حتى بائع على بسطة سجائر

خبر لطفاً .. « الدين ممنوع لموظفي السلطة »

الساعة 05:32 م|06 ابريل 2017

فلسطين اليوم

« لطفاً الدين ممنوع لجميع الموظفين »، عبارة كتبت بالخط العريض على يافطات وعلقت داخل المحالات التجارية من سوبرماركت، وبقالة، وصيدليات، حتى باعة السجائر المتجولين كتبوها على بسطاتهم، بعد مجزرة الرواتب التي ارتكبتها حكومة الحمدالله بحق موظفي السلطة في قطاع غزة، لمنع الإحراج مع الموظفين الذين اعتادوا على التعامل بالدين.

واشتكى عدد كبير من أصحاب البقالة والصيدليات من عدم مقدرة موظفي السلطة على سداد ديونهم الشهرية بسبب الخصومات الكبيرة على رواتبهم الشهر الجاري، الأمر الذي أدخلهم في أزمة لم تكن في حسبانهم.

وتسببت الخصومات الكبيرة على رواتب الموظفين، في حالات إغماء للمئات منهم من هول الصدمة، وحالة وفاة واحدة، وحالات طلاق.

يقول الموظف العسكري أبو محمد عبدالنبي لمراسلنا:« لم يتبق من راتبي سوى 300 شيقل فقط، بعد خصم القرض، والالتزامات للبقالة والصيدلية فقط 780 شيقلاً، وأمام الأزمة لم يستطع تسديد أحد. وأضاف، أن خبر الخصومات كان كالصاعقة وأدخله في حالة هستيرية نظراً لانه لن يستطيع تسديد ما عليه من التزامات، ولن يستطيع التعامل مع البقالة بالدين.

وأوضح، أنه توجه للبقالة وأبلغها بأنه لن يستطيع تسديد ما عليه من حساب 430 شيقلاً، فما كان من صاحب البقالة الى الرد عليه أن عليه التزامات للتجار ولن يستطيع التعامل معه مالم يسدده.

وقال: » أتفهم رد صاحب البقالة وهو على حق، لكن ما باليد حيلة، ولا أعرف ماذا أفعل؟. وأكد أن صاحب البقالة ذهب وكتب يافطة بالخط العريض « آسف.. ممنوع الدين لموظفي السلطة ».

وحال الموظف أبو محمد حال عشرات الآلاف من الموظفين البالغ عددهم أكثر من 50 ألف موظف، والتي تصل نسبة الحاصلين على قروض بنكية أكثر من 75% يعانون نفس المشكلة، ومنهم من عاد لمنزله يوم صرف الرواتب بعشرات الشواقل، وآخرين كان حسابهم مكشوف للبنك بالسالب.

والطريف أن أحد باعة السجائر المتجولين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، علق يافطة على بسطته « ممنوع الدين لموظفي السلطة ». الأمر الذي أثار السخرية مما وصل إليه حال الموظف جراء المجزرة التي ارتكبت بحقه من قبل حكومة الحمدالله.

في سياق متصل، أفاد موظفين أن عدد من حالات الطلاق وقعت، نتيجة العصبية الزائدة لدى الموظفين وانعكاسها على أسرهم، خاصة ممن لم يتبق لهم شيئاً من رواتبهم بعد خصم البنوك كامل قيمة القروض.

من جهة أخرى، أكد موظف في وزارة الصحة لمراسلنا، أن مئات الموظفين وصلوا المشافي بحالة انهيار عصبي وإغماء من صدمة اقتطاع الرواتب المفاجئة، وأن أحد الموظفين توفي جراء الصدمة التي أصابته.

وعلى مدار اليومين الماضيين يشهد الشارع الغزي حالة من الغليان ليس من الموظفين المنهوبة رواتبهم فحسب، وإنما من جميع أطياف الشعب، تضامناً معهم.

وعقدت حركة فتح اجتماعاً هاماً أمس في غزة، وطالبت رئيس السلطة محمود عباس رئيس حركة فتح، بإقالة حكومة الحمدالله وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإعادة ما تم اقتطاعه من رواتب الموظفين.

ويمثل راتب موظف السلطة العمود الفقري للاقتصاد في غزة، حيث تنشط الأسواق والمحال التجارية مجرد صرف الرواتب، إلا أن هذا الشهر كان مختلفاً تماماً حيث البنوك التي يحصلون على رواتبهم منها كانت خالية، نظراً لأن الغالبية العظمى من الموظفين لم يتبق لهم شيئاً من الراتب.

وحذر اقتصاديون ورجال أعمال، من أن الخصومات على رواتب الموظفين ستلقى بضلالها على كامل الدورة الاقتصادية في قطاع غزة، وطالبوا الرئيس عباس بالتراجع الفوري عن قرار الخصم، وإعادة صرف ما تم خصمه للموظفين.



لطفاً

كلمات دلالية