شهدت أسعار الخضروات انخفاض حاد في كافة أسواق القطاع، وخاصة جنوبه، بالتزامن مع تراجع كبير في الحركة الشرائية، وكساد عم الأسواق والمتاجر.
وجهر باعة وتجار بالشكوى، جراء حالة الكساد المذكورة، فرغم وصول سعر كيلو الطماطم إلى شيكل واحد فقط، وكيلو البصل والبطاطا إلى نحو شيكل ونصف، إلا أن الخضروات مكدسة على بسطات التجار، لا تجد من يشتريها، بينما يضطر باعة للتجول فيها في الشوارع، في محاولة لتصريفها.
وأرجع باعة ومزارعون انخفاض الأسعار المذكورة لتدفق الخضروات بكميات كبيرة على الأسواق، فمثل هذا الوقت من العام تبدأ البطاطا والبصل والثوم والكرنب وغيرها من الأنواع بالنضج بكميات كبيرة، تفوق حاجة السوق، وهذا يخلق وفرة في العرض على حساب الطلب، فتنخفض الأسعار.
ويقول البائع محمود فرحات، إن الانخفاض هذا العام فاق كل التوقعات، ووصل لدرجة قد تلحق خسائر بالمزارعين، فالطماطم التي لازالت تزرع في الدفيئات كلفة زراعتها عالية، والبصل والبطاطا صرف زارعوها عليها أموال كثيرة، ولم يتوقع أحد أن تباع بهذه الأسعار المنخفضة.
وأشار فرحات إلى أن كساد الأسواق وضعف الشراء أسهم في هذا الوضع، إضافة إلى أن تصدير الخضروات شبه متوقف، لذلك أمام المزارعين خياران، الأول إنزالها للأسواق وبيعها بأسعار رخيصة، أو تخزينها في الثلاجات مثل البطاطا، أو في أماكن صالحة كالبصل.
وأكد فرحات أن السوق تصلها يوميا مئات الأطنان من الخضروات، لكن الأسعار تشهد انخفاضات، لدرجة أن بعض المزارعين باتوا يؤخرون جني محاصيلهم، خاصة تلك التي قد تحتمل التأخير كالبصل، أملاً بتحسن الأسعار.
أما البائع محمد ماضي، فأكد أنه وعشرات الباعة باتوا يعتمدون أسلوب التجول في الشوارع طيلة النهار لبيع خضرواتهم المكدسة، مبيناً أن ضعف الحركة الشرائية يؤثر على مبيعاته بصورة كبيرة.
وأكد ماضي أنه يتجول بواسطة العربة التي يمتلكها في معظم الأحياء، وبصعوبة يستطيع تصريف جزء من خضرواته، فهو لم يشد موسم أسوأ من هذا كما يقول، ففي السنوات الماضية كان المواطنون يشترون الخضروات بكميات مضاعفة بهدف تخزينها، أما العام الحالي فالشراء محدود جداً.
وأشار ماضي إلى أنه فكر بالتوجه لبيع الفواكه، لكن من يبيعها نصحه بالبقاء في عمله، لأن أسواق الأخيرة تعاني ما تعانيه جراء الكساد العام.
جيوب فارغة
ولوحظ إقدام المواطنين على شراء كميات مقلصة من الخضروات، تكاد تفي حاجتهم لأيام معدودة.
ويقول المواطن خليل حمد، إن انخفاض أسعار الخضروات في الأسواق أمر مغري، ويفتح شهيته وغيره من المواطنين لشراء وتخزين كميات منها، خاصة البصل والبطاطا، التي يجيد عملية تخزينها لتبقى صالحة لأسابيع وربما أشهر.
وأكد أن المشكلة تكمن في تزامن انخفاض الأسعار مع نهاية الشهر، ونفاذ أموال الرواتب، وهو بالكاد يستطيع تدبير أموره، ويكتفي بشراء كميات مقلصة، وينظر بفارغ الصبر صرف الرواتب، من أجل شراء كميات لتخزينها.
وتطابق كلام المواطن يوسف حمدان مع سلفه، حيث أكد أنه بدأ فعليا بتجهيز أماكن خاصة بتخزين الخضروات، لكنه ينتظر تلقي راتبه أوائل الشهر المقبل ليبدأ بشرائها.
وأكد أنه جلب حاويات ورقية « كرتون »، ووضع فيها رمال جافة، من أجل دفن البطاطا فيها ووضعها في مكان جاف وبارد، كما جلب شوالات مخرمة لوضع البصل فيها، وتعليقه في أماكن باردة بعيدا عن أشعة الشمس، بينما ينوي تخزين الثوم بربطه في حزم، وتعليقه بجانب شوالات البصل.
وأوضح حمدان أنه يعتمد في كل عام على الخضروات المخزنة في الربيع لاستهلاكها حتى نهاية الصيف، وتجنب شرائها بأسعار عالية.