خبر تفويت فرصة تاريخية.. هآرتس

الساعة 11:16 ص|08 مارس 2017

بقلم

(المضمون: إن تفويت فرصة حل سياسي اقليمي خوفا من نشوء ازمة سياسية داخلية هو اخفاق لا يجب المرور عليه مر الكرام).

اذا كان ما تم نشره في « هآرتس » في 5/3 والذي يقول إن بنيامين نتنياهو قد تراجع عن اقواله حول تأييد مبادرة السلام الاقليمية بسبب ازمة عمونة، هو صحيح، وأنا اعتقد أنه صحيح، فنحن أمام وضع خطير، حيث تم تفضيل الصفقات على السياسة. هذا الامر يستحق الحديث أكثر من عملية الجرف الصامد لمراجعته واستخلاص الدروس. الحديث يدور هنا عن فرصة لصنع تاريخ دولة اسرائيل، هذه الفرصة التي كان يجب على الأقل اختبارها بشكل جيد وعدم الهرب منها.

السياسة الجيدة تنعكس في الاستعداد لاستغلال الفرص التاريخية وتحمل الاخطار السياسية والتمييز بين الحسم الذي يؤثر على المستقبل وبين الحسم المؤلم، لكنه غير مهم على المدى البعيد. كان اخلاء عمونة أمرا مؤلما، لكنه سيحصل على ملاحظة هامشية في كتاب التاريخ. في المقابل، التقدم نحو سلام اقليمي، حتى لو كان جزئيا، وحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني بشكل لا يشكل خطرا امنيا جديا على اسرائيل، سيعتبر تحولا حادا في صالح دولة اسرائيل على طريق تحسين وضعها السياسي والامني، حتى لو كان الثمن المؤقت هو صراع ايديولوجي وسياسي داخلي. إن تفويت هذه الفرصة سيسجل في كتب التاريخ على اسم قادة اسرائيل.

فرصة التقدم في عملية السلام الاقليمية في الظروف التي تُجذر الاحتياجات الوجودية لاسرائيل، تستحق ازمة سياسية، بل وانتخابات جديدة. إن من واجب القادة تعريض مستقبلهم السياسي الشخصي للخطر من اجل التقدم في السياسة الصحيحة من الناحية الجوهرية. هذا ما يميز السياسي عن رجل الاعمال الذي يضع بقاءه على رأس اولوياته.

محظور علينا السماح بغياب الكيمياء مع صاحب هذا المنصب أو ذاك، مثل وزير الخارجية الامريكي، أن يؤثر على السياسة الاسرائيلية. ايضا توقع التأييد الامريكي المستقبلي لا يبرر المراهنة باهمال فرصة حقيقية لتحقيق انجاز سياسي أمني كبير، الذي ليس من الواضح متى سيأتي من جديد.

لا مناص من الاستنتاج اذا كان نتنياهو قد تصرف حسب ما قيل بالفعل، أننا قد فوتنا فرصة بشكل يعبر عن وجود اخفاق سياسي خطير. ورغم النية الجيدة لرئيس الحكومة ومهارته التي لا أشكك فيها، لا يجب علينا أن نسمح للأحداث والاعتبارات الحزبية الشخصية بتشويش هذا الاستنتاج.

كلمات دلالية