عقب اغتيال الشهيد مازن فقها

خبر « مواقع التواصل » بيئة خصبة لنشر الشائعات والسموم « الإسرائيلية »

الساعة 03:08 م|26 مارس 2017

فلسطين اليوم

حذر خبراء أمنيون وإعلاميون من ما يقوم به بعض نشطاء التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية، من تداول شائعات « إسرائيلية » هدفها توتير الجبهة الداخلية الفلسطينية دون إدراك ما يفعلون، وكان آخرها الشائعات والأكاذيب التي تم ترويجها بشكل واسع حول اغتيال الأسير المحرر الشهيد « مازن فقها ».

يشار، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى، بأدواته الإعلامية الضخمة وأساليبه الخبيثة، إلى بث العديد من الشائعات والأكاذيب، بهدف خلق توتر في الجبهة الداخلية  الفلسطينية .

وتداول مواطنون شائعات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك « أن منفذي عملية اغتيال »فقها« جاءوا من البحر ودليلهم العثور على ملابس خاصة بالسباحة، وأن العملية تمت بلمح البصر، وآخرون تداولوا أن ما حدث هو تصفية داخلية »، ومنهم من قال إن المجموعة جاءت عبر معبر بيت حانون (ايرز) بسيارات أجنبية، وغيرها الكثير، تبيّن زيفها وعدم حقيقتها، خاصة أن وزارة الداخلية أعلنت أنها فتحت تحقيقاً فورياً في الحادث، ولم تظهر أية معلومة رسمية للإعلام، وحذّرت في الوقت ذاته، من التعاطي مع الشائعات.

وتعتبر وسائل الإعلام الاجتماعي « فيسبوك »، « وتويتر »، مسرحاً للكثير من الشائعات، التي يتناقلها الفلسطينيون، دون التأكد من صحتها.

أستاذ الإعلام في الجامعة الاسلامية د.‏ حسن أبو حشيش قال: « من الواضح أن فوضى إعلامية موجودة في ساحة الاعلام فيما يخص اغتيال القائد فقها، كما أنه من الواضح أن إعلام العدو يحاول خلط الأوراق وتشتيت الرأي العام.

وأكد أبو حشيش في تغريدة عبر صفحته الخاصة »فيسبوك« ، أن الفوضى الإعلامية بحاجة لعمل واعٍ ودقيق وانتباه لأهداف الدعاية »الإسرائيلية« ، وعدم التساوق معها.

وأضاف: »الأمر يستوجب على جهات الاختصاص ملئ فراغ المعلومات باستمرار« .

وعلّق الصحفي والمحاضر في الجامعة الإسلامية محسن الافرنجي على الشائعات بالقول: الأجواء الفلسطينية ما بعد اغتيال الشهيد »مازن فقها« مهيأة أكثر من غيرها لتقبل أي معلومات أو إشاعات ».

وحذر الإفرنجي، الصحفيين ووسائل الإعلام من المصادر المشبوهة، خاصة وسائل الإعلام « الإسرائيلية » التي يُنقل عنها كل ما تقول دون تثبت أو تمحيص، بل ويتم التعامل معها على أنها مصادر موثوقة.

الاحتلال لم ينتصر في المعركة الإدراكية.

من جهته، أكد الخبير الأمني الدكتور محمود العجرمي أن الاحتلال « الإسرائيلي » في كثير من المناسبات يستخدم الشائعات والمعلومات المغلوطة، لتحقيق أهداف مغرضة معروفة، منها خلق أجواء محبطة لدى أبناء شعبنا الفلسطيني.

وقال الخبير الأمني في تصريح لوكالة « فلسطين اليوم الإخبارية »: إن مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن أن تعتبر مصدراً رسمياً، ولا يمكن التعاطي معها بكل التفاصيل التي يتم نشرها، وإلا سننخرط في نشر الشائعات التي تخلق حالة من الإحباط لدى صفوف المجتمع.

وأوضح أن الاحتلال « الإسرائيلي » يسعى من خلال نشره الشائعات للحديث عن ذكاء قيادته وجنوده وقدرتهم الخارقة في التخطيط والتنفيذ، غير أن الواقع أثبت عدم قدرة الاحتلال على المواجهة المباشرة، سواء في المعارك التي خاضتها ضد المقاومة منذ عام 2006 حتى 2014، والدليل على ذلك عدم قدرة الاحتلال على تحقيق أهدافه من المعارك، إضافة إلى تقديمه تنازلا كبيرا خلال المفاوضات التي حدثت للتبادل أثناء صفقة شاليط.

وأشار إلى أن الاحتلال « الإسرائيلي » دائما في المواجهات العسكرية المباشرة بمعانيها الإدراكية والمعنوية كان الخاسر الأكبر، غير أنه يستفيد من بعض الثغرات للوصول إلى أغراضه بطريقة جبانة و« خسيسة ».

وبيّن أن المعارك الإدراكية دائماً ما توفر الكثير من التكاليف، والشائعات تعتبر ضمن المعارك الإدراكية التي يمكن من خلالها تحقيق النصر، مؤكداً أن الاحتلال « الإسرائيلي » أو أي احتلال على وجه الأرض، لم يستطع أن يحقق نصراً على حركات المقاومة، قائلاً: للنظر إلى الجزائر ضد فرنسا وفيتنام ضد أميركا وما حصل في إفريقيا، فكل المعارك الإدراكية انتصرت فيها حركات التحرر الوطني وليس الاحتلال.

البزم: الاحتلال وأعوانه يطلقون الشائعات، لخلط الأوراق

إياد البزم، المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، أكد أن انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة والأخبار المفبركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تُحدث إرباكا وقلقا كبيرا لدى أبناء المجتمع الفلسطيني للنيل من عزيمته.

ودعا البزم في تصريح خاص لـ « وكالة فلسطين اليوم » مساء الأحد، المواطنين لعدم تداول الشائعات والمعلومات المغلوطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأن لا يكونوا بيئة سهلة للاختراق الأمني الإسرائيلي، وأن لا يكونوا أداة لبث الشائعات.

وأوضح البزم، أن الاحتلال « الإسرائيلي » وعملاءه هم من يطلقون الشائعات، لخلط الأوراق وارباك الساحة الفلسطينية وترويج الأخبار والمعلومات المغلوطة، داعياً جميع وسائل الإعلام للحذر في التعامل مع أي روايات أو شائعات، وضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية.

وقال: "من يطلق الشائعات والأخبار المغلوطة، خاصة فيما يتعلق باغتيال الأسير المبعد مازن فقها، فهو لا يتحلى بأي نوع من أنواع المسؤولية، مؤكداً أن الظروف الأمنية في قطاع غزة مستقرة، ولا داعي لترويع المواطنين.

كلمات دلالية