قاسم: إسرائيل تستغل تلك الزيارات وتعمل على تسويقها عالمياً

بالصور هيئة الاسرى في رام الله لم تجد إلا جدعون ليفي ليتحدث عن الأسرى!

الساعة 03:44 م|16 مارس 2017

فلسطين اليوم

 أثار حضور الصحفي والكاتب الإسرائيلي « جدعون ليفي » مؤتمراً في رام الله يُعنى بالأسرى الفلسطينيين حالة من الاستياء بين أوساط بعض الصحفيين والنشطاء، والسياسيين، على اعتبار ان الزيارة تأتي في سياق التطبيع؛ خاصة ان « إسرائيل » تستغل مثل تلك الزيارات وتعمل على تسويقها عالمياً.

المؤتمر الذي حضره الإسرائيلي جدعون ليفي تنظمه هيئة شؤون الأسرى ونقابة المحامين ونادي الأسير والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، لاقى انتقادات شديدة اللهجة نظراً لاستضافة شخصية إسرائيلية للحديث عن الأسرى الأطفال، وتساءل نشطاء فلسطينيون عن مدى ضرورة استضافة اسرائيلي للحديث عن قضايانا الوطنية، في الوقت الذي كان من المفترض أن توكل إلى صحفي فلسطيني او مختص في قضايا الأسرى.

وقاطع عدد من الصحفيين والنشطاء المؤتمر، مؤكدين أنه لا مبرر لاستضافة اسرائيلي للتحدث عن القضايا الفلسطينية التي يتسبب بها الاحتلال، وإن كان من الشخصيات اليسارية التي تتبنى سياسات ناعمة تجاه الفلسطينيين، مشيرين إلى أنهم ضد فكرة دخول أي إسرائيلي إلى الضفة المحتلة على اعتبار انه جزء من المشكلة.

صحفيون ونشطاء قاطعوا المؤتمر لوجود الإسرائيلي ليفي

وجدعون ليفي هو صحفي إسرائيلي، يكتب مقالات في صحيفة هارتس العبرية، ومحسوب على اليسار الإسرائيلي، وولد ليفي في عام 1953 في مدينة تل الربيع المحتلة، وهو ابن لمهاجرين يهود من تشيكوسلوفاكيا السابقة، ويعيش في « حي رمات » في تل الربيع المحتلة.

وعلى الرغم من محاولة بعض الشخصيات الفلسطينية إضفاء صفة ناعمة على شخصية ليفي، وانه يتبنى آراء تصب في ظاهرها بالمصلحة الفلسطينية، إلا أن خلفيته التاريخية تثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأنه لا يوجد حمائم سلام في « إسرائيل »، إذ عمل في عام 1974 في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعمل كمراسل لإذاعة هذا الجيش، وعمل من 1978 حتى 1982 مساعداً لشيمون بيريز مهندس مجازر الإبادة ضد العرب والفلسطينيين.

عمل في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومراسلاً لإذاعة الجيش، ومساعداً لشيمون بيريز مهندس مجازر الإبادة ضد العرب والفلسطينيين

الكاتب والمفكر السياسي البروفسور عبد الستار قاسم أكد أن مشاركة ليفي تأتي في سياق تطبيع السلطة مع « الإسرائيليين » على جميع النواحي، مستغرباً مشاركة إسرائيلي في مؤتمر يعالج مشاكل وهموم الفلسطينيين.

وأوضح قاسم في تصريحات لـ« فلسطين اليوم » ان « إسرائيل » تستغلُ مشاركة الإسرائيلي ليفي عالمياً لتبرير بعض السياسات العدوانية، خاصة فيما يتعلق بالتطبيع، ويبررون للعالم التواصل مع الفلسطينيين من خلال بعض الفعاليات التطبيعية.

وقال قاسم: للأسف السلطة تشكل قدوة للآخرين للتعامل مع الإسرائيليين بكل اريحية، بعضنا يدعو العالم لمقاطعة إسرائيل، والسلطة دائماً تبحث عن مخارج ومنافذ للتعاون مع الإسرائيليين، وإسرائيل تستغل تلك المنافذ مثل تلك الفعاليات التطبيعية لتبييض وجهها.

واعتبر قاسم مشاركة ليفي في المؤتمر تحديا واضحا للشعب الفلسطيني وتطلعاته وآماله، متسائلاً: كيف نأتي بإسرائيلي ليتحدث عن مشاكلنا وهمومنا التي يصنعها هو؟!، وأين يعيش الإسرائيلي المسمى ليفي؟ الا يجثم على مدننا وقرانا؟ في حين يعيش ملايين الفلسطينيين مشردين في مخيمات اللجوء؟!.

قاسم: لا يوجد منطق ولا ذرة وطنية ولا أخلاق في استضافة هكذا شخصيات، الا يوجد صحفي أو مثقف أو مختص باستطاعته الحديث عن مشاكلنا يا للأسف؟!

وأضاف: لا يوجد منطق ولا ذرة وطنية ولا أخلاق، الا يوجد صحفي أو مثقف أو مختص باستطاعته الحديث عن مشاكلنا يا للأسف.

وتابع: السلطة تنتهك وتتعمد انتهاك كل المحرمات والانحرافات الوطنية، والمشكلة الكبرى أنها تبرر تلك الجرائم الوطنية.

من جانبها، سخِّرت الصحفية شذى حمّاد من حضور الإسرائيلي جدعون ليفي لمؤتمر الأسرى قائلة على حسابها في فيس بوك « بسبب هجرة جماعية لكافة الصحفيين الفلسطينيين إلى كوكب زحل.. المؤتمر الدولي الثالث للأسرى يستضيف غدا الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي ليتحدث عن الأسرى الأطفال والسياسات الإسرائيلية المتبعة بحقهم ».

بدوره، كتب نضال بسام الكعبي على صفحته الشخصية في فيس بوك: الصحفي الصهيوني « اليساري » واللطيف جداً، سمو المناضل، جدعون ليفي مدعو اليوم على المؤتمر  الدولي الثالث للأسرى تحت إشراف وزارة الأسرى، ليتحدث عن الانتهاكات التي تقوم بها دولة الإحتلال بحق أسرانا البواسل، طيب، عظيم، قد يتساءل البعض: أين الإشكال ؟، إليكم مقترحات للمشاكل، يرجى وضع دائرة على الإجابة الصحيحة:

١- هذه « النخبة » الاسرائيلية، على شاكلة جدعون ليفي أو عميرة هس، يستمرون بالقفز على timeline الفلسطيني مثل دعايات الsponsoredd، مالئين جعبتهم بالتنظير في أخلاقيات النضال وسلمية المقاومة الفلسطينية، والتنظير بكيف يجب أن نموت نحن كضحايا بكل هدوء.

٢- ادعاء « محاربة » جدعون ليفي للمنظومة الصهيونية و« العمى الأخلاقي » الذي يعيشه المجتمع  الاسرائيلي يأتي من منطلق فوقي، فعلى لسانه، -وأنا هنا أقتبس مما قاله حرفياً، عندما بدأ الحصار على قطاع غزة-: (إن هذا الحصار جعلني أخجل من أني اسرائيلي)، فمن منطلق التفوق، يرى بأن المجتمع الاسرائيلي أعلى أخلاقاً من أن يقوم بقتل وتجويع شعب آخر. هكذا، ببساطة، دون أن يتطرق لجوهر المنظومة الاحلالية المعتاشة على طحن الفلسطيني يومياً.

٣- المنطق الذي تتبعه الضحية -نحن/ وزارة الأسرى/ السلطة الفلسطينية- هنا: يااي، لنُحضر صحفي اسرائيلي ليتحدث بالمؤتمر، ستكون مسرحية جميلة نُجمل بها الاحتلال تحت شعار: وشهد شاهدٌ من أهلها. يعني لا يوجد صحفي فلسطيني واحد، مهتم بالأسرى وأخبارهم بشكل دائم في جميع مناطق « أ » البالغة ١٨٪‏ بالتمام والكمال من مساحة الضفة المحتلة؟.

٤- جدعون ليفي يحاول هنا أن يتحدث عن « الوجه القبيح » للاحتلال، على أساس أن الاحتلال له وجه لطيف. باختصار: مشكلتنا ليست مع عنصرية الاحتلال، مشكلتنا مع الاحتلال بحد ذاته ومع جدعون ليفي الذي يجثم الآن على أرضنا كما يجثم كامل العتاد الصهيوني على صدورنا.
٥- جميع ما ذكر.



17240670_1495371183831037_724925296032687415_o (1)

17352572_882336141918848_8583319739702990260_n

17361716_882336145252181_7734330088801839037_n

17309535_10154933401711263_3767186813237320246_n

 

كلمات دلالية