خبر المفاجأة القاتلة التي يُحضرها جيش الاحتلال لقناصي الدبابات

الساعة 11:27 ص|01 ابريل 2017

بقلم

عملية الجرف الصامد. صيف 2014. كان يمكن أن تنتهي بكارثة. لقد دخلت دبابتان، منصوب عليهما منظومة « سترة الريح »، تابعين للواء 401، لعمق المناطق الفلسطينية وتجولتا في منطقة مكتظة ومأهولة بالغطاء النباتي، انهما من انتاج لشركة رفائيل. ناشط لحماس راقب من داخل مبنى حركة الدبابات، وجه هدف صاروخ مضاد للدبابات من نوع آر بي جي 29 نحو الدبابة في الوقت الذي يصور به زميله ما يحدث عن طريق تصوير فيديو. هذا الوضع الأسوأ الذي كان يمكن أن يحدث لجنود المدرعات. فجأة يتم إطلاق صاروخ مضاد للدبابات نحو دبابة قائد الفرقة. منظومة سترة الريح تصرخ في الفضاء « صواريخ، صواريخ! » وتحذر من إطلاق صاروخ. فجأة يسمع صوت انفجار. منظومة سترة الريح تعترض الصاروخ.

نشطاء حماس نشروا، في وقت لاحق، الفيديو ويظهرون به أنهم نجحوا بالإضرار بالدبابة. بالتأكيد الدبابة لم تصاب بأي أذى بل نجحت باعتراض التهديد. ما لم يظهر في الفيديو هو أن دبابة القائد التي كانت محاذية للدبابة الأخرى تحركت للخلف، جهزت البندقية وأطلقت النار من أجل تحييد المنفذ الذي أطلق الصاروخ المضاد للدبابات. خلال عملية الجرف الصامد سجلت منظومة سترة الريح اعتراض 15 صاروخ مضاد للدبابات من أنواع مختلفة، وبذلك أنقذت حياة مقاتلين وعملت على حماية الدبابات.

قصة سترة الريح، منظومة الدفاع الفعالة التي طورتها شركة رفائيل « الإسرائيلية » بدأت قبل عشرات السنين. في حرب يوم الغفران، أوج الحرب الباردة، تلقت المدرعات الاسرائيلية خسائر فادحة من الصواريخ المضادة للدبابات السوفييتية التابعة للجيش المصري. الجيش الاسرائيلي خسر مقاتلين ومنظومات أسلحة. وبالتأكيد تضررت قدرات الجيش الاسرائيلي ولم تستطع المناورة داخل مناطق العدو.

وزارة الامن وشركة رفائيل أوجدت سرًا حل تكنولوجي للتهديد المصري: حماية الحامل الفعال. صناديق معدنية توضع على ظهر الدبابة فقط وقت الطوارئ من أجل أن لا تكون مفتوحة في وجه العدو. هدفها كان الشروع في تفجير الرأس المتفجر القتالي للصاروخ، لمنعه من التسلل لقلب الدبابة وبذلك يتم تحييده. لقد تم انقاذ حياة جنود كثر بفضل تكنولوجيا الحماية لشركة رفائيل. في عام 1982 كشف عن المنظومة لأول مرة في حرب سلام الجليل وبعد تقريبًا عقد من الزمن قررت الولايات المتحدة أيضًا التزود بحماية الحامل الفعال لشركة رفائيل ل 2,500 مدرعة للجيش الأمريكي.

على مر السنوات، سقطت دبابتين للجيش الاسرائيلي مزودتين بحماية الحامل الفعال بيد الجيش السوري ونقلوا بعد ذلك، حسب قول مسؤولو استخبارات، للجيش الروسي. حل مهندسون روسيون شيفرا التكنولوجيا الاسرائيلية وليس فقط قاموا بتقليدها في دباباتهم بل بدأوا بعملية تفكير جديدة أدت لتطوير صاروخ مضاد للدبابة أكثر تطورًا، هكذا يدعي مسؤولون في الصناعات الاسرائيلية. والنتيجة كانت صاروخ مضاد للدبابات برأس ذو شقين: أحدهما يخترق الدبابة والثاني ينفجر بداخلها.

في وزارة الامن وفي الجيش كان واضحًا أنه يجب تطوير المدرعة الاسرائيلية وتطوير منظومة حماية من نوع آخر، تعرف كيف تحيد صواريخ المضادة للدبابات في العالم. في عام 1987، حظيت فكرة شركة رفائيل لحماية فعالة من الصواريخ بالضوء الأخضر للبدء في عملية التطوير.

في عام 2000، انسحب الجيش الاسرائيلي من لبنان، اندلعت الانتفاضة الثانية ومكانة الدبابة تقوضت جدًا. في الاركان العامة تساءلوا: لماذا نحتاج الدبابة؟ في عام 2006 تحول الواقع. دور الدبابة كان واضحًا، وكذلك أهمية منظومة الحماية الفعالة من نوع سترة الريح.

مهندسو شركة رفائيل فهموا جيدًا تنوع التهديدات التي استخدمها حزب الله ضد الجيش الاسرائيلي، وخصوصًا أساليب التشغيل من أجل تحسين منظومة سترة الريح. الفكرة العامة للتطوير الاسرائيلي قُدمت في العالم وأشارت بوضوح لصواريخ المضادة للدبابات على أنه التهديد القادم. لكن الجيوش الغربية رفضت النهج ولم يقدروا أن الفكرة ستتحول لنظام تشغيلي.

وهذا فعليًا لم يتم على مسار سلس. في البداية عزموا في شركة رفائيل على نقل المنظومة للجيش في عام 2008، لكن حدثت عراقيل كبيرة. باستشارة عدد من الخبراء تقرر احضار أحد من قدماء شركة رفائيل، متخصص في المجال، درس المنظومة من زوايا مختلفة تمامًا ووضع يده على أساس المشكلة. بعد سلسلة دراسات ومحاولات، وُجد الحل.

مراسم العرض الرسمي أجريت في عام 2010، والاعتراض الاول تم في قطاع غزة في 1 مارس 2011. في حدث أول من نوعه في العالم، منظومة دفاع فعالة على دبابة ميركافا اعترضت 4 صواريخ مضادة للدبابات متطورة من نوع آر بي جي 29.

المنظومة أيضًا ستخبرك إذا ما كان الصاروخ سيصيب الهدف أم لا. هذا يجعل الدبابة آلة قاتلة وذات جدوى. الجيش الاسرائيلي والجيوش الأخرى يدركون اليوم هذا الأمر. إن هذا تغير جذري في قدرات المناورة الخاصة بالجيش.

حسب قول ضباط في سلاح المدرعات، منظومة سترة الريح ترفع من الثقة بالنفس عند المقاتلين في الدبابة من ناحية قدرات المناورة في المنطقة المشبعة بالتهديدات. في أكثر من حالة خلال الجرف الصامد احتاج الجيش لتوزيع دبابات للانتقال لمناطق تشكل تهديد كبير، دون تخطيط مسبق. في السابق كان أي امر قتالي أو تخطيط يؤخر النشاطات لعدة ساعات. سترة الريح زادت من معدل الحركة للدبابات.

المنظومة أجرت تجارب لأكثر من 3000 محاولة، لكن الجرف الصامد كانت اختبار من نوع آخر تمامًا.

كلمات دلالية