بعد حادثة الاعتداء

خبر السلطة تُجند طاقاتها لوأد « المقاومة » بتشويه سمعة مُحركيها

الساعة 11:22 ص|20 مارس 2017

فلسطين اليوم

لم يكن البيان الممول الذي نُشر على موقع صفحة مخيم العروب « العروب الحدث » الجمعة الفائتة بشأن طرد وضرب الشيخ خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الاعتداء الأول من نوعه، ولن يكون الأخير على ما يبدو، الذي يحاول أن ينال من رمزية الشيخ وما بات يمثله لدى الشارع الفلسطيني في الضفة المحتلة من صمود وتحدي للاحتلال وأعوانهم.

فمنذ الإفراج عن الشيخ عدنان بعد خوضه لإضرابه البطولي في بداية العام 2012 تعرض الشيخ عدنان، بشخصه أو بصفته كقيادي للحركة في الضفة، لسلسلة من الاعتداءات وسيل من التحريض من قبل أشخاص في الأجهزة الأمنية الفلسطينية وحركة فتح، والتي كانت آخرها عملية الضرب والسحل و الاعتقال الذي تعرض له أثناء مشاركته في وقفة احتجاجية لمحاكمة الشهيد باسل الأعرج في رام الله.

ولعل الرسالة التي وجهها الشيخ عدنان مؤخراً لرئيس لجنة التحقيق بأحداث وقفة المحاكم والتي تعرض خلالها للضرب و السحل، معللاً عدم مشاركته في هذه اللجنة وتعاطيه معها، يلخص حجم الاعتداء و التحريض ضد الشيخ شخصه ومكانته.

وجاء في الرسالة:«   تصاعد التحريض على النشطاء و الحراك الشبابي وتشويهنا و محاولة تضليل الرأي العام بنشر فيديو لمسيرة 2013 على أنها مسيرة الرفض لمحاكمة السلطة للشهيد باسل الأعرج ولمحاكمة رفاقه بسجون الاحتلال، و اشتراك ضباط أمن بمستويات عليا في هذا التحريض و الإساءات، مما يؤكد سوء فعل و نوايا و(تدخل الأمن و العسكر بالشأن السياسي عبر الإعلام) لتوجيه الرأي العام تحت سطوة الأمن ».

وتابع الشيخ عدنان في رسالته: « أعلمك و أعلم الكل باستشعاري للحظة الإيذاء الأكبر لأن التحريض المستمر، سابقا ومجددا، من جهة بهذا الحجم تمتلك أدوات التحريض و الفعل (و لو لم يكن موجها) سيؤدي لالتقاط الإشارة و استغلال الموقف من عدو محتل أو عميل مندس أو مبغض محرض لشخص أخوكم خضر عدنان، ولأشخاص كل من شارك في رفع الصوت ضد محاكمة الشهيد والأسرى ».

وفي حديث لمصدر من الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية قال إن الشيخ خضر يتعرض للتحريض المباشر منذ العام 2013، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال استهدافه بالضرب والشتم و الملاحقة خلال مشاركته في المسيرات السلمية الداعمة للأسرى والشهداء.

وقال المصدر: إن التحريض على الشيخ عدنان يجري من أعلى المستويات الأمنية في السلطة. فخلال 10 ساعات فقط نرى أن الناطق باسم الأجهزة الأمنية عدنان الضميري يكتب على صفحته الشخصية محرضاً ضد الشيخ عدنان و الإضرابات الفردية في السجون ومشككا بها.

وبعد ساعات يستشهد ضابط الأمن في مخيم بلاطة فيقوم من جديد بالتحريض على من يقوم بالاحتجاج و التظاهر من خلال منشور يتباكي فيه على التحريض.

وجاء فيما كتب الضميري: « من الذي ابتدع الإضراب الفردي في الأسر والمعتقلات بحثا عن الخلاص الفردي والعمل الفردي والنضال الفردي والصندوق الفردي .؟ ليلغي ببدعته العمل الجماعي والخلاص الوطني .. الحركة الأسيرة لم تعرف يوما الخلاص الفردي ».

الناشط في الحرام الشبابي الفلسطيني حافظ عمر يقول أن الاستهداف للشيخ خضر على وجه التحديد واضح، مشيراً إلى أن الشيخ خضر كشخص يعتبر اليوم رافعة للعمل الوطني المقاوم وهو ما يهدد السلطة التي تحاول محاربته بكل ما تستطيع من قوة، فما يقوم به مناقض لخطاب السلطة المحبط والمعني بوأد هذه القيم وبالتالي حصار الشارع الفلسطيني والسيطرة عليه.

وأشار عمر في حديث خاص لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » إلى أن خضر مستهدف من جميع الأطراف من السلطة و الاحتلال، فالاحتلال و ضمن التنسيق الأمني الكامل مع السلطة استهدف خضر بالاعتقال خلال الحرب الأخيرة على القطاع في 2014، وبعد أن انتزع حريته بإضرابه الثاني تواصلت الاعتداءات من قبل السلطة وحتى اليوم.

وأضاف:« نحن نرى أن الخطر على شخص الشيخ خضر عدنان واضح وحقيقي وليس مجرد ادعاء، فكان الاعتداء عليه أمامنا وواضح أن ضباط القمع يوجهون العساكر تجاه خضر والضرب و الاعتداء الذي كان يوجه إليه مختلفاً عن باقي المتظاهرين فالاستهداف واضح وهناك رغبه حقيقية بإيذائه وإبعاده عن الساحة ».

ووصف عمر الشيخ خضر بأنه قامة وطنية فهو لم يعمل يوماً من منطلق الفصائل، كان تربوياً من خلال لفت النظر على قضايا أساسية على الصعيد السياسي الاجتماعي وخدمة أبناء شعبنا بغض النظر عن الفصيل الذي ينتمي إليه الشهيد أو الأسير.

وتابع:« الشيخ خضر أعطانا في بداية إضراباته في السجون في بداية العام 2012 قضية في وقت كنا نفتقد للقضية الجامعة، فكان تحرك الحراك الشبابي تضامناً مع الشيخ في ذلك الحين، ومع إطلاق سراح الشيخ خضر كان مشاركته معنا في الشارع بالقضايا الجادة والمواقف التي تحتاج لموقف صلب ».

من جهته، يرى الحقوقي المحامي مهند كراجة، أن الاعتداء على الشيخ خضر بالاستهداف المباشر أو بالتحريض إنما يأتي في إطار محاربة عمل المدافعين عن حقوق الإنسان، والذي يخالف ما جاء بقانون المدافعين عن حقوق الأنسان في العام 1998 والذي ضمن للنشطاء حقوق الأنسان و السياسيين لذين يدافعوا عن قضايا مجتمعية و سياسية الحماية« .

وتابع في حديث خاص لـ »وكالة فلسطين اليوم الإخبارية«  : » الاعتداءات على الشيخ خضر عدنان كانت خلال مشاركته في فعاليات واحتجاجات سلمية عنوانها قضايا اجتماعية تخص الشارع الفلسطيني ضمن ما كفله له القانون و الدستور بالتظاهر السلمي ومن المفروض على الدولة أن تؤمن له الحماية« .

وطالب كراجة بمحاسبة و ملاحقة كل المحرضين على الشيخ عدنان وتحويل من يقوم بيها للقضاء من قبل النيابة العامة التي من مسؤولياتها تحريك قضايا الحق العام.

وقد دانت الفصائل الفلسطينية في بيان مشترك اليوم الاثنين، حملة التحريض والكذب الممنهج بحق رجال المقاومة والمساندين لذوي الشهداء والأسرى، والتي كان آخرها تعرض ضد الشيخ خضر عدنان، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

وقالت الفصائل وهي (حركة الجهاد الإسلامي وحركة المقاومة الإسلامية حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) بمخيم العروب في محافظة الخليل في الضفة المحتلة، في بيان مشترك: إن هذه الجهة المشبوهة والمعروفة تسير ضمن حملة التحريض والكذب الممنهج ضد كل من يرفض التنسيق الأمني ومن يقف مع ذوي الشهداء والأسرى والمقصود هنا أن يصل التحريض لقتل معنوي وصولاً لاعتداء أو قتل جسدي ».

ونوه البيان، إلى أنه قبل يومين خرجت من داخل المخيم أكاذيب وادعاءات أنه تم طرد الشيخ المناضل خضر عدنان ومنعه من تقديم واجب التهنئة لعائلة الفراجين بتحرر ابنهم المناضل إسماعيل عبد الرحمن الفراجين.

وقال البيان: إن الأصوات المشبوهة والتي أرادت أن تشغل فتنة في هذا المخيم من أجل إرضاء أسيادها هنا وهناك، ولا نعلم أين كذلك، وعملت على إشاعة هذا الخبر في الوقت الذي لم يكن فيه الشيخ عدنان، يعلم بوجود أسير محرر ولم يكن في برنامجه التوجه لمنطقة العروب في ذلك اليوم.

وأكد البيان، أن من أشاع هذا الخبر الكاذب حول قدوم الشيخ عدنان وطرده ومنعه من دخول المخيم، إنما أراد أن يزرع الفتنة والفرقة داخل مخيمنا المعروف بوحدويته من هنا يجب أن يعرفوا هؤلاء الأشخاص ويتم محاسبتهم وتعرف الجهة التي أبلغتهم بقدوم الشيخ عدنان والتحريض ضده لأنه لا يعقل أن يجر المخيم إلى فتنة مصدرها خبيث وتخدم عدونا الحقيقي بالدرجة الأولى.

وأضافت الفصائل أن هذا ما يريده الاحتلال بعد أن فشل في كسر إرادة الشيخ خضر عدنان والذي خاض إضرابين عن الطعام في معركة الأمعاء الخاوية وانتصر على هيمنة وغطرسة وجبروت الشاباك الصهيوني.

وشددت الفصائل، على أن الشيخ عدنان قامة وطنية مرحب فيه بين أهله وأحبته وذوي الشهداء والأسرى في هذا المخيم الصامد، مشيرةً إلى أن أي مساس بالشيخ عدنان في أي وقت وبأي شكل هو خروج عن قيمنا وأعرافنا الوطنية وتعد على كل أهلنا في مخيم الصمود.

وأوضحت الفصائل في بيانها، أن من يريد أن يصفي حساباته وأجنداته الخارجية فليس على حساب وكرامة هذا المخيم ولا على حساب وكرامة هذا المخيم ولا على حساب ذوي الشهداء والأسرى.

وشددت الفصائل على أنه لا يحق لأي كان الحديث واتخاذ القرار باسم المخيم من غير أن يكون هناك تنسيقاً مسبقاً مع جميع القوى الوطنية والإسلامية في هذا المخيم.

كلمات دلالية