خبر علماء فرنسيون يبحثون في عالم البعوض لتحسين فهم الأمراض الناجمة عنه

الساعة 02:55 م|02 ابريل 2017

فلسطين اليوم

زيكا وحمى الضنك والملاريا والحمى الصفراء وشيكونغونيا... القاسم المشترك بين كل هذه الأمراض الفتاكة هو أنها تنتقل بواسطة البعوض، هذه الكائنات الصغيرة التي يعمل فريق بمعهد باستور العريق في باريس على تحليلها بأشكالها كافة لتحسين سبل مكافحتها.

وقالت المسؤولة عن البحث آنا بيلا فايو: « نحاول فهم الحلقة الأضعف في العلاقة بين البعوض والفيروس »، مضيفة: « لا وجود لحل سحري. حتى من خلال إغراق العالم بالمبيدات الحشرية ».

وفي موقع ضيق تحت الأرض، يمكن رؤية أحواض كثيرة موضوعة ضمن صفوف طويلة بما يشبه « الحاضنات » حيث يمكن رؤية البعوض في كل مراحل نموها من البيض إلى اليرقات الى مرحلة الحوريات وصولا إلى مرحلة البلوغ (البعوض النمري والبعوض المصري وهما النوعان المسؤولان عن انتقال أمراض كثيرة للبشر).

التجهيزات في المكان عادية ما يرغم « مربي » البعوض على التحلي بحس ابداعي كبير: وبالتالي هم يستخدمون مكنسة كهربائية يدوية للامساك بالبعوض وأنابيب من الكرتون مثقوبة ومغطاة بقماش رقيق لنقلها، حتى أن عدة الشغل تضم مضربا كهربائيا محمولا في حال نجح أي من البعوض بالهرب.

لكن في المرحلة التالية حيث تتم إصابة البعوض بفيروس الحمى الصفراء أو زيكا، لا مجال للتساهل اذ إن كل المراحل تحصل في مختبر خاضع لإجراءات سلامة مشددة بحسب آنا بيلا فايو.

ومنذ 20 عاما، يقوم الخبير في الحشرات بتشريح المعدة والغدد اللعابية ومبيض إناث البعوض (الوحيدة التي تقوم باللسع) لتفسير سلوك الفيروس الذي يصيبها وسبب نقل هذا النوع أو ذاك من البعوض لأمراض معينة وليس لأخرى.

وأتاحت الأعمال التي قادها في مختبره بتأكيد مسؤولية البعوض المصري عن الوباء الأخير لفيروس زيكا في البرازيل.

كذلك تم سريعا تحديد الرابط بين فيروس زيكا وحالات صغر الجمجمة (الصعل) بفضل أعمال الباحثين في شأن الوباء الذي ضرب بولينيزيا قبل عامين وأثار اهتماما إعلاميا أدنى، وفق ما لفت مدير المعهد جان فرانسوا شامبون.

وقال: « نحن بحاجة لفرق تعمل وتبقى في حال استنفار في مواضيع قد لا تبدو مخاطر كبرى على صعيد الصحة العامة لكن يمكن أن تبدو مختلفة عما كان متوقعا مع الوقت ».

وأوضح الكاتب الفرنسي أريك أورسينا سفير معهد باستور منذ العام 2016 « لتقديم حلول علاجية للبشر، يجب في بادئ الأمر فهم » مصادر العلل التي تصيبهم.

وقد شارك أورسينا في تأليف كتاب « علم السياسة الطبيعية للبعوض » لدار فايار للنشر، بالاشتراك مع الطبيبة إيزابيل دو سان أوبين.

واختار أورسينا في كتابه الذي حوله « حامل راية لطب علم الحشرات » وهو اختصاص « منبوذ » أحيانا يدرس دور الحشرات في نقل الأمراض، البعوض كـ« شخصية » بهدف تجسيد الطابع العالمي للتحديات الصحية بعد تجاربه على القطن والماء والورق.

ومن دلتا ميكونغ إلى قرى المنقبين عن الذهب في غويانا مرورا بغابة زيكا في أوغندا التي أعطت اسمها للمرض المكتشف في العام 1947، يستكشف أورسينا كل مجالات وجود هذه الحشرات التي توقع 750 ألف ضحية سنويا في مقابل 10 لاسماك القرش و50 ألفاً للأفاعي.

كذلك عدد استراتيجيات المكافحة المستخدمة من الباحثين بموازاة تطوير البعوض والفيروسات والطفيليات طرق مقاومة جديدة للعلاجات والمبيدات الحشرية.

ومن بين المسارات الواعدة في هذا المجال: إدخال الجرثومة الولبخية الى البعوض لمنع الفيروسات من التكاثر أو إطعامها بعض النباتات التي ستجعلها اقل تجاوبا مع الأمراض.

وثمة سبل أخرى تشمل التعديل الجيني. ومع أن نتائج تعقيم البعوض الذكور تبدو محدودة في ظل تلكؤ الإناث عن التكاثر معها، يعمل العلماء على تحفيز نظام المناعة لدى الحشرات كي يعمل على مكافحة الفيروسات.

ويقارب علماء الحشرات والأطباء الذين استمزج آراءهم الكاتب في أوغندا هذه التقنيات بحذر « اذ انه في حال ظهور أي مشكلة لن نتمكن يوما من العودة الى الوراء ».

لكن برأي آنا بيلا فايو « ثمة حاجة لهذه الأداة » ويجب « ترك هذا النوع من التقنيات يتطور ورؤية ما سينجم عنه ».

كلمات دلالية