خبر ملاحظة هامشية -هآرتس

الساعة 11:06 ص|21 مارس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: اسحق ليئور

          (المضمون: إن الجيل الغبي، الذي أدى التحية للاتفاقيات الشخصية باسم « من يتفوق يتطور »، ولد جيل « الواي »: بدون شقق وبدون عمل دائم وبدون تضامن وبدون تقاعد، لكن مع الكثير من حرية « اللايكات » - المصدر).

          الليبرالية الجديدة حطمت اليسار، على هامش هوس نتنياهو – تدمير سلطة البث، اقامة الاتحاد والغاءه – تظهر ملاحظة حول هذا اليسار. من يعرف ما هو موقفه، منذ سعى جلعاد اردان الى القضاء على سلطة البث باسم « الأجر المرتفع » لموظفيها. الفاعلين الذين قضوا الايام والليالي بجانب الجدار، أين هم عند حدوث مظاهرات موظفي السلطة؟ (ما الذي كان سيقوله جيرمي كوربين حول اغلاق سلطة البث، يمكن سؤالهم). يا ويلنا، اليسار المتطهر الذي يقاطع كل شيء، لا يمكنه التضامن مع من ليس ضحية بدون صوت، وإنما أجراء متظاهرون، جميع الكليشيهات حول « الاستبعاد »، « كم الافواه »، « الشفافين » وما أشبه، ظهرت مجددا كجزء من الرغبة في العنف.

          هذا النقاش غير مناسب لصراعات العمال. هل هذه هي ثقافة الجمعيات التي علمت اليسار منح الصوت فقط لمن لا صوت له؟ في جميع الحالات، مثال جيد لهذا الامر هو « نحطم الصمت »: « معاناة الفلسطينيين يتم وصفها دون اسماع صوتهم. الويل لنا اذا انضممنا الى التحريض ضد هذه المنظمة الهامة، التي تحولت الى رمز لعدم شرعية حرية التعبير، وما يهمنا الآن هو مبنى تمثيل الصمت. »الحديث بدلا من« وعدم القدرة على »الحديث معا مع« . من هنا تنشأ السياسة كموقف »اخلاقي« ، »ضميري« ، »شخصي« ، »للقوة« بـ »طهارتها« . بين كل هذه الامور البلاد تثور وتل ابيب »الحمراء« بدون موقف. »الأجر في سلطة البث كان مبالغا فيه« .

          من أين جاء إذاً صمت احزاب اليسار؟ لم يكن من المفروض أن تقف منذ البداية الى جانب الوزراء الذين تفككت منظمتهم؟ نعم، مهم جدا لهذه الاحزاب مهاجمة نتنياهو، في كل مرة من تعرجاته الديماغوجية، لكن على خلفية الالغاء نفسه، هم فضلوا الصمت. وها هو اليسار ملاحظة هامشية: ردود على قاله دافيد بيتان في التلفاز، لا أكثر من ذلك.

          الليبرالية الجديدة انتصرت في اليسار، ليس فقط الراحة السلبية في ظل الجمعيات، بل ايضا بادارة الظهر للاتحادات المهنية. وفقط في هذا السياق يتعلمون استبدال الرحمة بالتضامن. يجب على اليسار أن يتعلم من جديد التضامن الطبقي كمصلحة سياسية. وهذا ما نسيه اليسار منذ زمن.

          الليبرالية الجديدة انتصرت بفضل »ضجة« البرجوازية في وسائل الاعلام. ومن يهتم بكم يكسب الاطباء وفي أي ظروف يعملون، من المهم أن الطبيب فلان يكسب مئات الآلاف. ومن يهتم بعدد من يعملون في الورديات الليلية في شركة الكهرباء، وكم هي الامطار والعواصف. المهم هو الكهرباء المجانية، وبمساعدة التحريض ضد الون حسان، انضم »اليساريون« بغالبيتهم الى كراهية عمال الموانيء. إن حسد البرجوازي الصغير هي السم الذي قضى على التضامن الطبقي. من هنا لامبالاة الطاقم الاكاديمي الرفيع تجاه شروط عمل المحاضرين في الكليات، وتجاه »المعلمين من الخارج« : عقلية البرجوازي الصغير هي »أنا وحانوتي« .

          في هذه الصحيفة حصلت هذه النغمة على نشيد باسم »المرتبطين« . موظفو سلطة البث كانوا ينتمون حتى فترة قصيرة الى »المرتبطين« . ولن يكون موظفو الاتحاد مرتبطين بعد. فأجرهم سيعطى بنسبة شخصية، بغض النظر عما يحدث في الاقتصاد. وهذا الامر لم يكن ليتسبب بالحزن لولا حل سلطة البث واقامة الاتحاد وصمت اليسار، على شكل اعادة انتاج ما حدث في التسعينيات، عندما تم حل الاتحادات المهنية، انتخب حاييم رامون لرئاسة الهستدروت، وميرتس ذهبت مع روني ميلو الى الانتخابات في بلدية تل ابيب ضد »العمل« ، برئاسة افيغدور كهلاني. وكل ذلك في ظل احتفال »عالم شجاع، جديد وناجع« .

          إن الجيل الغبي، الذي أدى التحية للاتفاقيات الشخصية باسم »من يتفوق يتطور« ، ولد جيل »الواي« : بدون شقق وبدون عمل دائم وبدون تضامن وبدون تقاعد، لكن مع الكثير من حرية »اللايكات".

كلمات دلالية