خبر « مساعدة » الارهاب في غزة: ها هو المال- اسرائيل اليوم

الساعة 11:48 ص|23 مارس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: د. موشيه العاد

في سبعينيات القرن الماضي عملت في جنيف منظمة صدقات « ساذجة »، وضع نشطاؤها على رؤوسهم قبعات ملونة واستمعوا الى أغنيات يوديل وأكلوا في مطاعم فوندو الفاخرة. وعندما تبين أنهم من مؤيدي م.ت.ف أظهر السويسريون السذاجة: « ماذا تريدون؟ هذه منظمة من اجل التعاون »، قالوا. « هم محقون »، قالت الاجهزة الامنية الاسرائيلية، « هذا تعاون بين فتح والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية ».

لقد نجحت م.ت.ف في حينه في تحويل اموال التبرعات للارهاب الى فن حقيقي، لكن منذ تمأسست هذه المنظمة ومنذ اقامة السلطة الفلسطينية، احتلت حماس مكانها كجهة فلسطينية فاعلة تجند الاموال لصالح الارهاب. شبكة التجنيد الدولية التي يترأسها الشيخ يوسف القرضاوي من الكويت، تعمل في عشرات الدول بثلاث مستويات مختلفة. دول مثل ايران وسوريا تقوم بنقل الاموال الى القطاع سراً، ودول مثل الدول الاوروبية تموه هذه الاموال من خلال ايصالها عن طريق منظمات « ساذجة »، ودول مثل تركيا تمول بشكل علني وفي وضح النهار، بزعم أن هذه الاموال مخصصة للصحة والرفاه.

إن اعتقال محمد فاروق شعبان مرتجى، وهو مهندس بناء في غزة، تم زرعه داخل الوكالة الحكومية التركية لدعم حماس في غزة، قد يحرج الحكومة التركية. مرتجى وهو من اعضاء كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحماس، حصل على التعيين الهام بفضل الدور الذي أخذته تركيا على عاتقها منذ تولي اردوغان، أي مساعدة الفلسطينيين « المحاصرين » في قطاع غزة. وقد طلبت حكومة تركيا من مرتجى مؤخرا نقل 25 مليون دولار من اجل اعمار القطاع. إلا أن هذا المبلغ الذي كان يفترض أن يصل الى جمعيات الزكاة في غزة، التي تقوم باعمار المنازل واعمار المؤسسات التعليمية ودعم العائلات التي تضررت في غزة، « سُرق » من قبل قيادة حماس. صحيح أن 13 مليون دولار تم اعطاءها للعائلات المحتاجة، و4 ملايين تم تخصيصها لعرس جماعي، و3 ملايين أعطيت كمساعدات لعائلات في القطاع، و3 ملايين اخرى أعطيت كمنح للطلاب، أما الباقي فتم تخصيصه لشراء طرود الغذاء، لكن الاموال لم تصل الى جميع السكان في القطاع، بل وصلت فقط الى « عائلات نشطاء حماس ».

          ما هي النتائج التي يمكن توقعها في اعقاب ذلك؟ أولا، احراج تركيا، حيث أن شخص ما في حكومة اردوغان « سيدفع الثمن » عن الحادثة التي جاءت في التوقيت الاسوأ لحكومة تركيا. العلاقة الحميمية مع اسرائيل بعد فترة طويلة من البرود السياسي، حيث حصلت تركيا تقريبا على جميع مطالبها، وهي تحاول الحصول من جديد على المساعدات الامنية من اسرائيل. وسيتم الطلب من تركيا تقديم التفسير. اردوغان ومساعدوه سيبررون ذلك ببساطة بـ « التنسيق والتعاون ». يبدو أن اسرائيل ستتجاهل وتعود الى البرنامج اليومي.

          ثانيا، الرقابة على اموال الارهاب. صحيح أن اسرائيل ستظهر الحادثة أمام ادارة ترامب المتعطشة لمحاربة اموال الارهاب. استخدام منظمات الارهاب لمؤسسات كهذه من اجل تجنيد الاموال، ليس جديدا. ترامب قد يفاجأ بأن حماس برئاسة موسى أبو مرزوق جندت في الثمانينيات في الولايات المتحدة الاموال من اجل خطف وقتل الجنديين آفي ساسبورتاس وايلان سعدون تحت شعار « تنظيم الرفاه والمساعدة الانسانية »، حيث تم اعطاء الاموال للقتلة وعائلاتهم.

          هل الكشف عن القضية سيدق إسفين بين رؤساء حماس وقادتها المسرفين، وبين باقي السكان؟ لا توجد فرصة لذلك. يتوقع أن يمتص السكان البؤساء هذه الاهانة ويستمر الوضع. إن تمويل الارهاب هو نتيجة الدمج بين الايديولوجيا الاسلامية المتطرفة والاقتصاد الاسود الذي يقوم بصيانة الارهاب الاسلامي (بما في ذلك الحركة الاسلامية في اسرائيل)، وبالطبع كراهية اسرائيل، لا يجب أن نتوقع وجود معايير انسانية هناك. حتى لو كان الحديث يدور عن « مساعدات انسانية ».

كلمات دلالية