حذر المهندس المدني منير سويد من « كارثة » إذا استمر القصف من قبل المدفعية والطائرات على منطقة سد الفرات، قرب الطبقة في ريف الرقة الغربي، وذلك عقب إعلان تنظيم « الدولة الإسلامية » (داعش)، اليوم الأحد، خروجه عن الخدمة.
وذكرت وكالة « أعماق »، الناطقة باسم « داعش »، أن سد الفرات، خرج عن الخدمة، وأُغلقت جميع البوابات الخاصة به، بفعل الضربات المكثّفة لطيران ومدفعية التحالف الدولي.
وفي هذا السياق، أوضح سويد، في حديث لـ« العربي الجديد »، أنه « من الناحية الفنية فإن السد مصمّم لحجز كميةٍ معيّنة من المياه، وفي حال استمرار إغلاق بواباته فإن هذه الكمية ستزداد، وبالتالي تزيد الضغط عليه وقد تتجاوز طاقة تحمّله ».
وأضاف أنه « على الرغم من وجود مفيض خاص للسد، ووظيفته أن يتخلّص من المياه الفائضة، إلّا أنه غير قادر على تصريف المياه بشكلٍ كامل »، لافتاً إلى أنَّ « تأكيد الطاقة القصوى لاستيعاب السد من المياه يتطلّب العودة لمعايير السد ».
وقلّل المتحدث ذاته من خطورة انهيار السد بسبب حجز المياه الزائدة، لكنه أكّد أن « الخطر الحقيقي يكمن في القصف الذي يؤدّي لارتجاجات وتصدّعات داخله ».
وبيّن أن « الخطر الأكبر يكمن في استمرار وتكرار الضربات على مناطق قريبة من السد، والتي من الممكن أن تؤدّي لتصدّعات في جسمه »، لافتاً إلى أن « أي تصدّع في جسم السد سيؤثّر عليه بشكلٍ كامل ».
وكما سبق أن أوضح أن أكثر من 300 بلدة وقرية ومدينة ستُزال عن بكرة أبيها في حال حدوث تصدّع في سد الفرات وطوفان مياهه إلى اليابسة، كما أنّ سورية ستكون خسرت واحداً من أهم مصادر المياه« ، مناشداً الأمم المتحدة والجهات الدولية لـ »الضغط على التحالف الدولي لإيقاف قصف منطقة السد، وإيجاد طريقة أخرى لطرد تنظيم « داعش »".
ووفق تقديرات مختلفة، فإن انهيار السد خلال أقل من عشر دقائق، سوف يؤدي إلى تدفق المياه إلى سد البعث، الذي يبتعد عن سد الفرات نحو 30 كيلومتراً، ويحجز في بحيرته 90 مليون متر مكعب من المياه، وستجرفه السيول لينضم إلى الكارثة متجهاً إلى الرقة، بسرعة تتجاوز 120 كيلومتراً/ساعة، وخلال أقل من نصف ساعة ستصل المياه إلى الرقة، وتغمرها بارتفاع قد يتجاوز 20 متراً، وخلال ساعتين ستصل إلى دير الزور ومنها إلى البوكمال والعراق.