خبر في اليوم التالي -معاريف

الساعة 10:33 ص|15 مارس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أبراهام تيروش

(المضمون: يعلون هو مرشح مناسب لرئاسة الحكومة من ناحية تجربته وشخصيته وبالتأكيد مناسب اكثر من لبيد. ولكن يخيل أن السكين التي كانت بين اسنانه في اثناء خدمته العسكرية افلتت ولم تعد، وهو يعرف بدونها من شأنه ان ينتهي كشاؤول موفاز - المصدر).

 

تحقيقات رئيس الوزراء وامكانية أن ترفع ضده لائحة اتهام تجبره على الاعتزال أدت الى تضخم حاد في من يرون أنفسهم مرشحين لخلافته – في الليكود وفي الاحزاب الاخرى، ويسارعون الى الاعلان عن ذلك، احيانا بعجلة زائدة.

 

خذوا مثلا رئيس الشاباك والرئيس السابق، النائب آفي ديختر الذي بصعوبة نجح في الدخول الى الكنيست الحالية من هوامش قائمة الليكود. فقد أعلن فجأة بانه سيتنافس على رئاسة الليكود والحكومة، حتى ضد نتنياهو. وفي الغداة سارع الى الاصلاح لانه لن يفعل ذلك في الانتخابات القريبة القادمة، بل فقط في تلك التي بعدها، على افتراض أو على امل بان نتنياهو على ما يبدو لن يكون في حينه في اللعبة.

 

هذا لن يساعده. بيبي لا بد أنه لا يحب هذه الفرضية – فهو أعلن بانه سيبقى هنا ولزمن طويل آخر – وتحدد ديختر منذ الان بلا شك في البيت الذي في شارع بلفور كعدو كبير. ولنراه الان ينجح في أن ينتخب على الاطلاق في قائمة الليكود للكنيست القادمة.

 

اصطلاح « بعد نتنياهو » بات نوعا من الضمانة لكل المرشحين من قبل انفسهم في الليكود من غضب وثأر البيت الذي في شارع بلفور 3. ولكن هذا لن يساعدهم هم ايضا. فنتنياهو الشكاك لا يصدقهم. اسرائيل كاتس، جلعاد اردان، جدعون ساعر وامثالهم ممن أعلنوا بانهم سيتنافسون أو من المتوقع أن يتنافسوا، يقصون في بيت نتنياهو بحكم النفور والخطر.

 

احباط مركز قام به بيبي بحق وزير الدفاع السابق بوغي يعلون الذي لم يتحدث عن « بعد نتنياهو » ولكنه تبين بقوة منصبه وشخصيته كخليفة لرئيس الوزراء. فقد طار كالصاروخ، وواضح له بان في داخل الليكود لا يمكنه أن يفوز، وبالتالي فانه يحاول الان العودة الى الساحة على ظهر حزب خاص به. لا اصدق انه يصدق بان بوسعه أن يشكل حزبا ينتصر في الانتخابات القادمة. فهو يسعى على ما يبدو لان يخلق لنفسه مهرا ذا وزن انتخابي، ليكون له ما يبيعه حتى يأتي ليرتبط

 

بقوى اخرى قبيل الانتخابات. البداية ليست مشجعة: 4 مقاعد فقط في أول استطلاع. ولكن الاستطلاعات بشكل عام والاولى منها بشكل خاص، لا يمكنها أن تتنبأ بما سيحصل في المستقبل حقا.

 

يعلون هو مرشح مناسب لرئاسة الحكومة من ناحية تجربته وشخصيته وبالتأكيد مناسب اكثر من لبيد. ولكن يخيل أن السكين التي كانت بين اسنانه في اثناء خدمته العسكرية افلتت ولم تعد، وهو يعرف اليوم أن هذه السكين هي سلاح ضروري حتى في ميدان السياسة. بدونها من شأنه ان ينتهي كشاؤول موفاز.

 

ويوجد ايضا زعيم البيت اليهودي نفتالي بينيت. فهو لم يقل ابدا « بعد نتنياهو ». من اللحظة التي دخل فيها السياسة وجه نفسه لقيادة اليمين ولرئاسة الوزراء، وليس بالذت لرئاسة الصهيونية الدينية الصغيرة عليه. واضح له أنه لا يمكنه ان يحقق هدفه في إطار البيت اليهودي. يوجد سقف زجاجي انتخابي لا يمكن لهذا ان يحطمه. وهو يعرف انه من أجل تحقيق حلمه عليه أن ينخرط في الليكود وينتصر هناك، امام نتنياهو أو بعده، المهامة التي لا تبدو في هذه اللحظة واقعية.

 

وفي هذه الاثناء تطل له أيضا زوجته السياسية الوزيرة آييلت شكيد الكفيلة هي ايضا بان تتنافس على رئاسة الوزراء. لا أدري اذا كان بينيت قد فوجيء، ولكنها سارعت الى الايضاح: بعد نتنياهو وبينيت. « إذن حسنا »، كان يقول عن هذا اسحق شمير. وفي كل الاحوال، اذا قاد الاثنان حزبهما الى الاندماج في الليكود من أجل اهدافهما الشخصية، فانهما سيفرضان على الصهيونية الدينية – الفكرة والايديوجيا – التي ستبقى ملجومة في الميدان، انتظاما سياسيا متجددا لا يمكن ان نعرف ماذا سيكون وجهه. اما ليبرمان فنبقيه الى مقال آخر.

كلمات دلالية