خبر ضيف غير مرغوب فيه -هآرتس

الساعة 10:26 ص|15 مارس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

في نظر حكومة إسرائيل، فان رودريغو دوترتا، رئيس الفلبين، هو رجل ايجابي. فهو لم يؤيد أبدا المقاطعة على المستوطنات ولم يهتم بحقوق الانسان في المناطق. ولما لم يكن اقام هنا في اي مرة ولم يضع المصاعب امام شروطات الهجرة، فليست لديه اي مشكلة جواز سفر. وعند وصوله الى مطار بن غوريون لن تنتظره حجرة اعتقال أو مقعد في الطائرة التالية الى مانيلا، بل سلسلة محترمة من المستخدمين، وبساط أحمر.

 

ولماذا لا؟ فدوترتا بريء من كل خطيئة من شأنها أن تصم صورته كرئيس لبلاده. فهو فقط يشجع الشرطة والمواطنين على القتل دون اجراءات قانونية المشبوهين بتجارة المخدرات. وقد قتل حتى الان الالاف هكذا في عهد ولايته. ان الفم الذي يشجع اعدامات عاجلة لا يتشدد أيضا على التشريفات. فقدوته في مكافحته المخدرات هو أدولف هتلر وابادة اليهود. وكان شتم براك اوباما بافظع الشتائم التي لم يحصل ان سمعت علنا حتى من فم دونالد ترامب.

 

« يوجد الكثير من الزعماء موضع الخلاف في العالم، وتوجد الكثير من الدول التي توجه النقد اليهم »، قال موظف اسرائيلي كبير في وزارة الخارجية ردا على النقد للاستضافة المرتقبة. « دوترتا ليس مقاطعا في العالم، لا توجد ضده عقوبات وقد زار بضع دول منذ انتخب رئيسا ». غير

 

أن الرئيس الفلبيني لم يقم باي زيارة الى اوروبا، شمال امريكا، استراليا او نيوزيلندا. ومنذ تسلمه مهام منصبه في حزيران 2016 لم يزر سوى دول مجاورة في آسيا، كالصين، فيتام، لاوس وكمبوديا. وفي أيار سيزور روسيا.

 

حقيقة أن العالم المتنور غير معني باعطاء شرعية لدوترتا لا تشغل رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو اكثر مما ينبغي. من ناحيته يدور الحديث عن ضيف مرغوب فيه. عند المساس بحقوق الانسان في الفلبين فان هذا موضوع داخلي – لا مجال لمقارنة هذا بالقلق الاسرائيلي على اليهود الذين يعانون من المضايقات في الدول المختلفة.

 

ان الطغاة حتى محبوبون من نتنياهو: يمكن عقد الصفقات والاعمال التجارية معهم دون خوف من المعارضة الديمقراطية. هكذا، بشكل خاص، حين يطلبون شراء السلاح من انتاج اسرائيل. فللضرورة احكام: الصناعة الامنية توفر رزقا لعشرات الالاف، وثمن كل قطعة للجيش الاسرائيلي مخفض، حين تكون سلسلة الانتاج موسعة في صالح الزبائن الاجانب. تعليل مشابه لا ينطبق بالطبع على بيع السلاح من دول اخرى الى غيرها، مثل روسيا الى ايران.

 

صحيح أنه من الصعب ان نتوقع من رئيس وزراء يجر اسرائيل في السنوات الاخيرة الى هوة اخلاقية أن يتأثر من زعيم يستخف بشكل فظ بحقوق الانسان والمواطن ويشكل هتلر له مثالا وقدوة. ومع ذلك، يجمل بنتنياهو، حتى بحكم منصبه الجزئي كوزير للخارجية، أن يبدي مسؤولية وان يجد عذرا دبلوماسيا لالغاء الزيارة.

 

كلمات دلالية