خبر أقمار « كسر الصمت »..سيرتهم تنشد عطراً لعشاق الشهادة

الساعة 11:54 ص|11 مارس 2017

فلسطين اليوم

ثلاث سنوات مضت على معركة « كسر الصمت »، ولا زالت ذكرى شهدائها « عبد الشافي معمر، وإسماعيل أبوجودة، وشاهر أبو شنب » حيّة متقدة في صدور من عرفوهم وعاشوا معهم فصول حياتهم المختلفة تنشد عطراً لعشاق الشهادة ...

« الإعلام الحربي » في ذكرى الشهداء « معمر، أبو جودة، »أبو شنب« ، التقى بذويهم وأحبابهم في منطقة حارة البيوك شرق محافظة رفح  وأجرى الحوارات التالية .. 

الشهيد معمر .. اسم لن يغيب

للعام الثالث على التوالي يغيب المجاهد عبد الشافي معمر  جسداً عن منزله الواقع شمال شرق مدينة رفح، لكن روحه لازالت حاضرة بقوة في وجدان كل من عرفه وعاش معهم سنوات طفولته وشبابه.

والدته الحاجة » أم عمر معمر « تعيش مأساة استشهاد نجلها »عبد الشافي« في معركة »كسر الصمت« ، وفراق نجلها البكر »عمر« المعتقل في سجون الاحتلال ومحكوم عليه بالسجن 12 عاماً.

وتقول  أم عمر لـ » الإعلام الحربي« : »  اعتقل الجيش الصهيوني ابني عمر وشعرت وقتها أنه انتزع مني شيء كبير ولكن حمدت ربي انه لازال حياً رغم سجنه, فكان استشهاد شقيقه عبد الشافي في معركة كسر الصمت وشعرت أن رحيله أوجع قلبي وقلب كل أحبابه ولكني حمدت ربي على هذا الابتلاء..« .

وأكدت الأم الصابرة رغم كل ما تعرضت له أسوة بكل الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت وطأة الاحتلال،. تمسكها بالمقاومة كخيار وحيد لتحرير فلسطين، ودحر العدو الصهيوني الذي يمارس القتل والعربدة والسرقة والتزييف للتاريخ.

إسماعيل الروح التي افتقدها

وفي ذات المكان  اجتمعت أسرة الشهيد المجاهد إسماعيل أبو جودة  مع أسرة الشهيد عبد الشافي، فالمشاعر ذاتها لا تختلف فكما كان اجتماع الأبناء في الشهادة، جمع ذويهم الوجع والألم  على فراقهم وتوطدت العلاقة الأسرية.

والدة الشهيد » إسماعيل« بدأت تستذكر الكثير من المواقف الجميلة في حياة الشهيد »ابوجودة« قائلةً : » كم كان ابني إسماعيل مجتهداً خلوقاً لطيفاً مؤمناً بربه, كانت حياته كلها لله, تحلى بأجمل الخلق الطيب « مستعرضة الكثير من المواقف في المراحل العمرية من حياته، وعيونها لم تتوقف عن البكاء شوقاً للقائه .

أما شقيقه »عيسى«   فأوضح أن العلاقة التي كانت تجمعه بأخيه إسماعيل ليست مجرد علاقات إخوة وحسب بل تجاوزت ذلك لتصبح العلاقة أقوى وأكثر مصارحة وهو ما يعتبره  من العلامات المميزة في العلاقة التي تجمع الأخ بأخيه، بالإضافة إلى التزامه الديني والدعوي , حيث أنه كان دوما يجمع الأشبال  في مسجد الشهيد  »طارق أبو الحصين«   ويحفظهم القرآن العظيم، ويعلمهم الكثير من الآداب التي يجب أن يتحلى بها المسلم في حياته.

الشهيد شاهر الرجل السرّي

أما أسرة الشهيد » شاهر« ابو شنب »  فحالها لا يختلف كثيراً عن أسرة الشهداء معمر و أبوجودة، وحدثنا والده قائلاً :« نعم الابن ونعم الشاب شاهر لقد عرف الالتزام  منذ صغره بفضل  الله ثم بفضل حركته الإسلامية المجاهدة التي علمته في مدرستها كيف يكون المجاهد مميزاً في كل شيء .

ويواصل حديثه قائلاً : » لقد كان استشهاد نجلي شاهر مفاجئة لي ولكل من يعرفون,فلم تكن تظهر عليه أية ملامح تشير إلى أنه يعمل ضمن الخلايا العسكرية التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وكنت اعتقد أن عمله يقتصر على المجال السياسي في حركة الجهاد، إلا أنني والحمد لله فخور بما قدمه ابني ورفاقه، وأرجو من الله أن يمكن المجاهدين من ضرب العدو واسترداد حقوقنا المسلوبة من عشرات السنين .

أقمار حارة البيوك

العديد من سكان منطقة « البيوك » ، أثنوا على الشهداء الثلاثة« عبد الشافي و إسماعيل و شاهر »، أكدوا أنهم  أقمار منطقة البيوك بأخلاقهم والتزامهم وتقربهم إلى الله، وقالوا :«   نوراً وهاجاً بالمعرفة والأخلاق يحرص الكل على التقرب منهم لينال من نور وجههم الوضاء ».

وبدوره قال « أبو خالد » :« في زمننا يصعب أن تجد رجال بأخلاق وأدب وشجاعة وجرأة وإقدام الشهداء الثلاثة »، مشيراً إلى أن ذكر أسماء هذه الكوكبة التي كسرت الصمت وردت على خروقات العدو من توغل وقصف وانتهاك وتجريف للأراضي لهو عمل جهادي مشرف .

أما الشاب « فارس » ، فاعتبر الشهداء قدوة له ولكل عاشق للشهادة في سبيل الله، مؤكداً أن عمليتهم ستظل مدرسة لكل باحث عن الشهادة في سبيل الله« .

يشار إلى أن عملية كسر الصمت جاءت ردا على خروقات العدو الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني نفذتها سرايا القدس واستشهد فيها  ثلاثة من أبطال سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في الخليل هم الشهيد عبد الشافي معمر (33عاماً), والشهيد اسماعيل ابوجودة (23عاماً) والشهيد شاهر أبوشنب  (24عاماً)  من مدينة رفح جنوب قطاع غزة .

ودكت »سرايا القدس" في هذه المعركة الكيان الصهيوني بالصواريخ المتنوعة والقذائف في غضون ما يقارب 20 دقيقة وأطلقت فيها أكثر من 130 صاروخاً وقذيفة على المستوطنات المحاذية للقطاع .

 

كلمات دلالية