خبر سبب واحد وراء كثرة العروض والحملات التجارية في أسواق غزة

الساعة 10:58 ص|12 مارس 2017

فلسطين اليوم

تنتشر في المحال التجارية حملات العروض وتخفيضات الأسعار بشكل لافتٍ للنظر، ويلجأ الكثير من أصحاب المحلات التجارية ورجال الأعمال في قطاع غزة إلى تقديم التنزيلات على أصناف واسعة من البضائع، خاصة السلع الغذائية والأجهزة الكهربائية، في محاولة لبيع البضائع المكدسة لديهم، وليتمكنوا من تسديد التزاماتهم المالية.

ويرى مختصان في الشأن الاقتصادي الفلسطيني، أن زيادة عروض الأسعار مؤشر قوي على حالة الركود وتراجع القوة الشرائية للمستهلكين، ومؤشر على المشاكل التجارية والمالية التي يعاني منها التجار ورجال الأعمال في قطاع غزة، الذين ينفذون الحملات والتنزيلات كـ« طوق نجاة » امام التزاماتهم المالية.

ويعاني المواطنون في قطاع غزة من أوضاع اقتصادية صعبة بسبب استمرار الحصار وإغلاق المعابر وارتفاع معدلات البطالة والفقر، ووفقاً لجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فقد سجل الناتج المحلي ارتفاعاً بنسبة 3.9% في الضفة الغربية وارتفاعاً بنسبة 9.7% في قطاع غزة وذلك مقارنة مع الربع الثالث 2015، وسجل انخفاضاً بنسبة 0.4% لفلسطين مقارنة مع الربع الثاني من العام 2016 بالأسعار الثابتة، علماً أن سنة الأساس 2004.

الخبير الاقتصادي معين رجب، يرى أن الهدف من وراء العروض والحملات وتنزيلات الأسعار رغبة التجار ورجال الأعمال بزيادة مبيعاتهم من خلال تحفيز المستهلك على الشراء.

ويشير الخبير رجب في تصريحاته لــ« فلسطين اليوم » إلى أن هدفين إيجابيين يتحققان من وراء عروض الأسعار أولها: ترويج المنتجات، وإكمال دوائر النشاط الاقتصادي، وبالتالي يتمكن التجار من تسديد التزاماتهم المالية، وتوسيع نشاطاتهم التجارية، والثاني: يتمثل في الفائدة التي تعود على المستهلك من وراء عروض الأسعار.

وبيّن رجب أن العروض التجارية التي ينفذها التجار ورجال الأعمال لا بد أن تتم من خلال العديد من الضوابط التي تضمن عدم استغلال المستهلك، والتي من بينها أن لا تكون العروض على حساب الجودة من جميع النواحي سواء الوزن والكمية وتاريخ الصلاحية، داعياً دائرة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الوطني للرقابة على العروض بشكلٍ أكبر لحماية المستهلك.

ولفت إلى أن تجاوب المواطنين يختلف من وقتٍ لآخر، ومن سلعةٍ لأخرى، مشيراً إلى أن تنظيم العروض والتنزيلات في أوقات صرف الرواتب يجذب أعداداً كبيرة منهم.

وذكر أن المنافسة الشريفة بين التجار تحمل أهمية كبيرة للسوق والمستهلك، قائلاً « المنافسة تعطي فرصة كبيرة للتجار ورجال الأعمال لجذب أكبر عدد من المستهلكين وتصبُ في مصلحة الأخير ».

رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية محمد أبو جياب يتفق مع سابقه في أن السبب الرئيسي وراء العروض التجارية حالة الركود التجاري في قطاع غزة، وأنها مدفوعة بالاحتياج الشديد للسيولة المادية من قبل التجار ورجال الأعمال.

ويرى أبو جياب أن مزيداً من العروض يعني كثيراً من الازمات المالية التي تطال التجار، مبيناً أن العروض تأتي لحاجة التجار الملحة للسيولة الناتجة عن كثير من الالتزامات سواء على مستوى اقساط القروض او الشيكات المصدرة.

ويقول لــ« فلسطين اليوم »: العروض التجارية محاولة من التجار ورجال الاعمال لجلب مزيدٍ من المستهلكين والمشترين وتحصيل أكبر قدر من السيولة النقدية، موضحاً أن بعض التجار يلجؤون مقابل حاجتهم للسيولة النقدية للبيع بخسارة لتسديد بعض الالتزامات المالية، مؤكداً أن ذلك الأمر انعكاس طبيعي لتدهور الاوضاع الاقتصادية في غزة.

واستبعد أبو جياب أن تكون العروض مدفوعة من قبل التجار لفسادها أو قرب انتهاء صلاحيتها، مشيراً إلى أن المستهلك الغزي ذكي ومطلع على السوق، وجميع المنتجات التجارية من ناحية جودتها وصلاحيتها.

وبيّن أن كل العروض التجارية تلقى تجاوباً من المستهلك الذي يسعى للحصول على المنتجات والسلع بأقل الأسعار الممكنة.

 

كلمات دلالية