يصيب الأطفال ومعدي بشكل كبير..

خبر فايروس « متلازمة الأطراف » ينتشر بغزة.. فما هو وما أعراضه؟

الساعة 01:30 م|16 مارس 2017

فلسطين اليوم

على مدار يومين، لم يتوقف الطفل « أنس » من البكاء؛ لشدة الألم الناتج عن التقرحات الجلدية التي انتشرت على جسده، ولم تترك والدته علاجاً إلا وقدمته له، وكانت توقعاتها بأن التقرحات عبارة عن مرض « جدري » سيزول سريعاً بعد وضع « مرهم » خاصة، إلا أنها تفاجأت حينما سأل زوجها أحد الأطباء المختصين في علاج الأطفال، الذي أكد أنه فايروس انتشر في قطاع غزة بشكل ملحوظ.

والفايروس وفقاً للطبيب المختص هو مرض متلازمة الأطراف « القدم واليد والفم »، يسبب ظهور قروح في الفم وطفحًا جلديًا على اليدين والقدمين، يصيب الرضع والأطفال دون خمس سنوات عادة، لكن من الممكن أن يصيب البالغين أحيانًا، يسببه عدد من الفيروسات المعوية، أكثرها شيوعًا هو فيروس “كوكساكي أ”.

الطبيب المختص غسان يوسف يعمل في مستشفى الدرة للأطفال بغزة قال لمراسل « فلسطين اليوم »: فايروس متلازمة الأطراف انتشر بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية في قطاع غزة، فهناك عشرات الحالات التي وصلت خلال أيام للمستشفى تحمل أعراض الفايروس« .

وأوضح الطبيب يوسف، أن الفايروس لا يشكل خطراً كبيراً على الأطفال، لكنه فايروس معدٍ بشكل كبير، يصيب الأطفال دون الـ5 سنوات وقد يصيب كبار السن، ولا يوجد له علاج خاص.

وأشار، إلى أن الفايروس يستمر من 5 أيام إلى 7 أيام، وقد يتعرض الطفل خلال هذه الفترة لسخونة شديدة أو حكة، صراخ من شدة الألم، مبيناً أن الأدوية التي يسمح باستخدامها هي أدوية للتخفيف من الألم والسخونة والحكة.

وجاء في إحدى مقالات الدكتور كريم مأمون، على صحيفة »عنب بلدي" قال: المرض هو فيروس شائع، يسبب ظهور قروح في الفم وطفحًا جلديًا على اليدين والقدمين، يصيب الرضع والأطفال دون خمس سنوات عادة.

كيف تحدث العدوى؟

من الممكن أن يوجد الفيروس المسبب في السائل الموجود في النفاطات (حبوب مليئة بالسوائل) التي تظهر لدى المريض، وفي مفرزات أنفه وحلقه كاللعاب أو المخاط الأنفي، وفي برازه.

ولذلك فقد ينتقل الفيروس إلى الآخرين من خلال استنشاق الآخرين الهواء الذي يحمل الفيروس نتيجة سعال المصاب أو عطاسه، أو لمس الأشياء والسطوح الملوثة بالفيروس، أو تحدث العدوى نتيجة التماس المباشر مع الشخص المريض، كالتقبيل أو الاحتضان أو الاستخدام المشترك للمناشف أو لأدوات الطعام، أو تحدث نتيجة التماس مع براز المريض، كأن يستخدم الشخص المرحاض الذي استخدمه المصاب ولا يغسل يديه جيدًا بعدها.

ويكون المصاب بداء “اليد والقدم والفم” أكثر قدرة على نقل العدوى إلى الآخرين خلال الأسبوع الذي يسبق ظهور الأعراض، وتستمر العدوى لمدة خمسة أسابيع، ومن الممكن أن يظل المريض قادرًا على نقل العدوى عدة أيام أو أسابيع بعد زوال الأعراض.

ومن الممكن ألا تؤدي العدوى لدى البالغين إلى الإصابة بالمرض، غير أنهم يكونون قادرين على نقل الفيروس إلى الأطفال.

ما هي أعراض الإصابة بالمرض؟

بعد الإصابة بالفيروس، تمر فترة بين 3 إلى 7 أيام (فترة الحضانة) قبل ظهور أعراض المرض، ثم تظهر الأعراض المبكرة، وتشمل:

– حمى عالية تصل حتى 40 درجة مئوية، مع قمم عالية بانتظام والعودة إلى وضعها الطبيعي بين القمم.

– صداع، فقدان شهية، تململ وتوعك (إحساس عام سيئ)، ألم في الحلق، صعوبة في بلع الطعام أو الشراب.

بعد ذلك بيوم أو يومين تظهر الأعراض اللاحقة:

– نفاطات حمراء ومؤلمة على اللوزتين ومؤخرة الفم، ثم على اللسان واللثة والجزء الداخلي من الخدين.

– طفح جلدي على شكل بقع حمراء مسطحة أو ناتئة على راحتي اليدين وأخمص القدمين وتحت الحفاض، ومن الممكن انتشارها إلى المرفقين والركبتين، ثم تتحول البقع إلى بثور رمادية مع قاعدة حمراء، هذا الطفح لا يسبب الحكة ومن الممكن أن يكون مصحوبًا بنفاطات صغيرة.

وقد يصاب بعض المرضى، وخاصة الأطفال الصغار، بحالة من التجفاف، نتيجة قلة تناول السوائل إضافة لسيلان اللعاب من الفم.

كيف يتم تشخيص المرض ومعالجته؟

يتم التشخيص بشكل عام، وفقًا لعمر المريض، والأعراض الموجودة، وطبيعة الطفح الجلدي. ومن الممكن الاستعانة بفحص مسحة من الحلق وبعينة من البراز، رغم أنه لا تكون هناك حاجة لفحوصات مخبرية في الغالب.

أما العلاج فهو علاج عرضي، إذ تزول الأعراض تلقائيًا، في الغالب، خلال أسبوع حتى عشرة أيام، وتشمل المعالجة:

– استعمال مسكنات الألم وخافضات الحرارة مثل باراسيتامول أو إيبوبروفين.

– الإكثار من شرب السوائل، خاصة عند الرضع والأطفال الصغار لمنع حدوث التجفاف.

– من الممكن أن يكون استخدام غسول الفم أو الرذاذ الفموي الذي يخدر الفم مفيدًا من أجل تخفيف الألم الناتج عن القروح الفموية، ويوصى بتناول مأكولات ومشروبات باردة، مثل البوظة، المثلجات، المياه الباردة، ومن المفضل الامتناع عن تناول أطعمة ومشروبات حامضة، مثل الفواكه أو المشروبات المحلاة، وكذلك الامتناع عن تناول الأطعمة المالحة أو الحارة التي قد تزيد من الآلام في الفم.

– يجب المحافظة على نظافة مناطق الجلد التي تظهر فيها النفاطات، فيتم غسل الجلد بالصابون والماء الدافئ، ويجري تجفيف المنطقة من خلال التربيت عليها بالمنشفة من غير دعكها، وإذا انفجرت إحدى النفاطات فيجب دهن مكانها بمرهم مضاد حيوي لمنع العدوى.

هل هذا المرض خطير؟

مرض “اليد القدم الفم”، بشكل عام، مرض حرارة بسيط، يختفي تلقائيًا خلال أيام معدودة، والمضاعفة الأكثر انتشارًا هي التجفاف، وربما اقتضت إعطاء السوائل بواسطة التسريب في الوريد.

هناك مضاعفات نادرة قد تكون خطيرة، كالتهاب السحايا الفيروسي الذي يسبب حمى وصداعًا وتصلب الرقبة، وهذه الحالة تكون عادة خفيفة وتشفى تلقائيًا دون علاج، إضافة إلى التهاب الدماغ، وهذه الحالة قد تعرض المريض لخطر الموت.

أخيرًا.. ننوه إلى أنه لا يوجد أي خطر محدد لهذا الفيروس على النساء الحوامل، ولكن في حالات نادرة قد يؤثر على الجنين، لذلك يجب على الحامل إذا أصيب طفلها بهذا المرض أن تغسل يديها باستمرار وأن ترتدي قفازات مطاطية لتغيير الحفاض.

كلمات دلالية