن حق الرعاية والوصاية عن المسجد الاقصى لصالح الاردن والذي بدوره يرتبط بمعاهدة سلام وتحالف اقليمي وتعاون اقتصادي جعل منه جسرا للتطبيع مع المشرق العربي افقد الاردن ايما موقف سوى الصراخ والعويل والاستنكار والشجب الذي اصبح حتى نادرا ما نسمعه رغم قطع الاحتلال لاشواط قياسيه في تقسيم الاقصى بل والتخطيط لهدمه واما عن حرب الاحتلال على نظام التعليم الفلسطيني بالمدينه فلحد اللحظه يتقدم الاحتلال باستراتجية ثابتة وواضحة المعالم تستهدف اسقاط العقل الفلسطيني بالقدس وحرف مفاهيم الصراع من صراع ارض محتلة الى مجرد نضال هامشي لتحسين شروط الحياة والتعايش مع الاحتلال واما عن سياسة هدم البيوت  وازمه السكن بالقدس لتهجير المقدسيين من القدس الى مناطق ما خارج الجدار كتوطئة لسحب هوياتهم مستقبلا فالماساة مستمرة بدون حلول واما عن تفشي المخدرات والبطالة والفقر وانتعاش فعاليات التطبيع والفساد الذي يفوق أي رقعة اخرى من الاراضي الفلسطينية الذي يدب كما السرطان بالمؤسسات الاهليه وشبه الرسمية فالقدس بنظرهم عبارة عن دجاجة تبيض بيضا من ذهب ومن المهم بقائها بحالة من الفوضوية ليتسنى لهم جني المزيد من البيض المقدس .


ان كل هذه الكوارث الجاثمة على صدورنا بالقدس لن نتقي اثارها المدمره الا اذا ما جلسنا كفلسطينين احرار واصحاب موقف تحت مظلة طاهرة نتفق فيها على اسس مشتركة وجامعة وما اكثرها وخرجنا منها ببرنامج وطني شامل يضمن لنا بالحد الادنى الحفاظ على ما تبقى لنا بمدينة القدس , وهذا لن يتحقق اذا ما بقينا كفلسطينين ننتظر من قيادة منظمة التحرير المترهلة خطوة بهذا الاتجاه كونها باتت لعبة خشبية تدار وفق منهج سياسي يتعارض مع طموحات وامال الشعب الفلسطيني الساعي لنيل حريته والانعتاق من الاحتلال , وهذا الحل ليس صعبا اذا ما كان هنالك ارادة حقيقية للتوافق بين القوى الحية والاصيلة بالشعب الفلسطيني بالداخل والخارج على انتخاب او التوافق على جسم قيادي يقود نضالات هذا الشعب المكافح العظيم ويلفظ من ثناياه تلك الاجسام المتطفلة التي تقتات على آلام واوجاع فلسطين وعاصمتها المحتلة.

 

كلمات دلالية