قراءة في وثيقة حماس الجديدة

خبر الأقطش: حماس ستسيطر على المنظمة قريباً وفتح غير قادرة على قيادة المرحلة القادمة

الساعة 02:21 م|03 ابريل 2017

فلسطين اليوم

رأى الدكتور نشأت الأقطش أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، أن وثيقة حركة حماس الجديدة التي نشرتها قناة الميادين الفضائية، تختلف بدرجة 180 درجة عن ميثاق حركة حماس 87. موضحاً ان هذه الوثيقة هي بمثابة برنامج سياسي مطعم بألفاظ دينية خلافاً للميثاق السابق الذي كان ميثاق ديني فيه أفكار سياسية.

وقال الأقطش في حديث خاص لـ « فلسطين اليوم »، إن حركة حماس اليوم تتحضر للدخول للمجتمع الدولي كحركة سياسية وليس دينية.

وأضاف، أنه إذا نظرنا إلى أرض الواقع، سنجد أن حركة حماس منذ دخولها الانتخابات عام 2006، لم تعد حماس التي أصدرت ميثاق 87، بمعنى أن سلوك حماس على الأرض يختلف تماماً عن ميثاقها 87، لذلك كان لابد من تعديل الأفكار للتناسب مع الواقع اليوم.

حماس انقلبت على الإخوان في انطلاقتها 87

وعن خلو الوثيقة من ذكر « الإخوان المسلمين » في أي بند من بنودها، قال الأقطش:« بما أن حماس تتحضر للدخول للمجتمع الدولي ودخول مرحلة سياسية جديدة، هي فصلت نفسها عن الإخوان.

وأضاف، قائلاً: » سأقول معلومة مسؤول عنها وللتاريخ، « وهي أنه عندما انطلقت حركة حماس كانت انقلاب على الإخوان المسلمين، ولم تكن بالتوافق مع الإخوان المسلمين، بمعنى أن سلوك الاخوان كان ضد إطلاق حماس في هذه المرحلة »؛ ولكن عندما نجحت حماس وحُوصرت عام 2006 عاد التوافق بين الإخوان وحماس، والدعم الأساسي كان لها من الإخوان بالدرجة الأولى والنظام الإيراني ثم تركيا، ثم فتحت الأبواب، ولولا تنظيم الإخوان في 2006 لسقطت حماس. بالتالي اللحمة بين الاخوان وحماس عادت بينهما عام 2006.

وأوضح، أن الوثيقة لا تعتبر انفصال حماس عن الإخوان، لأن حماس أصلاً لم يكن انطلاقها بالتوافق مع الإخوان، بل كان انقلاباً عليهم وعلى إرادة الشيوخ الكبار في الإخوان المسلمين. بالتالي لا يمكن أن نقول أن هذه الوثيقة هي انقلاب على الإخوان. مشيراً إلى أن حماس هي حركة سياسية فلسطينية، وهي اليوم تعلن عن نفسها كحركة سياسية فلسطينية وليست ذراع من الإخوان المسلمين ولم تكن في يوم من الأيام ذلك. كما قال.

الجديد في حماس قبولها رسمياً بدولة في حدود 67

وأشار، إلى أن الجديد في الوثيقة هو اعلان حماس قبولها دولة فلسطينية في حدود 67، وهذا هو بمثابة سياسة بامتياز وإذا نظرنا لما جاء في الوثيقة المنشورة فهي تتحدث في أكثر من نقطة على الأقل في ثلاث مواضع نقبل دولة في حدود 67، ولكن هذا لا يعني التنازل عن الأجزاء الأخرى من فلسطين، هو كلام سياسي منمق، وليس أيدلوجيا لأن أيدلوجيا لدى الإخوان المسلمين هي تعتبر حدود فلسطين من النهر إلى البحر.

وأضاف، أن حماس السياسية اليوم هي تلحق بمنظمة التحرير وأفكارها وتقبل بدولة 67 دون الاعتراف بإسرائيل ودون أن تقر بأن هذه أرض لليهود.

حماس تُهيأ للدخول في مرحلة جديدة

وعن إمكانية قبول المجتمع الدولي لحركة حماس، أعرب الدكتور الأقطش عن اعتقاده أن حركة حماس تُهيأ للدخول إلى مرحلة جديدة، قد تكون دخول منظمة التحرير الفلسطينية، خاصة أنها أشارت بوضوح أن المنظمة هي الممثل الشرعي للفلسطينيين في الداخل والخارج؛ وقد يكون مدخل للدخول في اتفاق مع « إسرائيل »، مع الأخذ في عين الاعتبار رسالة طوني بلير تبقى في الأفق وما عرض على حماس شيء لا يجب المرور عنه مرور الكرام، بالتالي اعتقد أن حماس تتهيأ للدخول في مرحلة جديدة.

وحول قبول الوثيقة فلسطينياً وسياسياً من قبل الفصائل الفلسطينية، قال:« فلسطينيا نعم مقبولة، وسياسيا نعم مقبولة، لأن حماس الآن لم تعد حماس 87 التي تفجر الباصات وليس لديها ما تخسره، اليوم حماس حركة تحكم قطاع غزة ومسؤولة عن ماء وكهرباء وعن معيشة 2 مليون فلسطيني، وبالتالي لم تعد حماس التي نعرفها في 2002 بالتفجيرات، اليوم حماس هي حركة مسؤولة عن شعب وبالتالي هذا التغيير لا بد منه، أو عليها أن تحقق انتصاراً عسكرياً وهو أمر غير ممكن. وبالتالي ليس أمامها إلا هذا الخيار.

فتح ستعتبر حماس بعد الوثيقة منافس لها لأول مرة

ورأى، أن حركة فتح ستعتبر حركة حماس اليوم بعد الوثيقة منافس حقيقي لأول مرة، ، لأنها تعترف وتقر بمنظمة التحرير الفلسطينية وترغب بالدخول فيها، وهي تريد الدخول للمجتمع الدولي بالتالي من حق فتح أن تخشى على قيادتها للمنظمة، لأن حماس تتأهب للسيطرة على المنظمة وربما أبعد من ذلك، بتوقيع اتفاقية مباشرة مع اسرائيل، »دويلة في غزة« وهذه أفكار مطروحة وهذا ملف طرحه بلير على حماس.

وبشأن تعريف حماس لفلسطين بأنها من نهر الأردن شرقاً وحتى البحر غرباً ومن رأس الناقورة شمالاً وحتى أم الرشراش جنوباً، أوضح د. الأقطش أن هذا كلام إنشاء، لأنها ذكرت في أكثر من موقع فلسطين التاريخية لا تنازل عنها؛ لكن هناك عبارة صريحة وهي قبولها بدولة في حدود 67، وهذا يسمى بالإنجليزية تنازل أو تبادل أو توافق، مؤكداً أن حماس اليوم حركة تقوم بعملية توافق لأبعد درجة ممكنة.

حماس مهيأة لكل الخيارات

في نفس السياق، رأى الدكتور الأقطش أن حماس تحضر لهذه الوثيقة منذ أشهر، ونجاح يحيى السنوار في الانتخابات وقيادته الحركة في قطاع غزة، والإعلان عن وثيقة سياسية بامتياز تحاكي مبادئ منظمة التحرير وتعترف بدولة في حدود 67، يدلل على أن حماس مهيأة لكل الخيارات إحداها قيادة منظمة التحرير والسيطرة على الوضع الفلسطيني كافة، لأن المنظمة تتآكل وحركة فتح تتهاوى وخلافاتها كثيرة، إضافة إلى أن حركة فتح لم تستطع أن تقود في المرحلة القادمة لأن خلافاتها ستصل حد الاشتباك. مشيراً إلى أن حماس اختارت التوقيت المناسب للإعلان عن نفسها حركة سياسية وليست الدينية.

أفكار حماس طرحت عليهم من قبل الأتراك

وعن مدى إمكانية نجاح حماس في أن تسيطر على منظمة التحرير، قال د. الأقطش لمراسل فلسطين اليوم عبر الهاتف، »كما أسمعك تتحدث معي، حماس قادمة إلى قيادة الشعب الفلسطيني وقريباً جداً، والوثيقة الجديدة هي وسيلة لها، لافتاً إلى أن حركة حماس كانت مصنفة إرهابية لدى الأمريكان، والأفكار التي تطرحها اليوم طُرحت عليهم من قبل الاتراك بأن يقبلوا بحق « إسرائيل » بالوجود ونحن نضمن لكم الدخول للمجتمع الدولي، وأن حماس تأخرت عن ذلك 10 سنوات.

مصر معنية بالتقارب مع حماس

وحول إمكانية أن تلعب الوثيقة دوراً في التقارب بين حماس ومصر، قال:« إن ربط الأمور بالخلاف الحمساوي المصري له أوجه وله أسباب، وباعتقادي علاقة حماس بالإخوان ليست سبب الخلاف بين الجانبين. مضيفاً أن العلاقات الحمساوية المصرية تحسنت مؤخراً ليس لأن مصر أصبحت تحبها، ولكن لأن مصر على خلاف مع الرئيس محمود عباس اليوم.

ورأى أن مصر اليوم تبتعد عن السلطة الوطنية وتقترب من حركة حماس، وهي بحاجة اليوم للتقارب أكثر مع حماس، لأن إسرائيل معنية بعقد اتفاق مع حماس.

وأشار إلى ان تصريحات أفيغدور ليبرمان وزير الحرب الإسرائيلي المتعجرف، يقول نحن لم نقتل فقهاء وغير معنيين في المواجهة مع حماس، وهذه لهجة »إسرائيلية« غير معهودة، لأن »إسرائيل« كانت تقتل ولا تكترث، وهذه المرة إسرائيل معنية بعدم مسؤوليتها عن اغتيال فقهاء، متسائلاً منذ متى كانت »إسرائيل« تعلن أنها تقتل أو لم تقتل؟. مؤكداً أن إسرائيل لا تهتم دائماً لذلك ولكن هذه المرة يعبر تنصل إسرائيل رسمياً عن جريمة فقهاء بأنه يعبر عن مرحلة جديدة نعيشها.

وخلص د. الأقطش في نهاية حديثه إلى أن حركة حماس هي لاعب أساسي وقوي بالتالي مصر ستقترب منها لأن »إسرائيل" تريد اتفاقاً مع حركة حماس.

كلمات دلالية