خلال يوم دراسي لقسم علوم التأهيل في اليوم العالمي لطيف التوحد

خبر الكلية الجامعية تستعرض أعراض الإصابة بظاهرة التوحد وأساليب الكشف المبكر

الساعة 11:07 ص|03 ابريل 2017

فلسطين اليوم

نظم قسم علوم التأهيل في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية يوما دراسيا بعنوان نعم لنفهم، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لطيف التوحد، حيث انطلق بحضور ومشاركة كل من السيد محمد اليازوري رئيس القسم، السيد ناصر غانم رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي، وعدد من الخبراء والمختصين والمهتمين والعشرات من الطلبة.

وفي بداية اللقاء رحب السيد ناصر غانم بالحضور، وأكد أن هذا اليوم الدراسي يأتي في سياق الأنشطة والفعاليات المتنوعة التي ينظمها قسم العلوم التأهيل لخدمة طلبته في مختلف الاختصاصات وتوعيتهم بمفردات الدراسة من خلال مواكبة الاحداث العالمية للفئات التي تستهدفها اختصاصات الدراسة، مقدما شكره الجزيل لكل من شارك وساهم في إنجاح هذه اللقاء العلمي المتميز.

وذكر غانم أن ظاهرة التوحد تمثل مجموعة من الاضطرابات العصبية التي تسبب مشكلات في المهارات التواصلية والاجتماعية والعاطفية، فضلا عن ظهور أنماط سلوكية غريبة ومحدودية في الاهتمامات لدى الحالات المصابة، مشيرا إلى أن أعراض التوحد تختلف من حالة وأخرى وبالتالي فإن التصنيفات تختلف من طفل لآخر.

وخلال مشاركته أفاد السيد مروان البنا من وزارة التربية والتعليم العالي أن أحد أهم مقاييس الحكم على أي نظام تربوي هو مدى اهتمامه بجميع فئات الطلبة سواء منهم العاديون أو غير العاديين ومنهم الطلبة ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة بفئتيهم المتفوقون عقليا وذوي الإعاقة، منوها إلى أن الوزارة أولت هاتين الفئتين اهتماماً كبيراً ونفذت لهما العديد من البرامج سواء على الجانب التربوي او التأهيلي او النفسي.

وعدد البنا أهم الإنجازات التي تقدمها دائرة التربية الخاصة بالوزارة لمساعدة الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة على تنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن وتحقيق شخصيتهم ومساعدتهم على التكيف والانخراط في المجتمع، ومن ضمنها غرفة المصادر، وهي غرفة صفية ملحقة بالمدرسة العادية تكون مجهزة بما يلزم من وسائل وألعاب تربوية وأثاث مناسب ويعمل فيها معلم تربية خاصة، مدرب تدريباً خاصاً للعمل مع الطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلم.

من جانب آخر ذكرت السيدة ختام أبو شوارب من برنامج غزة للصحة النفسية أهم الأدوار والخدمات التي يقدمها البرنامج لصالح العاملين مع الأطفال ذوي اضطراب التوحد وأسر هؤلاء الأطفال، وتوفيره برامج تدريبية متكاملة وشاملة للتعامل مع هذه الفئات بما يضمن خدمة هؤلاء الأطفال ومساعدتهم على التكيف مع واقعهم والاندماج في المجتمع بالحد الممكن.

وفي مشاركته تحدث السيد أحمد أبو ندى أخصائي التخاطب أن أهم التغيرات التي طرأت على فئة اضطرابات طيف التوحد وفق معايير DSM V استخدام تسمية تشخيصية موحدة والتشخيص استناد على معيارين اثنين بدلاً من ثلاث معايير هما القصور في التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي والصعوبات في الأنماط السلوكية والاهتمامات والأنشطة المحدودة والتكرارية والنمطية، وعدد الأعراض التي بموجبها يتم التشخيص.

وأشار أبو ندى أن من ضمن هذه التغيرات أيضا تحديد مستوى شدة الأعراض والاستجابات غير الاعتيادية للمدخلات الحسية والاضطرابات المصاحبة واقتراح فئة تشخيصية جديدة هي فئة اضطراب التواصل الاجتماعي وعدم الحاجة إلى التشخيص الفارقي ضمن طيف التوحد والتوجه نحو التشخيص الذي يقود إلى تحديد الخدمات المراد تقديمها.

وعبر تقنية الاتصال المرئي تحدثت السيدة لآلئ أبو الفين المدير التنفيذي لمبادرة بست باديز عن بدايات بست باديز والتي أنشئت في قطر عام 2008م كمشروع خاص لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، والتي تسعى إلى توفير فرص التنشئة الاجتماعية والتدريب والدعم الوظيفي للأشخاص من ذوي الاعاقة الذهنية البسيطة والمتوسطة والاعاقة النمائية في كافة أنحاء دولة قطر.

واستعرضت أبو الفين الغاية من الاحتفال السنوي باليوم العالمي للتوعية بالتوحد والذي يمثل تشجيع مثل هذا العمل ولفت الانتباه إلى ما يعانيه الأفراد من ذوي التوحد وذويهم من سوء المعاملة والتمييز والعزلة مما لا يمكن القبول به، وبحسب الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فإن الأشخاص من ذوي التوحد هم مواطنون متساوون ينبغي أن يتمتعوا بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

وأفادت أبو الفين أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أشارت في مسودة قرارها إلى أنها تشعر ببالغ القلق إزاء انتشار التوحد وارتفاع معدلاته لدى الأطفال في جميع مناطق العالم، وما يترتب على ذلك من تحديات إنمائية على المدى الطويل لبرامج الرعاية الصحية والتعليم والتدريب، وأكدت أيضاً على أهمية التشخيص المبكر والقيام بالبحوث والتدخلات المناسبة لنمو الفرد وإنمائه.

وفي ذات السياق أوضح المستشار محمد عبد الرحمن السيد مدير إدارة التأهيل والدمج بمبادرة بست باديز أن الحاجة اليوم باتت ماسة إلى بذل كل الجهود الممكنة لزيادة المعرفة بالتوحد، وأن تكريس يوم عالمي للتوعية بالتوحد يأتي لرفع مستوى الفهم وحث جميع البلدان على الانضمام إلى اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة للأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرا إلى ان مبادرة بست باديز أخذت على عاتقها نشر رسالة ذوي الاعاقة إلى المجتمع لاستكمال مفهوم الدمج الاجتماعي فيه من خلال التعاون مع الجهات المعنية.

وأضاف السيد أن الأولويات في مبادرة بست باديز خلال المرحلة القادمة هي العمل والتواصل مع كافة المؤسسات المعنية بالإعاقة لتقديم كل انواع الدعم المعنوي والإرشاد للأسر بالإضافة إلى إيجاد فرص العمل للأفراد من ذوي الإعاقة بشكل عام على أساس مهاراتهم ومواطن قوتهم، وتحسين مستوى التعليم العام للاستجابة بشكل أفضل لاحتياجات ذوي التوحد.

وخلص المشاركون إلى مجموعة من التوصيات، ومن أبرزها ضرورة بناء قاعدة بيانات دقيقة من خلال تشكيل فريق مكون من خبراء مؤهلين ومعتمدين ويستخدمون أدوات ومعايير موحدة في التشخيص، مع ضرورة توعية المجتمع حول هذا الاضطراب وأسبابه وأعراضه وعلاجه، مع التأكيد على أهمية تدريب العاملين مع هؤلاء الأطفال على آليات التعامل مع أطفال التوحد وطرق تعديل السلوك، وتدريب الأهل وتزويدهم بمعلومات حول الكشف المبكر.

وأكد المشاركون على ضرورة أن تقوم وزارة الصحة وبالتعاون مع المؤسسات الحكومية والأهلية في تصميم شبكة موحدة بما يضمن تكامل وشمولية الخدمات على أن يتم إنشاء نظام إحالة معتمد ضمن الشبكة وتقسيم الأدوار بين أعضاء الشبكة. 

 

كلمات دلالية