خبر حل الدولتين: استمرار لحرب كراهيتنا بهيكلية أخرى

الساعة 08:56 ص|03 ابريل 2017

فلسطين اليوم

المشكلة الأساسية في حل الدولتين هي أنه ليس حلًا، إنه استمرار لنفس حرب كراهيتنا بتركيبة أخرى أكثر خطرًا على إسرائيل، غباءٌ من جانب إسرائيل أن تقرر الذهاب بهذا الاتجاه.

في هذه الأيام سمعنا أن حماس في غزة تزودت بصواريخ قصيرة المدى ذات رؤوس متفجرة كبيرة وأكثر تدميرًا، ذلك بعد ان لم يعد هناك احتلال إسرائيلي لقطاع غزة، النتيجة الوحيدة من الانسحاب وإنهاء الاحتلال لقطاع غزة هي المزيد من المعاناة، والقليل من حقوق الإنسان للبشر الذين يعيشون هناك، والكثير من المخاطر على دولة إسرائيل، السوء أن نعلم انه سيكون سوءًا ولم نرد الفهم.

حزب الله في لبنان أيضًا يتزود طوال الوقت بصواريخ أكثر فظاعة، في لبنان أيضًا قمنا بالانسحاب الكبير وخنا أهل الجنوب اللبناني الذين تدمرت حياتهم، وهناك أيضًا بدلًا من الحل تلقينا مواصلة ذلك التطلع إلى التدمير بقوة كبيرة وإصرار، حتى الموت لا يتجه إلى التلاشي فقط بسبب فكرة طفولية، والتي هي في الواقع خطاب إسرائيلي داخلي لا أكثر يسمى « إنهاء الاحتلال ». من ناحيتهم إنهاء الاحتلال لم يعد بعد إنهاء الوجود الخجول للدولة اليهودية في الشرق الأوسط، لذلك فهذا لا يعني إنهاء أي شيء.

أعلم جيدًا بأنه نبت في إسرائيل توجه قوي للغاية وضرب جذوره عميقًا فيها، وهو توجه رؤية الواقع: الكراهية والإرهاب العربييْن بسبب الاحتلال، وإن ينتهي الاحتلال تهدأ الكراهية ولا يعود هناك سبب للإرهاب، إنها رؤية تجعل الحياة سهلة للغاية، وكنتُ لأسعد ان أكون شريكًا فيها، ولكنها ليست الواقع للأسف الشديد.

عندما أتحدث إلى الفلسطينيين بمختلف اللقاءات والحوارات أقول لهم (على أمل أن يسمع الإسرائيليون من حولي في تلك اللقاءات) أيضًا « أنا أخف منكم لأنكم على الدوام تريدون تدميرنا، كل ما ينقصكم هو السلاح المناسب، لو نجحتم غدًا في تطوير سلاح لا نملك ردًا عليه ستخرجون فورًا لتنفيذ مشروعكم الفظيع هذا. إذا كنتم بالفعل تريدون السلام عليكم ان تقنعوني بأن هذا الأمر ليس صحيحًا »، وأفصّل الطرق التي يمكن الإقناع من خلالها، وتشمل إعطاء إسرائيل أراضٍ عربية على أساس التضامن الإنساني مع ضائقتنا ورغبتنا.

كانت لي ذات مرة محادثة (موثقة) مع قائد يساري إسرائيلي بارز، فصّلت أمامه هذه المخاوف والأفكار، وكان ذلك قبل قيامنا بأي انسحاب من قطاع غزة بوقت طويل أو أي انسحاب من مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية) أو من لبنان، نظر إليّ بنظرته الجيدة والمضحكة بعض الشيء وسأل « وما الذي يستطيعون فعله لنا؟ »، عندما تحدثنا كان لديهم بالكاد قذائف من صناعة محلية لم يكن لها في الظاهر أي خطورة. أجبته حينها، وكذلك أجيب كل من يقول ذلك اليوم « إذا كانوا يريدون القيام بشر، وإذا لم يكن لديهم الوقت الكافي للتفكير كيف يفعلون هذا الشر ويضحون بكل شيء ليتسببوا بالسوء لنا؛ فإنهم سينجحون في نهاية المطاف في إيقاع السوء بنا، لا يمكننا ان نخمن بأي شكل ».

لقد مر وقت طويل على تلك المحادثة، قامت إسرائيل بالانسحاب الكامل من قطاع غزة ومن لبنان، والقذائف البدائية أصبحت صواريخ أكثر دقة وأبعد مدى. بطريقة عجيبة نجحنا في سبقهم هذه المرة من خلال تطوير سلاح يكاد يكون خياليًا (القبة الحديدية)، إنهم مستمرون - وعلى خلاف كل التوقعات - بزرع الشر، ويطورون قدر استطاعتهم التي تبدو لنا قليلة للغاية أساليب الشر، الآن الاغتيالات على جدول الأعمال، إننا نواصل الدفاع عن أنفسنا.

أبصر التغييرات الجارية، أعرف ان قوات الأمن الفلسطينية تحبط أعمالًا ارهابية تستهدف إسرائيل، أنا شخصيا تم إنقاذي ذات مرة من تجمع عنيف في رام الله من قبل الشرطة الفلسطينية، وحسب قول المحامي ألين دارشوبيتس يظن ترامب ان أبا مازن عاجز عن تحقيق السلام. أصوات مشابهة تعلوا أيضًا في اجتماع الدول العربية، هذه جميعها دلالات على ان المتطلعين إلى حل الدولتين أدمنوها، الأمر الذي ينسونه هو انه لو جرت الآن انتخابات في أوساط الفلسطينيين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) فإن حماس هي التي ستفوز.

كلمات دلالية