خبر ثلاث ثلاثيات للحركة الصهيونية... علي عقلة عرسان

الساعة 02:29 م|04 ابريل 2017

فلسطين اليوم

الحركة الصهيونية صاحبة أكبر ثلاث ثلاثيات. من الكذب الصُّراح، والافتراء القبيح، وتشويه الحقائق والوقائع والتاريخ. والمضحك المبكي، أو المدهش العجيب، أن كثيرين في العالم يصدقون ذلك، ويبنون عليه، ويتعاملون معه بوصفه حقائق لا يأتيها الباطل من أي من جوانبها واتجاهاتها؟! وتُحمى بسياسات، وإعلام وقوانين، والأنكى من ذلك أنه يعاقب عقوبات رادعة، وفي دول أوروبية وفي الولايات المتحدة الأميركية، من يقارب تلك الوقائع بالبحث، ليصحح أو يناقش.. فحرية التفكير، والتعبير، والبحث العلمي هنا ليست ممنوعة فقط، بل تعرِّض صاحبها للسج، وربما للقتل.. ولم يكن روجيه غارودي، ولا الأب بيير في فرنسا وحدهما نماذج على ذلك، بل هناك آخرون، منهم سويسريون، سُحِبت منهم شهادات الدكتوراة التي حصلوا عليها، لأنهم قاربوا تلك المواضيع، التي يمنع مقاربتها منعاً باتاً. بينما يُسمح بتضخيم قصاصة ورق، كتبتها طفلة يهودية، لتصبح وثيقة تاريخية، تحتفي بها المجامع العلمية، ومراكز البحث، وتوضع في المتاحف.. فقط لأنها ليهودية أو يهودي، عثر عليها بعد سبعين سنة من الحرب العالمية الثانية، ومن ثم تدخل عالم « أكاذيب اليهود »، ذلك العالم الذي ألغى من الذاكرة أكثر من خمسين مليون ضحية، من ضحايا الحرب العالمية الثانية، لكل منها « يد وإسم »، وأسرة وتاريخ، وصفة إنسان.. ممن قضوا في تلك الحرب القذرة.. وتم ذلك الإلغاء، أو المحو، ليحتل الذاكرة ضحايا يهود فقط، وليزاد في عددهم كل يوم.؟! نحن ندين النازية، ومذابح هتلر، ونحن من ضحايا ذلك، بحكم نكبتنا بالصهيونية..  ونحن مع معاناة كل الشعوب التي عانت على يد الفاشية، والنازية، والعنصرية.. ولا ننكر وجود ضحايا يهود في تلك الحرب. ولكن لا يقبل العقل ولا الضمير، أن يصبح ذلك وحده عنوان العالم ومأساته، فهناك كثير من الشعوب عانت وتعاني من ويلات تلك الحرب، ومن ويلات كل الحروب.. وهناك شعوب وبلدان تكدح وتدفع للصهاينة على الخصوص، تحت تأثير الثلاثيات السمجة للحركة الصهيونية، ويتم ذلك منذ عشرات السنين، وهناك شعب فلسطيني كان مصابه وما زال فادحاً، بسبب ذلك.. حيث أُخذ منه وطنه بالإرهاب الصهيوني، وما زال قيد المذبحة الصهيونية، منذ أكثر من سبعين عاماً، وفي كل يوم له معاناة وضحايا ومعذبون، وفي كل يوم يتم الاستيلاء على أرض مما تبقى له من أرضه، ويُقتل أفراد من أبنائه، ويُحرَق بعضهم أحياء في الغابات، أو في بيوتهم وهم نيام، وتُدَنَّس مقدَّساته، 7 من ممارسة حقوقه، حتى حق العبادة من تلك الحقوق، وحق رفع اسم الله في أذان، هو جزء من فريضة الصلاة لدى المسلمين، يمنَعُ منه. ويتم الاستيلاء على أرضه لإقامة مستوطنات « يسمونها شرعية » لليهود، على حساب أصحاب الأرض والوطن والتاريخ، وأخر ذلك كان مستوطنة في الضفة الغربية قبل أيام، لمن كانوا قد احتلوا « عمّونة » من اليهود، وأقاموا فيها بلا وجه حق. ومن عجب وأسف، أن يسمي العالم، ومعه عرب وفلسطينيون، أن يسميَ بعض المسوطنات الصهيونية التي يقيمها الاحتلال « شرعية »، وأخرى غير شرعية.. في حين كلها اغتصاب يتم بالإرهاب، ولا شرعية لمحتل، فكيف يسمى اغتصابه للأرض، وإرهابه للشعب « شرعياً »؟! أَلأن القوة هي صاحبة النطق باسم الحق، وبجعل الباطل حقاً؟!

وعود إلى البدء نقول، بشأن الصهيونية وثلاثياتها الثلاث المقرِفة.. إن تلك الثلاثيات السمجة، التي يقبلُها العالم، ويُقبِلُ عليها، ويتعامل معها منذ عشرات السنين، ويردِّدها من دون ملل، هي:

أولاً: ثلاثية الأساطير المؤسسة للصهيونية، كما سماها الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي.. وهي أكبر ثلاثة أساطير قامت عليها دولة العنصرية والإرهاب « إسرائيل »، وابتزّت بها العالم، وهي:

١ - وعد الرّب لليهود بأرض كنعان، « أي بعقارات في فلسطين العربية »؟! وكأن الرب - جل جلال الله - سمسار عقارات، يتصورونه على نمط التجار اليهود الكارهين لسواهم من بني البشر، بسبب من توطد جشع وحقد فيهم، وأنموذجهم الأشهر « شايلوك » تاجر البندقيّة، شخصية شكسبير الخالدة.

٢ - أن اليهود هم « شعب الرّب المختار »؟! وكأن الرّب الخالق لا يحب كل خلقه، ولا يساوي بينهم، ويصنفهم على نحو عنصري، هذا حبيب، وهذا قريب، وذاك بعيد، أو مُبعد، أو مستبعَد؟! فيا له تصوّر سقيم وعقيم وغريب ومريب مقيم، عن الخالق جلّ وعلا، الذي كل البشر أمامه سواسية، وهو العدل والإنصاف والرحمة، رب العالمين.؟!

٣ - أمّا ثالثة هذه الثلاثية الأولى، وهي كبراهن.. فهي « المحرقة »، ستة ملايين يهودي قضوا على يد النازية في غرَف الغاز، أي في ما يسمونه « الشّّوا = الشواه ». وقد زرت « أوشفيتز »، و« بوخنفالد »، ورأيت بعض ما يُسمّى محارق.. وهي أربع مسارات حديدية قصيرة متحركة، يتسع الواحد منها لجسد واحد، وأكثر ما كانت تُستخدَم لحرق الجثث التي تحمل وباء، أو تلك المتعفنة بشكل ما، أما غرف الغاز فلم أرها، لكنني قرأت تقارير عنها، ومنها ماكتبه بول راسنييه في كتابه « دراما اليهود في أوروبا »، كتاب من ثلاثة مجلدات، مُنع تداوله في فرنسا، وتُرجم للعربية بتكليف مني، تحت عنوان « خديعة القرن العشرين »، نشره اتحاد الكتاب العرب بدمشق.

إنني ممن لا ينكرون « المحرقة »، وممن يستنكرون كل عذابات البشر، ومنهم يهود، على أيدي النازيين أو غيرهم.. ولكنني ممن يرفضون التهويل والتزوير والتشويه، وأن تصبح مذبحة « كشنييف » على سبيل المثال، وهي « أعمال شغب معادية لليهود حدثت في كيشينيف (كيشيناو) عاصمة محافظة بيسارابيا في الإمبراطورية الروسية.. أن تصبح من أكبر المذابح اليهودية في روسيا القيصرية، ولم يتجاوز عدد ضحاياها ١٦ شخصاً؟! بينما ضحايا قرية قِبية، أو نحالين، أو دير ياسين، في فلسطين المحتلة، تلك التي تمت على أيدي الإرهابيين الصهاينة، بلغت ما بين ٥٤ إلى ٦٥ لكل منها، هذا عدا ما هو أضخم وأكبر من الإجرام اليومي المستمر، أعني ترحيل أكثر من نصف شعب فلسطين من أرضه التاريخية، وسرقة وطنه.

ثانياً: أمَّا الثلاثية الثانية، فهي ثلاثية للخداع والابتزاز، والتخويف، وكلها أسلحة بيد » اللوبيات" الصهيونية، وتتألف

كلمات دلالية