خبر معاريف:« إسرائيل » تُعاني من مشكلةٍ استراتيجيّةٍ في غزّة

الساعة 10:47 ص|11 مارس 2017

فلسطين اليوم

« إسرائيل » واقعة في مشكلةٍ إستراتيجيّةٍ بغزة، فهي لا تريد أنْ تسيطر على غزة، لكن أيّ أحد آخر قد يُسيطر عليها، على مرّ الزمن، سيُشكل تهديدًا على إسرائيل، وفي حال قضت على التهديد، فستضطر للسيطرة على غزة، هذا الفخ هو السبب الذي يؤكّد أنّ جميع التهديدات ضدّ حماس في غزة مجرّد عناوين فارغة، هذه هي النتيجة التي خلُص إليها مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (معاريف) العبريّة.

وبرأيه، فإنّ أحد الأسباب وراء صعوبة إدارة غزة هو عدم وجود وضع اقتصاديّ، فالمعابر البريّة تُسيطر عليها إسرائيل ومصر، المجال البحريّ والجويّ تُسيطر عليه إسرائيل، لا يوجد في غزة ميناء بحري أوْ مطار. فعليًا، الذي يسيطر على غزة ليس لديه سيطرة على الصادرات والواردات التجاريّة، وهذا يؤثر بشكلٍ مباشرٍ على قدرات تطوير الاقتصاد ومستوى الحياة للسكان.

سبب آخر، تابع قائلاً، متعلّق بذلك هو أنّ الـتنظيم  الذي يُخطط لتدمير إسرائيل يدير غزة، وهذا يؤثر بشكلٍ مباشرٍ على قدرات إسرائيل في المساعدة بتطوير اقتصاد غزة، ذلك أنّ كلّ مساعدة للسكان المدنيين ستصب في مصلحة حماس. بكلمات أخرى، أوضح المُحلل، كلّ استثمار لسكان غزة هو أيضًا استثمار لتطوير المقاومة في غزة، وهذا الواقع عبثيّ.

ولجهة ناحية اقتصاد غزة، أشار إلى أنّه يعتمد على إسرائيل التي تُسيطر على واردات وصادرات المنتجات منها وإليها، ومن ناحية أخرى نفس الاقتصاد يدعم تنظيم حماس الذي يريد تدمير إسرائيل، أي دولة يمكن أنْ توافق على تطوير جهة تريد تدميرها؟ تساءل.

وبحسبه، هذا الفخ يُبقي إسرائيل أمام خيار واحد، وهو بذل قصارى جهدها من أجل إبقاء غزة في وضعٍ اقتصاديٍّ سيئٍ، باقتصاد يسمح للسكان الغزيين بالبقاء، لكن ليس أكثر من ذلك. مُشيرًا إلى أنّ هذا لا يرتبط بوجهة نظر سياسية، هذا قرار استراتيجيّ أمنيّ وُلد نتيجة لعدم وجود خيار آخر. وجزم قائلاً إنّ إسرائيل لا تمتلك حقًا حريّة الاختيار في كل ما يتعلق بالاقتصاد الغزي طالما أنّ حماس تسيطر عليها، أوْ كلّ جهة تسعى لتدمير إسرائيل.

علاوة على ذلك، زعم أنّ هذا الفخ هو السبب وراء نسبة البطالة العالية جدًا في غزة، وهذا أيضًا السبب وراء عدم امتلاك غزة مزايا للتقدم للاقتصاد العالميّ، ممّا يسمح لها بجذب الاستثمارات. وبرأيه، فإنّ الفشل في غزة نابع من غياب تطوير البنى التحتية ورأس المال البشريّ، ليس هناك شركة كهرباء منتظمة العمل ومعتمد عليها لأنّها تتطلّب صناعة مستندة على أساسٍ تكنولوجيٍّ، ليس هناك تدريب على نطاق واسع للقوى البشرية، خصوصًا في صفوف الشباب، للمجالات المطلوبة في الاقتصاد. حتى وإن ظهر غدًا تنظيم جديد في غزة غير مقاوم وصعد للحكم فسيحتاج لسنوات وثروة من أجل أنْ يجلب الاستثمار إليها.

وتابع: هذا الفخ مريح بالنسبة لإسرائيل ومصر، بسبب القلق من أنْ تستغل حماس الازدهار الاقتصاديّ في تطوير آليات القتال مثل الصواريخ والأنفاق، وهذا الفخ يؤكد أيضًا المنطق وراء نشاطات إسرائيل التي لا تريد، من جانب مساعدة حماس، ومن جانب آخر لا تريد القضاء عليها.

بالإضافة إلى ذلك، قال إنّ غزة هي نظام اقتصاديّ فاشل، ممّا يخلق ضغطًا اجتماعيًا بسبب مستوى الحياة المتدني، هذا الضغط يخلق ترددًا داخليًا وتوترًا بين السكان المدنيين بخصوص الحكم المركزيّ لحماس، ومثال على ذلك، أزمة الكهرباء الأخيرة في غزة.

في المقابل، أوضح المُحلل الإسرائيليّ، فإنّ حماس تُشكل ضغطًا خارجيًا على إسرائيل بهدف تدميرها، ومن أجل تمويل هذا الضغط تستغل السكان اقتصاديًا، الحديث هنا عن سكان يعيشون في فقر بالغالب، حماس تتلقى تمويلًا من جهات خارجية مثل إيران، السعودية، قطر أوْ دول أخرى، الدول الممولة تريد تحقيق مصالح إقليمية من خلال حماس، وعلى الأغلب عن طريق استغلال حماس ضد إسرائيل، على حدّ قوله.

أيْ أنّ، حماس مضطرة لإدارة التوتر أمام السكان المحليين، أمام إسرائيل، وأمام مموليها من الخارج، وعليها أيضًا أنْ تتعامل مع جهات أخرى إضافية، أصغر حجمًا، تعمل في غزة حسب مصالح لا تتوافق مع مصالح حماس. وأردف قائلاً إنّه بالنسبة للحدود مع غزة، في الجانب الإسرائيليّ توجد مستوطنات غلاف غزة، بالنسبة لحماس فهم ورقة مساومة أمام إسرائيل. صواريخ، أنفاق، تهديد بالاختطاف صواريخ مضادة للدبابات، طائرات بدون طيار وكل آليات الهجمات التي تمتلكها حماس.

وشدّدّ المُحلل على أنّ إسرائيل من جانبها لا تريد احتلال غزة من جديد، ولا تريد أنْ تقوم حماس بتهديد مواطنين إسرائيليين وأنْ تضر بالاقتصاد الإسرائيليّ، الذي يستند على جذب مستثمرين من الخارج، لذلك تلجأ إسرائيل لسياسات الاحتواء، وتطبيقًا لذلك، يستخدم الجيش أمام حماس نهج “العين بالعين”، وهذه الإستراتيجيّة تمّ اللجوء إليها للحفاظ على الاستقرار، على حدّ تعبيره.

كلمات دلالية