خبر القائد الجديد في غزة لن يمرر الأمر- اسرائيل اليوم

الساعة 09:56 ص|26 مارس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: يوآف ليمور

(المضمون: يصعب القول إن حماس لن ترد على تصفية أحد قادتها، لكنها تدرك في المقابل خطورة التدهور الى مواجهة جديدة - المصدر).

تصريحات قادة حماس في اعقاب تصفية أحد قادتها، مازن فقها، لا تترك مجالا للشك. الرد سيأتي. والسؤال هو الى أي درجة حماس مستعدة للذهاب بعيدا، وهل فقها هو سبب ملائم للتصعيد في الوقت الحالي.

على الرغم من مرور أكثر من يوم على الاغتيال، يمكن القول إن حماس ما زالت تعيش في حالة صدمة. حيث تعرضت لضربة شديدة لم تصحو منها بعد كي تفكر بوضوح. كانت عملية التصفية مفاجئة ومعزولة عن ساحة الاحتكاك الدائمة مع اسرائيل عند الجدار والانفاق، وحتى لو كانت اصبع الاتهام موجهة تلقائيا لاسرائيل، إلا أن المنظمة ستحاول فهم ما حدث بالفعل قبل ردها. في هذا السياق سنسمع قريبا عن اعتقالات في القطاع، بما في ذلك « اعترافات » تم أخذها من المتعاونين مع اسرائيل.

 

بعد مرحلة الصحوة ستضطر حماس الى اتخاذ قرار حول كيفية الرد. ويمكن القول إن الرد سيأتي. الزعيم الجديد في القطاع يحيى السنوار سيجد صعوبة في المرور مر الكرام على عملية تصفية أحد نشطائه البارزين الذي قبع في السجن الى جانبه، وتم اطلاق سراحه وابعاده الى غزة في صفقة شليط. السنوار الذي جاء في ليلة يوم الجمعة الى موقع القتل، سيتحدث عن فقها، لكنه سيفكر بنفسه: إن الصمت الآن من شأنه رفع مستوى الاستهداف الى درجة تهدد حياته.

السؤال المهم حول رد حماس المحتمل يكمن في سؤال الى أي درجة استكملت هذه المنظمة استعداداتها لمواجهة اخرى في القطاع، والى أي درجة ترغب فيها في الوقت الحالي. فيما يتعلق بالجزء الاول من السؤال، منذ عملية الجرف الصامد تمكنت حماس من اعمار اغلبية وسائلها، لا سيما في مجال الانفاق والتصنيع المحلي للصواريخ، وايضا استخدام الطائرات بدون طيار. ولكن التسلح كان ابطأ مما خطط له بسبب صعوبة تهريب السلاح والمواد الاخرى من مصر.

الجزء الثاني من السؤال متعلق بالجزء الاول والامور الداخلية التي تحدث في القطاع، وعلى رأسها الازمة الاقتصادية المستمرة ونسبة البطالة ومشكلات الكهرباء والمياه والتحديات المتزايدة للمنظمات السلفية. إن المواجهة مع اسرائيل في الوقت الحالي ستساعد قيادة حماس على ترك المشكلات جانبا والتوحد حول كراهية اسرائيل. وفي المقابل، هناك خشية من معركة اخرى لن تحل المشاكل الاساسية في القطاع، والاسوأ من ذلك هو فقدان الحكم في اعقاب وزير الدفاع افيغدور ليبرمان بأن اسرائيل ستعمل على القضاء على حماس في الحرب القادمة.

في هذا التوتر بين الرغبة في الرد والخوف من التصعيد الواسع، ستبحث حماس عن العمل. يحتمل أن تحاول اصابة هدف يساوي في قيمته عملية التصفية. مثلا قتل ضابط رفيع المستوى في الجيش الاسرائيلي. لذلك المطلوب حتى اتضاح الامور هو أن يقوم الجيش الاسرائيلي بتقليص اهدافه: الابتعاد عن الجدار والعمل بحكمة وعدم المخاطرة. وهذا ما يفعله في الحدود السورية واللبنانية في أعقاب عمليات القتل التي نسبت اليه في السنوات الاخيرة في سوريا.

 

يحتمل أن تبحث حماس عن طريق اخرى. فقد ردت حماس بموجة ارهاب دموية دفع عشرات الاسرائيليون حياتهم ثمنا لها في العام 1996 ردا على اغتيال يحيى عياش « المهندس ». يمكن أن حماس ستفضل الرد من الضفة الغربية وليس من قطاع غزة من اجل توريط اسرائيل مع السلطة الفلسطينية. وهذه بالضبط كانت الخطط التي عمل عليها فقها – إبن طوباس في شمال السامرة – أي اقامة خلايا ارهابية لحماس في يهودا والسامرة من اجل تنفيذ العمليات ضد اسرائيل أو اختطاف جنود من الجيش الاسرائيلي.

يجب على اسرائيل الاستعداد وزيادة الجاهزية في غزة والضفة. ولأن اسرائيل لا تريد التصعيد، يفضل اتخاذ كل الخطوات لمنع هذا التصعيد، بما في ذلك استخدام الوسطاء (خصوصا مصر التي تقربت مؤخرا من حماس) لتهدئة الامور. إن احتمال استيعاب حماس لهذه التصفية ضئيل جدا، ولكن اذا قامت بالرد فمن الافضل أن ترد اسرائيل بطريقة لا تؤدي الى التصعيد، الامر الذي قد يتدهور الى مواجهة اخرى في قطاع غزة.

 

كلمات دلالية