خبر إنتخابات الان -هآرتس

الساعة 10:55 ص|20 مارس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

لا ينبغي الاستخفاف بهوس بنيامين نتنياهو في المسائل الاعلامية. فحتى لو كانت اقامة هيئة البث العامة تبدو بانها لا يفترض أن تكون سببا لتعريض استمرار حكمه للخطر، فقد اثبت رئيس الوزراء بأنه في كل ما يتعلق بصورته وارائه في وسائل الاعلام لا يتردد في استخدام أي وسيلة حتى لو كانت دولة كاملة قد تتضرر جراء ذلك.

وبالفعل، فان حقيقة أن اسرائيل هي احدى الدول الرائدة في العالم في تواتر الانتخابات البرلمانية – انتخابات كل 2، 8 سنة بالمتوسط منذ التسعينيات – تضر بالاستقرار السلطوي والاقتصادي. هكذا ايضا حقيقة أن نتنياهو يستخف بالاجراء الديمقراطي ويختار التهديد بالانتخابات في كل مرة لا يروق له قانون ما أجيز بشكل قانوني.

 

غير أنه في حالة الحكومة الحالية، فان الضرر في استمرار وجودها أكبر من الضرر الذي سيلحق بقدرة الحكم والاستقرار. فحكومة نتنياهو ونفتالي بينيت هي الاسوأ بين حكومات إسرائيل. ففي اثناء ولايتها القصيرة باتت التخيلات المسيحانية عن ضم المناطق المحتلة واقعية. وأكثر من أي حكومة أخرى دفعت هذه الحكومة الى الامام بتشريعات قومية متطرفة ومناهضة للديمقراطية ترمي الى تعزيز قوة الاغلبية الطاغية والمس بالبنية التحتية الحساسة التي يفترض بها أن تحمي الاقليات في دولة إسرائيل. في حركة تطويق بلا رحمة رفعت الحكومة يدها في صالح قوانين ظلامية (قانون المصادرة) وانعزالية (قانون المقاطعة) وبالمقابل عملت على قوانين استهدفت المس بمنظمات حقوق الانسان المتماثلة مع اليسار. لقد تبنت حكومة نتنياهو – بينيت التحريض على اساس اسبوعي؛ فقد أبدت انعدام صبر واضح على أصوات العرب التي لم تسر على الخط وفقا للمعايير القومية المتطرفة في الكنيست وعملت على اسكاتهم واخفائهم بوسائل تعسفية كقانون التنحية.

 

وبالتوازي مع التشريع الظلامي عمل شريك نتنياهو، رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت على انتهاج غسل دماغ رسمي للجيل التالي. فقد أصدر بينيت كتاب التربية الوطنية الذي اعيد فيه كتابة الرواية اليمينية الاستيطانية وزاد دور الجمعيات الدينية في التعليم الرسمي. رفيقته في الحزب، وزيرة العدل آييلت شكيد، عملت من جانبها كي تلجم المؤسسة الوحيدة التي بوسعها أن توقف تدهور الديمقراطية من خلال سلسلة من التعيينات للمحافظين الى المحكمة العليا.

 

هكذا بحيث أن الانشغال بالاسباب والدوافع لفكرة الانتخابات لدى نتنياهو هو انشغال زائد. فحتى لو كان رئيس الوزراء يسعى الى تشويه جدول الاعمال العام على خلفية الخوف من لائحة اتهام أو كبديل لانه لا يمكنه أن يوفر بضاعة تجميد المستوطنات لادارة ترامب بينما بينيت على يمينه في الائتلاف – فليس لذلك اهمية حقيقية. فمن أجل وضع حد لهذه الحكومة الظلامية يفضل التوجه الى الانتخابات وبأكبر سرعة ممكنة.

كلمات دلالية