خبر قادة الاتحاد الأوروبي يسعون للتوحد مع اتجاه بريطانيا للانسحاب

الساعة 07:52 م|10 مارس 2017

فلسطين اليوم

ناقش قادة الدول الـ27 الأعضاء الباقين في الاتحاد الأوروبي بعد الخروج المخطط لبريطانيا، مستقبل التكتل في قمة غير رسمية في بروكسل اليوم الجمعة، داعين إلى الوحدة في مواجهة الضغوط الخارجية والداخلية المتزايدة.

وتركزت المناقشات بشكل رئيسي على إعلان مشترك يريد القادة الـ27 إصداره في شهر آذار (مارس) الجاري عندما يجتمعون في العاصمة الإيطالية بمناسبة الذكرى الـ 60 لمعاهدة روما، إحدى الوثائق التأسيسية للاتحاد الأوروبي.

وجاءت القمة غير الرسمية للزعماء الـ27 في أعقاب خلاف مرير بعد أن وافق زعماء الاتحاد الأوروبي على إعادة انتخاب دونالد توسك رئيسا للمجلس الأوروبي لولاية ثانية أمس الخميس برغم اعتراضات لم تصدر إلا من بولندا الوطن الأم لتوسك.

واتفق قادة الاتحاد الأوروبي على خطوط عريضة لاتفاق عام لحشد الدعم السياسي والشعبي للتكتل الذي يعاني من انقسامات وشكوك بعد تصويت بريطانيا بالانسحاب منه.

وقال دبلوماسيون إن القادة السبعة والعشرين حاولوا تجاوز خلاف حاد مع بولندا أدى إلى عرقلة أعمال القمة في اليوم السابق وسلموا إرشادات عامة لموظفيهم لإعداد إعلان وحدة متزن لتوقيعه في روما في الذكرى الستين لإنشاء الاتحاد بعد أسبوعين.

ومعركة بولندا التي خاضتها معزولة ودون جدوى لوقف حصول دونالد توسك على ولاية ثانية في رئاسة المجلس الأوروبي كانت أحد أعراض الانقسامات المتنامية داخل الاتحاد بين الغرب والشرق الأفقر ذي التاريخ الشيوعي في حين أحدث خروج بريطانيا فجوة في ميزانيات الدعم في الاتحاد.

وتوسك رئيس وزراء سابق لبولندا وعدو لدود لزعيم الحزب الحاكم حاليا هناك.

وقال دبلوماسي إن رئيسة وزراء بولندا الحالية بياتا سيدلو « كانت شخصا مختلفا اليوم » في إشارة لتبادل حاد للاتهامات في جلسة الأمس عقب إعادة تعيين توسك.

وقال توسك الذي وعد بمحاولة رأب صدع علاقته الشخصية بخليفته في وارسو « الأجواء العامة كانت بناءة أكثر »، مشيرا الى إن الأجواء ربما حتى كانت « متفائلة ».

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل « نحن متحدون بتنوع » بعد أن رفضت اتهامات من وزير بولندي إن الاتحاد الأوروبي يدار « بوصاية ألمانية ».

وقال رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني الذي سيستضيف القمة التي تحيي الذكرى الستين لمعاهدة روما، إن المسؤولين يعملون الآن على مسودة مختصرة تعكس أربع أولويات للاتحاد ليقدم خدمات أفضل للدول الأعضاء في العقد المقبل وهي الأمن والاقتصاد والرفاهة الاجتماعية والدفاع.

ويقول دبلوماسيون إن من أكثر النقاط صعوبة في التوافق هي التوصل إلى لغة مشتركة فيما يخص القضايا الاجتماعية واحتمال ضم دول أخرى في الشرق بمنطقة البلقان للتكتل.

ورفضت الحكومة البولندية دعم توسك، رئيس الوزراء البولندي السابق من الحزب المعارض حاليا، قائلة إنه تدخل في الشؤون الداخلية لبولندا.

وعقب الخلاف، كان قادة الاتحاد الأوروبي حريصين على تأكيد وحدتهم ، وخاصة بالنظر إلى الإخطار الرسمي الوشيك من بريطانيا بمغادرة التكتل والذكرى السنوية القادمة لإنشاء الاتحاد الأوروبي.

وقال توسك إن « وحدة دولنا الـ27 هي أثمن وأهم أولوياتنا. إذا كنت تريد الوصول سريعا أذهب وحدك، أما إذا كنت تريد الوصول لأبعد، فاذهب في جماعة ».

ووصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاتحاد الأوروبي بأنه « نموذج فريد للقوة الاقتصادية والضمان الاجتماعي في العالم »، في حين تجاهلت التلميحات عن شقاق محتمل بين بولندا والدول الأعضاء الأخرى.

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن أوروبا يجب أن تفخر بتاريخها وألا تكون مجرد قوة اقتصادية وإنما أيضا قوة سياسية ذات فائدة للعالم.

ومع ذلك، فإن بعض التصدعات التي تقسم الاتحاد الأوروبي حاليا ظلت مرئية حتى وسط إعادة تأكيد القادة على التزامهم بالوحدة.

وذكر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إن المجر اختلفت مع أحد سطور مشروع الإعلان المفترض تمريره في قمة روما، كان يدعو لأن يدار ملف الهجرة « بإنسانية وفعالية »، لأنه ضد موقف المجر بشأن هذه القضية.

وقال أوربان في مؤتمر صحافي : « ليس هدفنا هو جلب المهاجرين إلى أوروبا بطريقة منظمة، هدفنا هو ألا يأتي المهاجرون إلى أوروبا ».

واضاف : « نحن إما ألا نتعامل مع مسألة الهجرة في هذه الوثيقة ... أو إذا فعلنا ذلك، فتجب الإشارة إلى موقفنا، لأن هناك بعض الدول التي لا ترغب في السماح للمهاجرين بالدخول ».

وخلال المناقشة، أشارت ميركل إلى دعمها لما يسمى بـ « أوروبا متعددة السرعات » التي من شأنها أن تسمح لبعض الدول الأعضاء بالتعاون بشكل وثيق في أمور معينة دون الحاجة إلى موافقة جميع الدول الأعضاء الأخرى.

وقالت ميركل إن مثل هذا التكامل المعزز في مجالات سياسات معينة يمكن أن يشمل التعاون الأمني والدفاعي وإنشاء مدع عام أوروبي، مشيرة إلى أن هذه الترتيبات لا ينبغي النظر إليها باعتبارها حصرية للسماح للدول الأعضاء بالانضمام في أي مرحلة لاحقة.

وقال زافييه بيتل، رئيس وزراء لوكسمبورج : « أنا أفضل وجود سرعتين من عدم وجود سرعة على الإطلاق، وفي هذه اللحظة، نحن عالقون ».

كلمات دلالية