خبر أحلام..د. خالد معالي

الساعة 10:21 ص|16 مارس 2017

الأسيرة المحررة أحلام التميمي؛ لم تكن يوما تهوى وتعشق القتل، وكانت كل أمانيها وأحلامها حياة هادئة بحرية كبقية البشر؛ لكن أتى احتلال؛ أذاق شعبها القتل بعشرات آلاف الشهداء، وسلبهم ديارهم وأراضيهم، فكان ردة فعلها عادية جدا؛ بان شاركت في الدفاع عن شعبها بطريقتها.

في الوقت الذي تطالب أمريكا بتسليم الأسيرة المحررة التميمي؛ يحق للعرب والمسلمين أن يطالبوا أمريكا بتسليم عشرات آلاف الجنود والضباط وقادة أمريكيين كبار مثل بوش الكبير والصغير؛ ساهموا في قتل أكثر من مليون عراقي، وقتلوا أكثر من مليون إنسان مسلم في أفغانستان وسوريا وليبيا واليمن وغيرها.

في عالم الأقوياء الوحوش؛ لا مكان للضعفاء؛ لكن أحيانا الأقوياء لهم نقاط ضعف يمكن من خلالها هزيمتهم ولو بالنقاط وجعلهم ضعفاء، فالقوي لا تدوم قوته ولا الضعيف يدوم ضعفه، ولا الظلم يدوم، الذي قد ينتصر في جولة من الجولات؛ لكنه لا يستطيع أن يتنصر ويحسم المعركة على طول الأزمان.

ما فعلته أحلام؛ هو ما فعلته عشرات آلاف النساء الأمريكيات خلال عملية التحرر من الاستعمار الانكليزي وإنشاء أمريكا، ولم تقم بفعل إجرامي أو إرهابي؛ بل عمل بطولي بنظر أحرار العالم، فالمحتل لا مكان له فوق أرض قام باحتلالها.

لا أحد ينكر أن أمريكا قوية؛ لكنها تستمد قوتها من عجز من يقابلها، وإذا كان الذي يقابلها قويا بحقه ومنطقه، وما فعله تقره كافة القوانين والشرائع الدولية، فان أمريكا على جبروتها ستقف عاجزة؛  في حالة إدارة المعركة معها بحكمة واقتدار وطول نفس؛ ضمن خطط علمية وليست ارتجالية.

قلنا سابقا؛ أن الإدارة الأمريكية الجديدة؛ ليست كالإدارة الأمريكية السابقة؛ وها هي الأحداث تثبت ذلك؛ والتغيير أصلا هو سنة كونية وجدلية تاريخية، و« ترمب » ليس ك« اوباما »، وسيضغط أكثر في كافة الملفات العربية والإسلامية؛ لهوانها عنده.

زرع الغرب كيان الاحتلال بالقوة في قلب العالم الإسلامي والعربي، للتخلص من معضلتهم، وراح يدافع عنه بكل قوة، وكل من يتحدى هذا الكيان يحارب من قبل الغرب، سواء كانوا أفرادا، أو مؤسسات أو حكومات، لكن ما كان يصلح بالأمس لا يصلح لليوم؛ فالغرب ألذي أنشئ كيان الاحتلال بقرارات دولية سينهيها غدا بقرارات دولية بعدما تصبح عبئا كبيرا عليه؛ كنتيجة حتمية ومنطقية للمقاومة؛ فالخسارة تتوالى على الغرب نتيجة فعل خاطئ جرى قديما؛ بإقامة دولة« اسرائيل » وسط بحر هادر من العرب والمسلمين.

القانون الدولي يجيز مقاومة المحتل بكل الطرق والأساليب، وما فعلته الأسيرة المحررة أحلام التميمي يندرج ضمن القانون الدولي، والمسئول عن الضحايا التي وقعت سابقا من عرب وغيرهم، أو التي ستقع مستقبلا؛ هو الغرب الذي زرع كيانا غريبا في  منطقة كلها عرب ومسلمين، وما أوقع الاحتلال من ضحايا في الشعب الفلسطيني وتهجير  وطرد قرابة سبعة مليون فلسطيني، يتحمله الغرب وسيجيء اليوم الذي يدفع الغرب الثمن، ويعوض الضحايا  وأهاليهم مجبرا ومكرها، وليس  عن طيب  خاطر.

لا يستويان؛ فلا يمكن مقارنة من اجبر عن الدفاع عن شعبه وهدفه الحرية والتطور والازدهار؛ كما هو حال الأسيرة المحررة أحلام التميمي؛ بمن قاتل وكان هدفه استعمار واحتلال الشعوب واستنزاف خيراتها؛ كحال دول الغرب التي أشبعت العالم الإسلامي قتلا وتدميرا وخرابا، وصارت دول مثل العراق وسوريا ساحة تجارب لأحدث الأسلحة عندهم؛ لإثبات نجاعتها في القتل والتدمير والخراب.

 

لماذا لم تطالب أمريكا بمن قتل المتضامنة الأمريكية « راشيل كوري » في غزة؟! بينما تطالب بتسليم من دافعت عن شعبها وأرادت حريته؟! ويسألونك في  نهاية المطاف لماذا يكره العالم أمريكا ودول الغرب  أصحاب الازدواجية في المعايير؛ والحق أن أمريكا ودول الغرب لا تكيل بمكيالين فقط؛ بل بعدة مكاييل.

كلمات دلالية