السلطة تراهن على الوهم​.

خبر المفاوضات خارج المشهد « الإسرائيلي » القادم..

الساعة 07:39 ص|29 مارس 2017

فلسطين اليوم

في إطار عرضها للملخص التنفيذي لتقرير المشهد الإسرائيلي 2016، قالت مديرة مركز مدار هنيدة غانم إن « إسرائيل » في وضع مريح لها، وأن لا ضغوط مباشرة عليها فلسطينيا ولا عربيا ولا دوليا يجعلها تذهب إلى سلام لا يلبي طموحاتها أو يجعلها تتنازل للجانب الفلسطيني.

وقالت غانم أن لا تغيرات جديدة على المشهد العام « الإسرائيلي » عما كان عليه الوضع قبل عام من الآن من صعود لليمين اليهودي وقدرته على خلق تحالفات مع الاحزاب « الإسرائيلية » الأخرى.

ويرصد التقرير الذي يصدره المركز سنويا أهم المستجدات والتطورات التي شهدتها الساحة « الإسرائيلية » خلال العام الفائت، ويحاول إستشراف وجهة التطورات في الفترة المقبلة خاصة من جهة تأثيرها على القضية الفلسطينية وعلى دينامكيتها.

وفي ورقة العمل التي قدمها الباحث عاطف أبو سيف حول هذا الشأن، إسرائيل والمسألة الفلسطينية، قال إن العام 2016 لم يشهد مفاجأت دراماتيكية أو أحداث حاسمه بإستثناء صدور التسوية الخاص بالاستيطان وقرار اليونسكو حول مكانه القدس وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.

كما لم يشهد العام 2016 أيه حراكاً سياسيا جديا لكسر الجمود في العملية السلمية ، إلى جانب ما حمله انتخاب ترامب من فرصا « لإسرائيل ».

كل ذلك يجري في ظل ظروف اقليمية و دولية مناسبة لإسرائيل من حيث انشغال دول الاقليم بنفسه فالدول العربية و الحليفة انشغلت بمشاكلها الداخلية ولم تعد تشكل أي ضغط على إسرائيل ، إلى جانب تحسن مكانة « إسرائيل » الجيو استراتيجية حيث نتج عن الواقع الإقليمي المتردي تعزيز علاقات « إسرائيل » مع بعض الجهات إلى جانب عدم ربط المجتمع الدولي بين أزمات المنطقة و بين سلب « إسرائيل » للحقوق الفلسطينيين.

من جهة أخرى أظهر التقرير على أن حركة المقاطعة لم تعد تشكل ضغطا على « إسرائيل » كما كانت عليه في السابق، ولم تعد تشكل قلقاً وجوديا عليها، بالرغم من أنها لم تتوقف وحققت الكثير من النجاحات حول العالم.

هذه الظروف المواتية لإسرائيل أضيف إليها وصول ترامب إلى البيت الأبيض مع مواقفه المشجعة للاستيطان وعدائه الصارخ للإسلام والعرب.

ورغم كل هذه الظروف المريحة لإسرائيل إلا أن التقرير تحدث عن إمكانية تغير هذه الظروف ضمن أي تغيرات اقليمية مفاجئة.

وحول منطلقات « إسرائيل » في التعاطي مع الفلسطينيين بين التقرير إن « إسرائيل » تسعى في التعامل مع الفلسطينيين بالدرجة الأولى الى الانفصال عن الفلسطينيين والتخلص من لعنتهم دون الالتفات لرغبتهم.

إلى جانب هذا التوجه تسعى « إسرائيل » إلى إيجاد حلول مع دول الأقاليم بمعزل عن الفلسطينيين مثل دول الخليج و مصر، والعمل على تعميق التعاون بين « إسرائيل » وبينها.

وخلال ذلك تتعامل « إسرائيل » مع السلطة على أنها اداة لإدارة حياه الفلسطينيين، دون أن يترتب عليه أي استحقاق سياسي بالضرورة من قبل « إسرائيل ».

وقال التقرير بإن هناك شبه إجماع لدى جميع الأوساط « الإسرائيلية » وحتى أوساط اليسار على أن المفاوضات حول الحل النهائي مع الفلسطينيين غير ممكنة، وأن حدثت فأنها لن تؤدي إلى أيه اتفاق.

كل هذه الظروف بحسب التقرير أنتج ما يسمى بحاله اللا حل والتي تشكل فرصة « لإسرائي »ل في مجال التوسع الاستيطاني والتوسع على الأرض بكل أريحية.

وفي تعليقها على ما جاء في التقرير قالت عضو المجلس التشريعي خالدة جرار خلال حديث لها مع فضائية « فلسطين اليوم » إن ما خلص إليه التقرير يؤكد وهم لمن يعتقد  ان المشروع الصهيوني كشمروع استيطاني يمكن أن يذهب في مفاوضات تفضي إلى اتفاق عادل للفلسطينيين.

وقالت جرار:« للأسف لا تزال القيادة حتى الآن ترى بإتجاه واحد و هو الرهان على المفاوضات دون الأخذ بعين الاعتبار كل هذه الحقائق و المعطيات الواضحة، وتهمل نقاط القوة الأخرى لدى الشعب الفلسطيني ».

وأِشارت جرار إلى أن الوضع الحالي، وهو اللا حل " هو وضع خطير جدا على القضية الفلسطينية فهناك من لا يزال لديه الوهم بإن المفاوضات يمكن أن تفضي إلى شيء، مؤكدة أن ما يطمئن هو رأي الأغلبية الفلسطينية الصامدة و التي لا ترى بهذا الموقف، وغير مستعدة لتقديم أيه تنازل بالرغم من ارتفاع مستوى الهجمة الصهيونية.

وإلى جانب الصمود، ترى جرار أن المقاومة وتوسيع دائرة مقاطعة الاحتلال على المستوى العالمي يمكن أن يفشل كافة المخططات الإستيطانية التوسعية الإسرائيلية.

كلمات دلالية