خبر وكالة الغوث ودورها التآمري على المناهج الفلسطينية.. محمد أبو لبدة

الساعة 06:43 ص|05 ابريل 2017

بقلم: محمد أبو لبدة

بات من الواضح أن استهداف مناهج التدريس الفلسطينية لم يعد يقتصر على دولة الاحتلال وحليفتها الاستراتيجية الولايات المتحدة الأميركية بادعاء انه يحرض على مناهضة اسرائيل مما يؤدي الى تنفيذ عمليات ضدها خاصة من قبل الفتية والشبان والفتيات من طلبة المدارس والجامعات.

وقد جاء هذا الاستهداف هذه المرة من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، « الاونروا » حيث حاولت وتحاول تحت ستار الحيادية احداث تعديل او تغيير او حذف بعض الكلمات والجمل داخل المناهج التعليمية بما يمس القضية الفلسطينية والتاريخ والهوية الوطنية والبعد الوطني.

فقد ارسلت الرئاسة العامة لوكالة الغوث في عمان للمقر الاقليمي في قطاع غزة نشرات خاصة تحتوي على تفاصيل لحذف وتعديل بعض الموضوعات التي يتم تدريسها في مساقات (التربية الاسلامية، الرياضيات، التنشئة الوطنية، اللغة العربية، التاريخ وغيرها) وللصفوف من الأول حتى الرابع الاساسي الفصل الدراسي الثاني من العام الجاري كمرحلة اولى والمرحلة الاعدادية والثانوية كمرحلة ثانية.

ومن بين التغييرات والحذف والتشويه الذي تحاول وكالة الغوث ادخاله على المناهج التعليمية ما يلي:

١- اعتبار حق الشعوب في مقاومة الاحتلال بمختلف انواعها وخاصة السلمية منها بأنها أعمال عنف.

٢- الغاء ذكر القضايا السياسية التي تتعلق بالثوابت الوطنية، المتمثلة بحق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

٣- عدم اظهار القدس كرمز للفلسطينيين كونها عاصمة ابدية فلا اسم لها ولكنها مدينة للديانات الثلاث.

 

٤- عدم التطرق للحواجز العسكرية الاسرائيلية التي تمنع الفلسطينيين من الوصول لمدنهم والطلبة لمدارسهم في الأوقات اللازمة وكذلك العمال لأماكن عملهم...الخ...

٥-حذف اي نص يتعلق بالممارسات الاسرائيلية الاحتلالية بحق شعبنا كجدار الفصل العنصري والاستيطان وهدم المنازل والقتل اليومي للمواطنين والاعتقالات وغيرها من الانتهاكات التي لا تعد ولا تحصى.

٦- عدم وجود ذكر للمعتقلين والمعتقلات والأسرى والأسيرات وليوم الأسير الفلسطيني.

٧- التعديل يشوه قضية اللاجئين ويظهرها بأنها قضية قرار جماعي دون التلميح أو ذكر للمجازر والمذابح التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني من قبل العصابات الصهيونية.

٨- استقطاع منطقة الأغوار من خريطة فلسطين التاريخية.

٩- إحداث تعديل خطير في كلمة أسير حيث قامت الوكالة بحذف حرف السين واضافة حرف الميم فأصبحت كلمة أسير أمير في محاولة يائسة لطمس معالم ونضالات الشعب الفلسطيني واستبدالها بهذه الكلمة لغزو فكر الاطفال ومسح الذاكرة الوطنية من أدمغتهم.

١٠ حذف أحرف الفاء واللام والسين من خريطة فلسطين التاريخية واستبدالها بكلمة يقطين.

ان هذه التعديلات والحذف تهدف في حال تمريرها الى ما يلي:

١- طمس وتذويب الهوية الوطنية الفلسطينية.

٢-طمس حقوق الشعب الفلسطيني خاصة حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها تحت قوة السلاح والإرهاب والقتل.

٣-النيل من الثقافة الوطنية الفلسطينية.

٤-طمس وتزوير التاريخ الفلسطيني والعربي في فلسطين.

٥-طمس معالم القضية الفلسطينية وصولاً إلى محاولات تصفيتها كما تفعل الوكالة حالياً بتقليص خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين في محاولة لتصفية هذه الخدمات نهائيا تحت ذريعة النقص في الميزانية.

٦-النيل من العقل الفلسطيني المتمسك بحقوقه الوطنية وقيمه الدينية والإنسانية والحضارية.

٧-تشويه صورة النضال الوطني الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال.

٨-التساوق مع سياسة الاحتلال الإسرائيلي الرامية الى طمس الهوية الوطنية الفلسطينية وتزوير التاريخ والتراث والحضارة الفلسطينية والعربية والإسلامية.

٩- استهداف البعد الوطني في المناهج التعليمية وتشويهها.

١٠ - تجاوز وكالة الغوث للأهداف التي أنشئت من أجلها والمتمثلة بتقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين لحين عودتهم الى ديارهم.

١١- محاولة الوكالة تجاوز الاتفاقات مع الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين والتي تنص على التزام مدارس وكالة الغوث بتعليم المناهج التعليمية لهذه الدول بما في ذلك اتفاقها مع منظمة التحرير بهذا الخصوص.

انه من خلال ذلك تتضح المؤامرة التي تقوم بها وكالة الغوث ضد المناهج التعليمية الفلسطينية حيث أن عدد التعديلات والتحريفات التي تسعى الى ادخالها لهذه المناهج بلغت ٥٨ تعديلا وتحريفا حاولت تمريرها والزام المدرسين بها من خلال تهديدها لكل من لا يلتزم بها بتحويله الى التحقيق وصولاً للفصل النهائي من الخدمة اذا اقتضى الامر ذلك.

صحيح ان هناك ضغوطات على وكالة الغوث من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الاميركية خاصة بعد فشل إسرائيل دولة الاحتلال في تسويق ادعاءاتها واتهاماتها للمناهج التعليمية الفلسطينية بالتحريض ضدها، فقد رفضت العديد من الدراسات التي جرت على المناهج الفلسطينية الادعاءات والاكاذيب الإسرائيلية الأمر الذي دعاها هي وأمريكا الى الضغط على وكالة الغوث لتمرير التحريفات الـ ٥٨ على المنهاج الفلسطيني.

 

إننا مع الاحتجاجات التي تجري في الضفة والقطاع ضد هذه التحريفات التي جاءت تحت ادعاء الحيادية والتي أفشلت مع تمسك وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية بالمناهج الفلسطينية التي وضعها خبراء استنادا للقوانين الدولية وبعد الإطلاع على المناهج التعليمية في العديد من دول العالم.

وقد أدت الاحتجاجات والتصريحات وعدم الرضوخ لهذه التعريفات إلى تراجع وكالة الغوث عنها، وفقا لما ذكره الدكتور زكريا الاغا رئيس دائرة شؤون اللاجئين وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بهذا الخصوص، إلا أن ذلك لا يعني ان تراجع « الاونروا » هذا سيكون نهائيا وأمام الضغوطات الممارسة عليها ستحاول مرة اخرى بل مرات اخرى تمرير هذه التحريفات في محاولة للوصول الى تصفية قضية اللاجئين وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية.

ومن هنا فمن واجب الجهات الفلسطينية المسؤولة عدم الرضوخ لأية ضغوطات مهما كان نوعها خاصة وان المؤامرات التصفوية ستستمر وبأساليب مختلفة وستطال كافة المجالات.

كلمات دلالية