ستلحق "القبة الحديدية"

خبر المقاومة ستُحَولُ « العصا السحرية » إلى « خُرْدة »

الساعة 03:55 م|03 ابريل 2017

فلسطين اليوم

في الوقت الذي تدشن فيه « إسرائيل » منظومة « العصا السحرية » الإسرائيلية المضادة للصواريخ متوسطة المدى، وتسوّقها على أنها إنجاز تكنولوجي كبير سيحميها من كل هجوم صاروخي محتمل، يجمع محللون عسكريون على عدم جدوتها في مواجهة صواريخ المقاومة اللبنانية والفلسطينية.

ويرى المحللون العسكريون، أن توقيت الإعلان عن دخول « العصا السحرية » في الخدمة يحمل دلائل عدة، تتعلق بالهدف من المنظومة والإعلان عنها، إذ تأتي في ظل تواصل تحقيقات الفساد مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وفي ظل الإخفاقات المتكررة التي مُنيَّ بها جيش الاحتلال في الحروب الأخيرة، والتي وثقها تقرير مراقب الدولة الذي بحث أسباب الفشل في حرب صيف 2014.

وكان جيش الاحتلال دشَّن بعد ظهر أمس الأحد « العصا السحرية » في قاعدة حاتسريم العسكرية جنوب فلسطين المحتلة، وتهدف هذه المنظومة إلى اعتراض صواريخ متوسطة المدى، وزعم نتنياهو خلال حفل التدشين « أن هذا النظام الدفاعي سيحمي إسرائيل من كل هجوم صاروخي محتمل ».

الخبير العسكري واصف عريقات، يرى أن منظومة « العصا السحرية » لا تعدو كونها فزاعة، تحمل في طياتها العديد من الرسائل الموجهة إلى الجبهة الداخلية في ظل الأزمات التي تعصف برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مشيراً إلى أنها محاولة من قبل نتنياهو لتصدير أزماته الداخلية.

وقال عريقات لـ« فلسطين اليوم »: غالباً عندما تتعرض القيادات « الإسرائيلية » لأزمات داخلية تلجأ إلى إيجاد فقاعة لشد انتباه الجبهة الداخلية، مثلما حصل الأمر عند الإعلان عن القبة الحديدية، مضيفاً « من الناحية الوظيفية والعملية المنظومة فارغة المضمون والفعل ».

وأضاف: الإعلان عن المنظومة كان موجه للجبهة الداخلية الإسرائيلية، وللمعارضين لحكومة نتنياهو.

 وبيَّن عريقات، أن المقاومة الفلسطينية واللبنانية قادرة على التغلب على المنظومة من خلال نقاط ضعفها والثغرات الموجودة فيها، مستشهداً بفشل « القبة الحديدية » في مواجهة صواريخ المقاومة في الحروب الثلاثة مع قطاع غزة.

الخبير يوسف الشرقاوي، اتفق مع سابقه في عدم جدوى فعالية منظومة « العصا السحرية » في مواجهة صواريخ المقاومة، ويرى أنها عبارة تطوير للقبة الحديدية التي فشلت مؤخراً في التصدي لصواريخ المقاومة.

ويقول الشرقاوي: المنظومة لن يكون لها تأثير كسابقها من التقنيات العسكرية « الإسرائيلية » التي تغلبت عليها المقاومة، مشيراً إلى أنها تأتي في إطار التهويل « الإسرائيلي »، والذي يُراد من ورائه تطمين الجبهة الداخلية التي هي الحلقة الأضعف في الكيان « الإسرائيلي »، خاصة أصحاب رؤوس الأموال الذين يخشون على أعمالهم في فلسطين المحتلة بسبب الحروب.

وبيَّن أن إحدى الرسائل من وراء الإعلان عن المنظومة موجهة للمقاومة الفلسطينية، وأن « إسرائيل » قادرة على إسقاط الصواريخ طويلة المدى، خاصة أنها تأتي بعد إخفاقات عديدة في حروب الاحتلال ضد المقاومة التي استطاعت دَكْ البلدات والمدن المحتلة عام 1948.

وفي السياق، قال المحلل العسكري في صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الاثنين، عاموس هرئيل « إن منظومة العصا السحرية لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى لن تلبي الهدف المطلوب باعتراض كل الصواريخ التي سيتم إطلاقها ».

وأكد أنه في حالة إطلاق عدد كبير من الصواريخ المتوسطة المدى دفعة واحدة فستكون العصا السحرية عاجزة أمام تلك الصواريخ، قائلاً: إن دخول « العصا السحرية » للخدمة تطور كبير، لكنه لا يشكل حماية مطلقة.

وأضاف هرئيل: إن التحدي الكبير لهذه المنظومة يبقى بكيفية معالجة كميات كبيرة من الصواريخ التي يمكن أن تطلق على « إسرائيل » في آنٍ واحد.

من جانبه، قال مسؤول الدفاع الجوي في سلاح الجو الإسرائيلي تسفيكا حايموفيتش لصحيفة (تايمز أوف إسرائيل) -الشهر الماضي قبل تشغيل النظام- إنه مع توسيع العصا السحرية لإمكانيات الجيش ذلك « ليس كافيا على الإطلاق »، مضيفاً « أنها ليست منظومة سحرية ».

يذكر أنه وبعد الحرب الأخيرة على غزة قال موقع « واللاه » العبري، « إن منظومة الصواريخ الدفاعية »القبة الحديدية« فشلت في تحقيق نجاح عالمي رغم التسويق العالي لها حول العالم ».

وأشار الموقع إلى أن جيش الاحتلال « الإسرائيلي » عمل على التسويق عالميا لـ« القبة الحديدية » من أجل شرائها، إلا أنها لم تلق القبول وفشلت من الناحية التسويقية، ولم تجد من يسارع لشرائها، رغم تأكيدات وزارة الحرب « الإسرائيلية » بنجاح هذه المنظومة.

كلمات دلالية