خبر زمن دونالد ترامب –بقلم : خالد صادق

الساعة 09:53 ص|10 ابريل 2017

فلسطين اليوم

بقلم : خالد صادق

مرة أخرى يصعد ترامب على حلبة المصارعة, يريد ان يوجه اللكمات المتتالية لخصومه, وينهي جولاته يالضربة القاضية, فهذا زمن ترامب الذي سيدته أمريكا على نفسها, وأصبح بفضل قوتها العسكرية المتحكم الرئيس في سياسة العالم, فهو اعتاد على ان يدير معاركه بعضلاته وليس بعقله, انه زمن ترامب الجديد الذي يؤسس لواقع جديد, وسياسة جديدة, وهيمنة جديدة, وسطوة وجبروت وهيمنة على طريقة «هولاكو» التتار.

ترامب يريد ان يمكن لـ «إسرائيل» وينهي الصراع في المنطقة لصالحها, وينهي عزلتها, ويفرض هيمنتها على المنطقة العربية برمتها, مستغلا حالة الضعف والترهل في المنطقة العربية, والسعي الرسمي العربي لإرضاء أمريكا وكسب وتأييد ودعم الإدارة الأمريكية بأي ثمن كان, بل وتقديم بعض الرسميين العرب رأس القضية الفلسطينية كقربان على مائدة الإدارة الأمريكية, لنيل ثقتها وكسب ودها.

غزة جزء من مخطط كبير يستهدف المنطقة العربية, وما تشهده اليوم من أزمات متلاحقة, يأتي ضمن سيناريو ومخطط وضعت فصوله بعناية فائقة, فانسحاب «إسرائيل» من غزة يمثل ضربة قوية لمشروع إسرائيل في المنطقة, ويقوض من دورها المرسوم أمريكيا ودوليا للسيطرة على المنطقة العربية والشرق أوسطية, فكان لا بد من تحرك عاجل وقوي, بدأ بحصار غزة وإدخالها في أزمات متتالية, خاصة بعد ان فازت حماس «المقاومة» في الانتخابات التشريعية وشرعت بإدارة الأوضاع في غزة والتحكم في المشهد السياسي.

اليوم دخلت غزة في اختبار صعب, وهى قادمة على محنة كبيرة, فقطع رواتب موظفي غزة, وإحالة الشباب للتقاعد, وتصدير الأزمات إليها, هي خطوات مدروسة بعناية وفق مخطط أمريكي إسرائيلي, وأداة التنفيذ هي السلطة الفلسطينية التي لا تملك من أمرها شيئاً, ومجرد وجودها مرتبط بتمرير مخططات الاحتلال والإدارة الأمريكية, وهى في حاجة دائمة إلى الدعم المادي وإضفاء الشرعية عليها.

ما تسعى إليه أمريكا وإسرائيل هو فرض الحل النهائي على السلطة الفلسطينية, وهذا يتطلب عودة السلطة لإدارة قطاع غزة بأي شكل كان, وان هذا الأمر أصبح حتميا وفقا لثلاثة سيناريوهات مقترحة إما بتصدير الأزمات الاقتصادية المتلاحقة والصعبة إلى غزة, وقد بدأت هذه السيناريوهات بقطع رواتب الموظفين أو تقليصها للحد الادني, وسيتبعها قطع لمخصصات اسر الشهداء والجرحى, وحتى المستفيدون من الشؤون الاجتماعية أصبحوا تحت التهديد, وزيادة أزمة الكهرباء مجددا, والتوقف عن دعم بعض الوزارات الرئيسية كوزارة الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية, لتزداد الأعباء على حماس التي تدير الأوضاع في القطاع.

الثاني يتمثل في اللجنة التي تم تشكيلها من قبل اللجنة المركزية ومهمتها التفاوض مع حماس على إنهاء الانقسام للخروج من أزمات غزة المتلاحقة, وذلك بتسليم القطاع بالكامل للسلطة الفلسطينية, ومن المفترض ان تنهي هذه اللجنة حواراتها مع حماس حتى الخامس و العشرين من الشهر الحالي، أي بعد عودة الرئيس عباس من واشنطن واجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, وما سيترتب عن هذا الاجتماع من قرارات.

ثالثا شن عدوان صهيوني جديد وحاسم على قطاع غزة, للسيطرة عليه وتسليمه للسلطة الفلسطينية, وهذا يتطلب دعما أمريكيا ودوليا وعربيا مطلقا لإسرائيل, واستطاع ترامب جلب هذا الدعم في وقت وجيز, وقد منح «إسرائيل» الضوء الأخضر لتفعل ما تشاء في القطاع, وتستخدم شتى أنواع الأسلحة في حربها على غزة.

علينا ان ننتبه نحن الفلسطينيون للقادم, فهذا زمن دونالد ترامب الذي لا يعترف إلا بلغة القوة, ولا تحكمه إلا المصالح والأهواء, وما يحدث هو تمهيد لفرض رؤية إسرائيل للحل النهائي, ومخطط يراد تمريره بقوة, وليس غزة عنه ببعيد, الأزمات الاقتصادية كلها أزمات مسيسة, وهذه مرحلة خطيرة في مسيرتنا النضالية تتطلب وحدة الموقف الفلسطيني, والتحرك الجماعي لمواجهة هذه المخططات, وتوعية الجماهير الفلسطينية بها, والعمل على تقوية الجبهة الداخلية وتمتينها, فمن اراد ان يلتحق بموكب الوحدة فأهلا به, ومن أراد ان يتخلف عنه, فلن ينتظره احد, شعبنا بحاجة لفتح وحماس, والجهاد الإسلامي, والشعبية والديمقراطية, وكل فصائل العمل الوطني, فإما ان نكون على قدر تحمل المسؤولية ونتحد ونتلاحم لمواجهة الإخطار, أو نترك شعبنا يواجه مصيره بالكيفية التي يراها, لأنه دائما يكسب الرهان, وينتصر لإرادته حتى لو تخلى عنه الجميع.

كلمات دلالية